زعيمة ميانمار.. 90 يوما من "العزلة القسرية"
90 يوما من العزلة القسرية تستكملها زعيمة ميانمار المدنية، أونغ سان سو تشي، السبت، فيما تعصف الفوضى ببلد لم تطل تجربته الديمقراطية.
عزلة مستمرة منذ أن أطاح الجيش بالزعيمة الحائزة على جائزة نوبل للسلام في انقلاب بالأول من فبراير/شباط الماضي، لتشعل عودة المجلس العسكري إلى الحكم، موجة من الاحتجاجات وحملة أمنية قاسية أسفرت عن مقتل المئات.
وفي خضم الفوضى السائدة، وجهت لـ"سو تشي" 6 اتهامات تشمل إثارة الفتن بموجب قانون أسرار ميانمار.
ومنعت الزعيمة المدنية من لقاء محاميها، ما اضطرها للاكتفاء بعقد اجتماعات معهم عبر الفيديو فحسب، بحضور عناصر أمن على طرفي الاتصالات.
وقال أحد أعضاء فريق الدفاع، في تصريحات إعلامية، إن سو تشي معتقلة داخل منزل في العاصمة نايبيداو حيث قطعت عنها جميع المعلومات المتعلّقة بالاضطرابات في البلاد.
أحداث تتكرر
ولا يعتبر وضع سو تشي أمرا مستجدا بالنسبة لها، حيث سبق أن قضت أكثر من 15 عاما قيد الإقامة الجبرية خلال الحكم العسكري السابق قبل إطلاق سراحها في 2010، ووصولها إلى السلطة في انتخابات جرت بعد خمس سنوات من ذلك.
تجربة تتكرر في حياة زعيمة حظيت بمكانة دولية هامة قبل أن تتراجع نسبيا عقب موجة أعمال عنف استهدَفَ خلالها الجيش ذو الغالبية البوذية أفراد أقلية الروهينغا المسلمة المهمّشة، وأدت إلى نزوح أكثر من مليون شخص.
لكن الانقلاب أعاد لسو تشي دورها كرمز للديمقراطية، باعتبارها شخصية مؤثرة على مسار ميانمار بالسنوات الأخيرة.
ويتفق محللون على أن الشعب في ميانمار يفرق بين رؤيته لحزب الزعيمة (الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية) وبين شخصها كمعارضة رفعت صوتها في الماضي من أجل الديمقراطية.
ومع أن حزب سو تشي أقام علاقات مع المؤسسة العسكرية النافذة خلال "سنوات الديمقراطية"، إلا أن العلاقات تدهورت بشكل ملحوظ منذ انتخابات نوفمبر/ تشرين ثان الماضي، والتي حقق خلالها الحزب فوزا ساحقا.
واتهم الجيش الحزب بالتلاعب بالنتائج وانتزع منه السلطة بعدما فشلت تحقيقات لجنة الانتخابات في تأكيد اتهامات الجنرالات بالتزوير، وأوقف سو تشي، واستخدم القوة لقمع الاحتجاجات.
ورغم القمع والترهيب، إلا أن صور الزعيمة المدنية لا تزال ترفع في جميع الاحتجاجات بمختلف أنحاء البلاد، مطالبة بفك العزلة القسرية عن زعيمتهم المدنية.
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4yOCA= جزيرة ام اند امز