انتفاضة لنشطاء تونسيين ضد "إرهاب الإخوان" في نهار رمضان
حادث اقتحام مجموعة من المتطرفين مقهى بمدينة رادس بتونس بدعوى منع الإفطار في نهار رمضان أثار غضب التونسيين.
اعتبر عدد من النشطاء السياسيين في تونس، حادث اقتحام مجموعة من المتطرفين مقهى بمدينة رادس (ضواحي العاصمة)، مساء أمس، بدعوى منع الإفطار في نهار رمضان، بمثابة ناقوس خطر يضرب مبدأ التعايش السلمي.
وأسفرت هذه الحادثة، التي ارتكبها مئات المتطرفين العائدين من بؤر التوتر في سوريا والعراق، عن جرح أكثر من 20 تونسياً ومحاولة قتل صاحب المقهى، بحسب شهود عيان بالمنطقة.
محاولة لحرق العمال
وقال محامي صاحب المقهى، منير بعتور، في منشور على صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، إن مئات المتطرفين تعمدوا الهجوم على المقهى الموجود في "رادس مليان"، تحت صيحات "الله أكبر"، ثم قامت هذه المجموعة بسكب البنزين وإشعال النار لحرق المقهى بمن فيه من عمال وحرفيين.
وأضاف: "اتصل صاحب المقهى بالأمن الذي لم يتمكن من الاقتراب من المقهى لكثرة عدد المتطرفين المهاجمين، وظلت بقية سيارات الأمن التونسي تنتظر التعزيزات بعيدا لمدة ساعة كاملة حتى هروب المعتدين.
وفي الوقت الذي نفت فيه وزارة الداخلية في حكومة الشاهد والإخوان في بيان لها، الأحد، أي علاقة بين الحادثة وأهداف إرهابية، صنّف مراقبون للشأن التونسي، هذا العمل بـ"الإرهابي"، بما يؤكد تخاذل الحكومة مع مظاهر التطرف والسلوك العدواني لتفريعات الإخوان في البلاد.
ويؤكد الأستاذ الجامعي نزار العويني صاحب كتاب "جينيالوجيا الأفكار الأصولية"، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن حركة النهضة تمثل العنوان الأكبر لازدواجية الخطاب، إذ تساند سرا هذه الجماعات الإرهابية وتعتبرها أدوات احتياطية لترهيب خصومها، خاصة في الفترات الانتخابية.
العويني أعاد التذكير بما قامت به قواعد حركة النهضة من محاولة قتل لبعض الفنانين في حادثة الاعتداء على معرض الرسوم التشكيلية بقصر "العبدلية"، عام 2012، وذلك بحجة أن الفنون هي ضرب من "الزندقة".
وأشار إلى أن الإخوان باتوا هم الحاضن الأبرز للإرهاب، وخاصة لكتيبة "عقبة بن نافع" الإرهابية المتمركزة في جبال الشعانبي بمحافظة "القصرين" غرب تونس.
الفرز العلماني- الإسلامي
وفي ظل فشلهم في إدارة الدولة، يعتمد إخوان تونس، حسب خصومهم، على ما يُسمى "الفرز العلماني- الإسلامي"؛ لتحريك العواطف الدينية من أجل غايات سياسية بحتة.
واعتبر نوفل علية رئيس منظمة "تونس للجميع"، وهي منظمة تدافع عن حقوق الأقليات، أن هذا الأسلوب "المُتقادم" هو سلاح إخواني لتفتيت الشعوب والتضييق على الحريات الفردية من خلال ملاحقة "ضمائر" الناس في ضرب للباب الثاني من دستور تونس لسنة 2014 والقاضي بتمتع كل المواطنين بحرياتهم الفردية.
وشدد على أن تونس أصبحت مسرحاً للتطرف في سنوات الحكم الإخواني، الذي يتظاهر بالمدنية في العلن؛ لكنه يخفي كل الكراهية للمختلف عنه، واصفا ذلك بالنفاق السياسي لحركة النهضة ولرئيسها راشد الغنوشي.
خطورة المشروع المجتمعي للإخوان
وما بين هذا وذاك، تؤكد صابرين السياري الباحثة في علم الاجتماع والناشطة النسوية، أن خطر المشروع الإخواني يتجسّد في ثلاثة أبعاد؛ (الأول) إعلامي من خلال دعم المؤسسات الإعلامية ذات الطابع الإخواني، و(الثاني) يعتمد على الجمعيات عبر دعمها للنشاط في الحقل الإسلامي، و(الثالث) ميداني من خلال ترهيب خصومها بالاعتداء المادي عليهم.
وفي هذا السياق، اتهم رئيس هيئة الاتصال السمعي البصري النوري اللجمي، حركة النهضة، بامتلاكها 7 محطات إذاعية خارج إطار القانون، وهو التصريح الذي جعل عناصر التنظيم الإرهابي يطلقون حملة "تشويه" على شبكات التواصل الاجتماعي لرئيس الهيئة.
وقالت السياري إن الإخوان خطر على حرية المرأة والبحث العلمي، وأعداء للابتكار وللاكتشافات والتقدم، مشيرة إلى أن تونس تحولت إلى "سجن كبير" منذ سنة 2011، ما دفع 90 ألف باحث إلى الهجرة خارج البلاد.
ولاحظت من خلال عملها في المجال "السوسيولوجي"، انتشار الظواهر الخطيرة كاستهلاك المخدرات وارتفاع أعداد المنتحرين، جراء منظومة الحكم التي سرقت الأمل في المستقبل لأغلبية التونسيين.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg جزيرة ام اند امز