أسبوع تونس.. تحالفات انتخابية لمواجهة الإخوان وإحباط عملية إرهابية
اندماجات حزبية لمواجهة الإخوان في الانتخابات وإحباط عملية للقاعدة وترحيب بقمتي السعودية أبرز أحداث أسبوع تونس
شهدت تونس، الأسبوع الماضي، أحداثا عدة كان أبرزها تحالفات حزبية جديدة لمواجهة الإخوان في الانتخابات المقبلة، ومد فترة التسجيل فيها، وإحباط عملية إرهابية خططت لها خلية تابعة لتنظيم القاعدة، وترحيب بقمتي السعودية، وانطلاق موسم حج اليهود.
- الانتخابات التونسية.. دعوات لحشد الأحزاب لمواجهة "الأخونة"
- تونس ترحب بدعوة السعودية لعقد قمة عربية طارئة
وتم الكشف عن النواة الأولى لأكثر من اندماج حزبي لمواجهة الإخوان في الانتخابات، أولها كانت المشاورات المتقدمة بين حزب "مشروع تونس" و"نداء تونس" للاتفاق على برنامج انتخابي واحد.
مرورا بالاندماج الذي حصل بين حزب المبادرة (ليبرالي) مع حركة تحيا تونس (ليبرالية)، وصولا إلى الدعوات التي تخرج من قيادات الجبهة الشعبية بضرورة توسيع قاعدة التحالف اليساري في البلاد.
مواجهة الإخوان
ويرى العديد من المراقبين أن هذا الحراك السياسي يهدف أساسا إلى إعداد العدة لبناء جدار انتخابي قوي يغلق منافذ التمدد الإخواني في تونس، ويوصد الباب أمام التحالفات الهجينة التي استفادت منها حركة النهضة طيلة 8 سنوات.
سيف الرياحي، القيادي بحزب "بني وطني" (معارض)، قال إن الذهاب إلى الانتخابات وفق منطق "التشتت" لن يضيف الكثير إلى التيارات الديمقراطية والوسطية، فالساحة الحزبية المناهضة للإخوان في تونس تتشابه في برامجها وأفكارها ولا بدَّ لها أن تلتقي في جبهات انتخابية واحدة.
وأضاف في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "حزب بني وطني" يدعم أي تحالف يقوم على أساس تجميع الكفاءات بعيدا عن المصالح الضيقة، مشيرا إلى أن التركيبة الحكومية التي قامت بناء على التقارب مع حركة النهضة الإخوانية لم تستطع بناء قيمة مضافة اقتصاديا واجتماعيا.
وقال رئيس حزب آفاق تونس، ياسين إبراهيم، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إنه لن يدعم أي مرشح للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني يكون له صله بحركة النهضة الإخوانية أو قريبا سياسيا منها.
خطورة النهضة
فاكر الطبيب، الناشط بحزب البديل التونسي (ليبرالي)، قال، في حديث مع "العين الإخبارية"، إن الطبقة السياسية الحداثية في تونس يجب أن تعي خطورة التحالف مع الإخوان، مبينا أن كل الأحزاب التي اقتربت من حركة النهضة انتهت إلى أحزاب "مبعثرة" ومنقسمة.
وأشار إلى ما حدث لحزب نداء تونس الذي دخل في شراكة حكم مع الإخوان عام 2014، جعلته ينقسم بعد ذلك إلى 4 أحزاب صغيرة.
وأضاف أن حزب البديل يخوض مشاورات مع العديد من الأحزاب على غرار "تحيا تونس " وحزب "المبادرة" شريطة أن يكون التحالف مبنيا على مبدأ القطيعة التامة مع حركة النهضة.
نفس الموقف، أكده رئيس الحزب مهدي جمعة في اجتماع شعبي مؤخرا بتأكيده "لن نلتقي مع حركة النهضة مستقبلا".
مد فترة التسجيل
وشهد الأسبوع الماضي، تمديد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس فترة التسجيل للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة من 22 مايو/ أيار إلى 15 يونيو/حزيران المقبل.
وأوضح نبيل بافون، رئيس الهيئة في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن عدد المسجلين الجدد في الانتخابات خلال الفترة الممتدة من بداية شهر أبريل/نيسان الماضي إلى منتصف شهر مايو/أيار الحاري، وصل إلى مليون و 156 ألف مسجل جديد، معتبرا أنه رقم مهم على مستوى الإقبال على الانتخابات.
وأثار هذا الرقم حفيظة حركة النهضة الإخوانية خاصة وأن غالبية المسجلين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عاما.
الناشطة السياسية وفاء الشادلي، أكدت أن مشاركة أكثر من 6 ملايين شخص في الانتخابات بإمكانه أن يقلب الطاولة على منظومة الحكم الإخوانية ويخرجها من السلطة، مشيرة إلى أن حركة النهضة دخلت مرحلة التخوف الكبير من الأفواج الشبابية الجديدة التي أصبح لها حق المشاركة في الانتخابات.
