مليون ناخب جديد.. أكثرية شبابية ترعب إخوان تونس
80 بالمائة من المسجلين الجدد تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، فغالبيتهم من الشباب الرافض لأفكار الحركة الإخوانية.
اعتبر خبراء سياسيون أن ارتفاع نسب التسجيل في الانتخابات التونسية أزعج دوائر القرار داخل حركة النهضة الإخوانية، التي تعيش بدورها حالة من العزلة الداخلية إثر تواتر الحراك الاجتماعي ضدها، وحالة من العزلة الخارجية بعد الانكسارات المتكررة للامتدادات الإخوانية في المنطقة.
وأكدوا على أن الانتخابات القادمة ستكون فرصة لعقاب منظومة الحكم الحالية التي لم تستطع تقليص نسبة البطالة إلى أقل من 15 بالمائة، وعجزت عن حماية الاقتصاد التونسي من سلسلة الانهيارات في مؤشراته التنموية.
واستقبلت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس (الجهة المشرفة على الانتخابات) أكثر من مليون مسجل جديد في الانتخابات التشريعية القادمة (6 أكتوبر/تشرين الأول) والرئاسية (17 نوفمبر/ تشرين الثاني).
وأكد أنيس الجربوعي، عضو هيئة الانتخابات، أن الوصول إلى المليون مسجل في غضون أكثر من شهر واحد (انطلقت عملية التسجيل يوم 10 أبريل/ نيسان وتستمر حتى 22 من الشهر الجاري) رقم "قياسي" مقارنة بانتخابات سنة 2014 .
وأكد، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن 80 بالمائة من المسجلين الجدد تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة.
وأوضح أنه من خلال هذا الرقم سيصبح إجمالي عدد المسجلين في الانتخابات 6 ملايين تونسي من جملة 12 مليون شخص بعد أن كان نحو 5 ملايين بداية السنة.
وأكد الجربوعي أن ارتفاع عدد المسجلين يعتبر مؤشرًا إيجابيًا لنجاح العملية الانتخابية.
هذا الرقم المرتفع لعدد المقبلين على الانتخابات جعل حركة النهضة الإخوانية تعقد ندوة صحفية مؤخرا للتشكيك في سير الانتخابات وسط ذهول عديد الملاحظين والمراقبين للمشهد التونسي.
فئة الشباب
وقال خبراء في الشأن السياسي التونسي إن ارتفاع عدد الناخبين من شأنه أن يقلل فرصة حركة النهضة والإسلام السياسي من الفوز في الانتخابات القادمة خاصة وأن المليون شخص جديد هم من فئة الشباب وينشطون خارج دائرة الإخوان وضد أفكارهم.
بيرم الحوات، أستاذ الديمغرافيا في قسم علم الاجتماع بالجامعة التونسية، قال إن الرصيد الانتخابي لحركة النهضة لا يتجاوز 500 ألف فقط من جملة 12 مليون مواطن، أي أقل من 1 بالمائة من مجموع السكان.
وأوضح، في تصريحات لـ"العين الاخبارية"، أن ارتفاع عدد المشاركين سيكون له انعكاسات على نتائج الانتخابات، وسيكون مؤشرا لإزاحة حركة النهضة من التشكيلة الحكومية لما بعد سنة 2019.
الحوات، الذي أعد دراسة بعنوان "الانتصارات الوهمية لحركة النهضة في انتخابات 2011"، أكد أن وجود مليون ناخب جديد يعكس توجها اجتماعيا كاملا لمعاقبة التيارات السياسية التي حكمت تونس منذ سقوط نظام بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011.
وأضاف أن مجالات العقاب بدأت تكشفها نتائج استطلاعات الرأي لشركة "سيغما كونساي" (خاصة) التي أجرتها في بداية شهر مايو/أيار والتي جعلت شخصيات خارج دائرة الأحزاب تتصدر المشهد.
الاستثمار في الفراغ
ووفق مراقبين فإن زعيم الإخوان، راشد الغنوشي، أعطى تعليمات لأنصاره بالتضييق على هيئة الانتخابات كي لا تمدد في فترة التسجيل إلى ما بعد 22 مايو/أيار الجاري.
وأوضحوا أن الإخوان يمهدون إلى إطلاق حملة تشويه على شبكات التواصل الاجتماعي ضد رئيس الهيئة نبيل بافون الذي وقع انتخابه من قبل أعضاء البرلمان التونسي في شهر يناير/كانون الثاني الماضي.
منير الشرفي، الناشط السياسي، قال إن حركة النهضة تريد أن تستثمر في"الفراغ"، حيث إن نسب الإقبال العالية على الانتخابات سيجعل من أنصارها "أقلية" فهي لا وزن لها في معادلة اللعبة السياسية، على حد قوله.
وأضاف الشرفي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن "النهضة" تسعى إلى إعادة سيناريو الانتخابات المحلية في شهر مايو/أيار عندما عزف الشعب التونسي عن الانتخابات (نسبة الإقبال بلغت 30 بالمائة).
وبين أن بوادر استفاقة الوعي التونسي بدأت تظهر من خلال هذا التوجه الشبابي للمشاركة في الحياة السياسية، لافتا إلى أن هذا العامل سيكون له دور أساسي لتقليص دور الإخوان في المشهد.
التصويت العقابي
وتنتشر دعوات على منصات التواصل الاجتماعي في تونس إلى ضرورة التصويت للأشخاص والأحزاب التي تحمل برنامجا لتحسين أوضاع التونسيين، ومن بين هذه المبادرات يستعد الاتحاد العام التونسي للشغل لعرض رؤيته لمنهجية الإنقاذ أواخر الشهر الجاري.
عثمان الرحالي، الناشط النقابي باتحاد الشغل، قال إن المنظمة النقابية لن تشارك في الانتخابات التشريعية القادمة وإنما ستدعم الأحزاب السياسية ذات التوجه الاجتماعي التي تتعارض مع مرجعيات الإرهاب والتطرف.
وأوضح الرحالي أن الاتحاد قام بدور إيجابي لتوعية جميع فئات الشعب بضرورة المشاركة في الانتخابات القادمة والإقبال على التصويت من أجل تغيير الواقع التونسي نحو الأحسن.
aXA6IDMuMTUuMjM5LjE0NSA= جزيرة ام اند امز