بالصور.. "أساور الأسماء" حرفة جديدة تدخل الجزائر من بوابة تلمسان
علي أمتير صاحب الـ27 عاما أول شاب جزائري يمتهن حرفة صناعة أساور بالأسماء في الجزائر منذ كان عمره الـ19، ويرى أنه "أب" هذه الحرفة.
تشتهر الجزائر بتعدد الحرف التقليدية التي تميزها ثقافياً، لكن ذلك لم يمنع ظهور حرف جديدة تواكب الحداثة، مثل صناعة أساور الأسماء باستخدام الحروف، أبطالها شباب في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم.
في أحد شوارع تلمسان وعلى رصيف مقابل لمحلات تجارية، اختار الشاب علي أمتير منافسة الحرف التقليدية التي تشتهر بها المدينة العتيقة بـ"صناعة أساور الأسماء"، وعلى طاولة صغيرة وضعها جانب شجرة تحميه من الأمطار في الشتاء وتمنع عنه شمس الصيف الحارقة بدأ مشواره.
- بالصور.. "النحت على المعادن" فن صاعد يقتحم معارض الجزائر
- بالصور: صناعة الخشب التقليدية في الجزائر.. روح الماضي بلمسة معاصرة
ذلك الشارع وتلك الطاولة هما عالم علي الخاص، يبسط "عدة" حرفته التي يتقنها جيداً، ويبدأ في صنع الأساور الملونة الملفتة للنظر، ومع الوقت أصبح لديه زبائنه الخاصة التي تشهد له بإتقان صنعته، إضافة إلى المارة التي لا تستطيع مقاومة جمال الأساور.
"العين الإخبارية" توقفت عند علي، 27 عاماً، وهو منهمك في صنع أساور لأب مع أطفاله الثلاثة، بعد أن أعطاه أسماءهم، واختار ألوان الحروف التي يريدها.
حروف لاتينية بكل الأحجام ومختلف الألوان، وأنواع مختلفة من الخيوط، وكلها متاحة للجميع لكن السر يبقى في طريقة صنع علي للسوار وإخراجه بشكل متقن وجميل، لدرجة أنه لا يكاد الانتهاء من واحد حتى تتوقف عائلات أو شباب لتسجيل أسمائهم في ورقة على الطاولة وضعها الشاب للمهتمين بحرفته.
يقول علي لـ"العين الإخبارية" إنه بدأ هذه الحرفة منذ 2011 هواية، أي عندما كان عمره الـ19، وبمرور الوقت تحولت إلى مهنة يعشقها بعد أن طورها طوال تلك الفترة، وباتت مصدر رزق دائم له.
ويؤكد الشاب أن تمسكه بـ"صناعة أساور الأسماء" ليس من أجل المال بقدر تعلقه وحبه لحرفة صنعت اسمه في الجزائر.
عن أسباب اختياره هذه الحرفة وتعلقه بها، يقول علي: "بدأت العمل بها وأنا في سن المراهقة، كنت أحب ارتداء الأساور حينها، لكن لم أكن أملك المال لشرائها، كنت أتفرج عليها فقط، ومن هنا راودتني فكرة صناعة أساور لي، بجهدي وإمكانياتي الخاصة، لأجد نفسي أتنقل بين المحلات، ومن حرفي إلى آخر أستفسر عن أنواع الخيوط الموجودة في الأسواق".
أساور علي تتميز بـ"عُقدها الجميلة"، وهي العُقد التي قال إنه استغرق وقتاً طويلاً في البحث عن أسرار تشكيلها، ومع كل هذا البحث ومحاولة تطوير حرفة لا يعرف عنها شيئاً أصبح أول جزائري يختص في حرفة "صناعة أساور الأسماء".
يرى الشاب أنه يملك اليوم مستوى يؤهله ليكون "أب" هذه الحرفة في الجزائر، يصنع تلك الأساور بسرعة فائقة بالنظر إلى تجربته الطويلة، على حد قوله، مضيفاً: "وهي التجربة التي تسهم كل مرة في تطوير الحرفة عبر أفكار إبداعية لا تخضع لأي تقليد، بل إلى نظرة وأنامل مبدع".
وأهدى علي لـ"العين الإخبارية" سواراً يحمل حروفها الأجنبية "AlAIN" وبلونيها الأزرق والبرتقالي، كونها أول مؤسسة إعلامية تزوره وتهتم بحرفته.
يضع الشاب أمامه أنواعاً مختلفة من الخيوط، ويقول إن هناك أصنافاً مختلفة من الأساور، منها التي تُصنع من خيط القطن أو خيط بلاستيكي أو مطاطي، وأخرى يصنعها من الخيوط المستعملة في صناعة الستائر المنزلية وغيرها.
في هذه الحالة، يجد الزبون نفسه أمام خيارات عدة، وقد يجد صعوبة في الاختيار بين تلك الأنواع، ويقول علي: "هناك زبائن يعرفون جيداً الاختيار بين تلك الأنواع من الخيوط، ويعلمون أن بعضاً منها غير موجود في الجزائر، أعمل على توفيرها من خلال تنقلاتي إلى بعض الدول لشرائها، وأخرى متوفرة بالجزائر كثيراً".
ويضيف: "هناك من يجهلون الفرق بين كل نوع، أشرح لهم الفرق بين كل خيط، أو أنصحهم باختيار واحد منها، خاصة الخيط القطني، وهو الذي أنصح به بشكل كبير، لأنه لا يسبب حساسية البشرة، وأفضله دائماً للأطفال".
علي تمكن خلال سنوات عدة من صُنع اسمه في عالم الحرف الجزائر عبر بوابة "صناعة أساور الأسماء"، معتبراً أن تلك الأساور رغم بساطتها، فإن كثيرين يفضلون شراءها هدايا للآخرين، أو الاحتفاظ بها تذكار عزيز، ويرى أن قيمتها عند أغلب زبائنه أعظم من قيمة هدايا باهظة الثمن.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA=
جزيرة ام اند امز