وبيّنت أن حصيلة الحكم الكارثية للإخوان طيلة السنوات الثماني جعلت غالبية الشباب يبحث عن الأدوات الكفيلة لمعاقبة الائتلاف الحاكم.
ترحيب بقمتي السعودية
ورحبت تونس خلال الأسبوع الماضي بعقد قمتين عربية وإسلامية في المملكة العربية السعودية نهاية شهر مايو/أيار الجاري.
وأكدت الرئاسة التونسية مشاركتها في القمة العربية الطارئة التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الأسبوع الماضي، في 30 مايو/ايار الجاري.
كما أعلنت في بيان مشاركتها في أعمال الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي يوم 31 مايو/أيار الجاري.
وكان العاهل السعودي وجّه، السبت، الدعوة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئتين في مكة المكرمة، يوم الخميس 30 مايو/أيار الجاري.
الدعوة جاءت، وفق مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية؛ لبحث تداعيات الهجوم على سفن تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات، وما قامت به مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطيتين بالسعودية، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي، وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية.
وتتزامن القمتان مع القمة الإسلامية الـ14 المرتقب انعقادها أيضاً في مكة المكرمة يوم 31 مايو/أيار، بمشاركة عدد كبير من قادة دول منظمة التعاون الإسلامي البالغ عددهم 57 دولة.
إحباط عملية إرهابية
والجمعة الماضي، أعلنت الداخلية التونسية، إحباط عملية إرهابية خطط لتنفيذها خلال شهر رمضان، والكشف عن مخزن للمتفجرات بجبل سمامة، بولاية القصرين (غرب).
وأصدرت الوزارة بيانا جاء فيه: "أنّه تم الكشف عن المخطط بناء على معلومات استخباراتية، مفادها تخطيط عناصر ما يسمى بكتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي بالمغرب، لاستهداف الوحدات الأمنية والعسكرية بالقصرين".
وتابع البيان: "تم خلال العملية نفسها العثور على 11 لغما أرضيا تم إعدادها لاستهداف العربات والأشخاص، و6 بطاريات، وجهاز تحكم للتفجير عن بعد، وكمية هامة من مادة الأمونتير، وأكثر من 30 كيلوجراما من المتفجرات، و33 صاعقا، وسلاحا ناريا من نوع مغنوم، وجهازا لاسلكي".
وأشارت الوزارة إلى أن تنظيم القاعدة الإرهابي بالمغرب متورط في عديد العمليات الإرهابية التي استهدفت تونس منذ 2011.
حج اليهود
وتزامنا مع الحراك السياسي الذي شهدته تونس الأسبوع، شهدت أيضا حراكا من نوع آخر، وهو انطلاق موسم "حج الغريبة"، بمعبد "الغريبة" اليهودي بجزيرة جربة (جنوب شرق)، الذي يستمر حتى يوم 26 من شهر مايو/أيار الجاري، ويتزامن هذا العام مع شهر رمضان وذلك بعد 32 عاما على مثل هذا التزامن منذ عام 1987.
وقبل بدء الموسم الأربعاء الماضي، شهدت البلاد إجراءات أمنية مشددة تخوفا من أي عملية إرهابية كالتي حدثت عام 2002 عندما قام شاب بدهس العديد من اليهود الألمان بسيارته.
وأعلنت وزارة الداخلية، في بيان الثلاثاء، أنه تم عقد جلسة عمل مشتركة بين وزارتي الداخلية والسياحة ترأّسها وزير الداخلية هشام الفوراتي ووزير السياحة والصناعات التقليدية روني الطرابلسي حول تأمين هذه الاحتفالية السنوية.
وتناول اللقاء الجوانب التنسيقية المتعلّقة بالإجراءات المتّخذة لتأمين فعاليّات زيارة الغريبة والاستعدادات الأمنية الخاصة إضافة إلى العمل على تدعيم الاحتياطات الأمنيّة وحسن الاستعداد لتأمين الموسم السّياحي المقبل.
من جهته، توقع رئيس هيئة معبد "الغريبة" بيريز الطرابلسي توافد بين 7 آلاف و8 آلاف زائر من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغيرها من البلدان بين شخصيات دينية وإعلامية.
ويقع معبد "الغريبة" في حي صغير يسمى "الحارة الصغيرة" في جربة يضم حاليًا قرابة 1300 يهودي، ويعد هذا المعبد اليهودي الأقدم في أفريقيا ويعود تاريخه إلى 2600 عام.
aXA6IDE4LjIyMy4xOTUuMTI3IA== جزيرة ام اند امز