70 عاما من "نكبة" فلسطين..جغرافيا تضيق ومعاناة تتفاقم وعودة تنتظر
في 70 عاما منذ النكبة الفلسطينية، استشرى الاستيطان، وزاد الحصار، وارتقى آلاف الشهداء، ومليون حالة اعتقال منذ 1967
كشف إحصاء رسمي النقاب، أنه بعد 70 عاما على النكبة عام 1948 تضاعف الفلسطينيون أكثر من 9 مرات ليصل إجمالي عددهم في العالم حوالي 13 مليون نسمة.
وبحلول ذكرى النكبة (15 مايو/آيار من كل عام) يتساوى الفلسطينيون واليهود في فلسطين التاريخية.
ومع هذه الذكرى يصل عدد الفلسطينيين إلى 6.36 ملايين نسمة وهو ما يشكل حوالي 49.4% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية.
ورغم ذلك، فإن إسرائيل تسيطر على 85% من أرض فلسطين التاريخية ، بحسب مركز الإحصاء الفلسطيني.
وتشير سجلات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الى أن عدد اللاجئين المسجلين كما هو في الأول من ديسمبر لعام 2017، حوالي 5.87 ملايين، يعيش حوالي 28.4% منهم في 58 مخيماً رسميا تابعا للوكالة الأممية.
وتتوزع هذه المخيمات بواقع 10 في الأردن، و9 في سوريا، و12 في لبنان، و19 في الضفة الغربية، و8 في قطاع غزة.
علا عـوض، رئيسة الإحصاء الفلسطيني، لفتت إلى أن عدد السكان في العام 1948 بلغ أكثر من 2 مليون حوالي 31.5% منهم من اليهود.
وقالت في استعراض أرسلته لـ"العين الإخبارية" بمناسبة ذكرى النكبة، إنه "على الرغم من تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني عام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف غالبيتهم الى الأردن بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم مع نهاية 2017 حوالي 13 مليون نسمة".
وأضافت "هذا يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات منذ أحداث النكبة، أكثر من نصفهم (6.36 ملايين) نسمة في فلسطين التاريخية (1.56 مليون في المناطق المحتلة عام 1948)".
واستناداً إلى نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2017، فقد بلغ عدد السكان في الضفة الغربية "بما فيها القدس" 2.9 مليون نسمة، وحوالي 1.9 مليون نسمة في قطاع غزة.
وبناءاً على هذه المعطيات، بيّنت علا عوض، أن "الفلسطينيين يشكلون حوالي 49.4% من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية".
و"سيطر الاحتلال الإسرائيلي خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، تم تدمير 531 منها بالكامل وما تبقى تم إخضاعه للاحتلال وقوانينه، وقد رافق عملية التطهير هذه اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألفا، والسيطرة على أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27,000 كلم2 بما فيها من موارد وما عليها من سكان ، وما تبقى من هذه المساحة لا تخلو من فرض السيطرة والنفوذ من قبل الاحتلال عليها" بحسب رئيسة جهاز الإحصاء الفلسطيني.
وفيما يلي أبرز المعطيات كما استعرضتها علا عوض في تقريرها:
تواصل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي
بلغ عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2016 في الضفة الغربية 425 موقعا، منها 150 مستوطنة و107 بؤر استيطانية يقيم فيها 636,452 مستوطنا.
ويتضح من البيانات أن حوالي 47.5% من المستوطنين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عـددهم حوالي 302,188.
وتشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21.8 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني.
في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس بحوالي 68.3 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني.
وتشير البيانات إلى أن جدار الضم والتوسع العنصري عزل أكثر من 12% من مساحة الضفة الغربية، مما أدى إلى فرض قيود على نحو 1.9 مليون نسمة يعيشون في مناطق قريبة من الجدار أو المستوطنات، نحو 400 ألف نسمة منهم يعيشون في مناطق (ج).
القدس..هدم أكثر من 100 مبنى سنوياً
قام الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2017 بهدم وتدمير 433 مبنى، 46% منها في مدينة القدس، ما أدى إلى تشريد 128 أسرة تتألف من حوالي 700 فرد نصفهم من الأطفال.
كما أصدر الاحتلال خلال العام 2017 أوامر بهدم 1,030 مبنى في الضفة الغربية والقدس.
وفي الوقت الذي يقوم فيه الاحتلال الإسرائيلي بهدم المنازل الفلسطينية ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، يقوم بالمصادقة على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي القدس
أكثر من 10 آلاف شهيد منذ انتفاضة الأقصى
بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,463، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2017.
وكان العام 2014 أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2,240 شهيداً منهم 2,181 في قطاع غزة غالبيتهم سقطوا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
نحو مليون حالة اعتقال منذ 1967
تعتقل سلطات الاحتلال حوالي 6,500 فلسطيني، بينهم 350 طفلاً، و62 إمرأة من بينهن 21 أماً، و8 قاصرات، إضافة إلى 6 نواب في المجلس التشريعي الفلسطيني.
ومنذ بداية عام 2018 وحتى نهاية أبريل/نيسان 2018، اعتقلت سلطات الاحتلال 2,378 فلسطيني من بينهم 459 طفلاً، و47 إمرأة.
كما قام الاحتلال بفرض الإقامة الجبرية المنزلية على 300 طفل في القدس منذ أكتوبر/تشرين أول 2015، ولا يزال ما يقارب 20 طفلا تحت هذه الإقامة حتى الآن.
وجرى اعتقال معظم الأطفال بعد إنهاء فترة الإقامة المنزلية عليهم والتي تراوحت بين 6 شهور وعام.
وتشمل حالات الاعتقال، الفلسطينيين الذين تم توقيفهم للتحقيق ومن ثم إصدار أحكام بالسجن ضدهم.
وتتفاوت فترات الاعتقال ما بين عدة أيام وعشرات المؤبدات.
حصار مستمر لقطاع غزة
أقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1,500 متر.
وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كلم² والذي يعتبر من أكثر المناطق ازدحاما وكثافة في السكان بالعالم بحوالي 5,203 فرد/كم2، مما ساهم بارتفاع حاد بمعدل البطالة التي بلغت 43.9%، مقارنة بنسبتها في الضفة الغربية 17.9%.
ويتبين أن معدلات البطالة السائدة كانت الأعلى بين الشباب للفئة العمرية 15-24 سنة بواقع 64.7%، وهو ما ساهم بتفاقم وضعف الواقع الاقتصادي في قطاع غزة، مما حوّل ما يزيد عن نصف السكان إلى فقراء.
وبلغت نسبة الفقر في قطاع غزة 53.0%، مرتفعة عن الضفة الغربية بحوالي أربعة أضعاف والبالغة نحو 13.9% وذلك في العام 2017.
ورغم مرور هذه السنوات إلا أن حلم العودة للديار لدى الفلسطينيين ما زال حياً حتى يومنا هذا.
aXA6IDMuMTM1LjIwOS4xMDcg جزيرة ام اند امز