خبير أمني: إذا صدق ترامب سيختفي الإرهاب خلال عام

حوار لـ"العين" مع اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بمصر، ورئيس جهاز الاستطلاع بالقوات المسلحة المصرية سابقاً.

قال اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بمصر، ورئيس جهاز الاستطلاع بالقوات المسلحة المصرية سابقاً، إن تنظيم الإخوان هو من أفرخ كل التنظيمات الإرهابية التي تدعيّ الإسلام حالياً، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي. 

وتحدث سالم، في حوار خاص مع بوابة "العين" الإخبارية، عن دور جماعة الإخوان الإرهابية في نشر المسلحين والإشراف على عملياتهم في المنطقة العربية، وكيفية تمويلهم، مرجحاً أن تتولى أجهزة مخابرات أجنبية دور الوسيط والتنسيق بين الإرهاب المسلح ومن يموِلهم.. وهذا نص الحوار:

- ما دور تنظيم الإخوان الإرهابي في دعم الجماعات المسلحة؟

ليس هناك أصدق من قول أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي في تسجيل مصور له، إن القاعدة الشرعية التي تأثروا بها وبنت فكر تنظيم القاعدة هي كتب الإخوان وخاصة سيد قطب، بما يعني أن تنظيم القاعدة الإرهابي ولد في الأصل من رحم جماعة الإخوان، وتنظيم داعش الإرهابي خرج من رحم القاعدة، فالأصل واحد وهو الإخوان.

وأصل الإخوان باختصار أنها مشروع نفذته المخابرات الإنجليزية، ليس لاعترافهم أو امتنانهم للدين الإسلامي، وإنما أرادوا تشكيل تنظيم سياسي لخدمة أهدافهم الاستعمارية آنذاك، وإلا ما دعموها منذ اللحظة الأولى، وهذا الدعم بشهادة مؤسس الجماعة، حسن البنا، فقد ذكر في كتاباته أن أول 500 جنيه أخذها من المخابرات الإنجليزية، ليؤسس بها هذه الجماعة.

فتنظيم الإخوان هو من أفرخ كل هذه التنظيمات الإرهابية التي تدعيّ الإسلام والدين منها براء، فلم يواجه الإسلام بكم من العداء وتزييف للحقائق كما يواجه الآن، وعلى رأس ذلك تنظيم داعش الذي يحارب الحضارات المختلفة بدون أي سبب، فيُنفذ أبشع أنواع القتل بالهوية، وارتكبوا أكبر خطأ في تفسير القران والسنة الشريفة.

- هل من دليل يقطع بأن الإخوان يحركون الإرهاب المسلح على الأرض؟

ليس أدل على ذلك أكثر مما يحدث في سيناء المصرية منذ سقوط الرئيس الأسبق محمد مرسي وحتى الآن، فالإرهاب انفجر في مصر منذ سقوطه، وفي ذلك الوقت خرج محمد البلتاجي أحد أهم قيادات الجماعة في مصر والمحبوس حالياً قائلا قولته الشهيرة، إن ما يحدث في سيناء وربوع مصر من أعمال إرهابية سيتوقف في اللحظة التي يخرج فيها مرسي من السجن.

- هل طالت أيديهم ليبيا التي مازالت مشتعلة منذ 6 سنوات وحتى الآن؟

بعد اندلاع ثورة ليبيا وتسريح الجيش الليبي بعد فرض الحظر الجوي عليهم من حلف الناتو، اكتشف الليبيون أن هناك 700 ضابط من ضباط الجيش الليبي الذين خرجوا من الخدمة وخلعوا الزي العسكري تم قتلهم بأيدي العناصر المسلحة التابعة لتنظيم الإخوان.

آنذاك؛ انتبه المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي حالياً- للأمر، وللعمل الذي يتم ترتيبه للتخلص من كل ضباط ليبيا، فجمع شتات القوات المسلحة من جديد وكون الجيش الليبي مرة أخرى تحت مسمى "كرامة ليبيا"، وهي التي تحكم في طبرق الآن، ومعها مجلس النواب الليبي، ولولا ذلك التحرك لتم التخلص من كل القوات المسلحة الليبية وضباطهم بأيدي الإخوان الذين يعادون الجيش في كل مكان.

ـ من وجهة نظرك.. لماذا كل هذا العداء الإخواني للجيوش النظامية؟

لأن الجيوش الوطنية عقيدتها الدفاع عن التراب الوطني، وهي عكس عقيدة الإخوان، التي لا تؤمن بتراب الوطن وإنما تفعل كل شيء فقط من أجل تكوين ما أسموه بدولة الخلافة.

 ـ ما هو تكتيك التواصل بين الجماعة وعناصر الإرهاب المسلح؟

ليس بالضرورة أن يتم ذلك بشكل مباشر، فقد تكون هناك أجهزة مخابرات أجنبية تتولى دور الوسيط والتنسيق بين الإرهاب المسلح والمموِل الذي يدفع لهم، فهذه الشبكة العنكبوتية من الإرهاب قد تديرها مخابرات على درجة عالية جداً من الناحية الفنية والتقنية، ولذلك تبدو الجماعات الإرهابية تعمل بقيادة واحدة، في حين أنها تعمل في واقع الأمر في جزر منعزلة وكل مجموعة لا تدري شيئاً عن الأخرى، حتى إذا ما سقطت مجموعة منهم لا تتسبب في سقوط الآخرين.

ـ وكيف يصل الدعم النقدي تحديداً؟ 

أحياناً في حسابات بنكية تحت أسماء لا تمثل شخوص الإرهاب، أو يحملها وسطاء ويسلمونها نقداً لقادة الجماعات والتنظيمات، لتوزع على العناصر نقداً، وعناصر الإرهاب تتلقى من قياداتها مرتبات شهرية وأحياناً تتم محاسبته بـ"العملية". 

ـ متى نتخلص من شبح الإرهاب؟ 

الإرهاب لم يحدث له في التاريخ أن هزم دولة، فيشتعل لسنوات ثم يخمد وينهزم في النهاية، وربما مجيء دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، بداية لانحسار الإرهاب، حيث يبدو أنه سيغير استراتيجية بلاده في المنطقة، فلن تكون خطته تفتيت المنطقة بالإرهاب، والمرجح أن تعود أمريكا للتعامل مع الأنظمة مباشرة في المرحلة القادمة خاصة أنها ذاقت من الإرهاب نصيباً، وإذا صدق الرئيس الأمريكي، سينقطع التمويل عن الإخوان، وبالتالي جماعات الإرهاب المسلح، خلال عام على الأكثر. 

aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA==

جزيرة ام اند امز