ناسا تستعد لرحلة «أرتيميس 2» وسط عودة نظريات المؤامرة حول القمر

تستعد وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لإطلاق مهمة "أرتيميس 2" في فبراير/شباط 2026، في أول رحلة مأهولة باتجاه القمر منذ أكثر من نصف قرن.
ويصعد 4 رواد فضاء على متن مركبة "أوريون" التي ستحملها صاروخ SLS العملاق في رحلة تستمر 10 أيام.
خلال المهمة، سيقطع الطاقم نحو 9,200 كيلومتر خلف القمر، في مسار يجعلهم أبعد البشر عن الأرض في التاريخ، قبل أن يعودوا إلى الكوكب الأزرق، دون أن يهبطوا على سطح القمر.
وتهدف الرحلة بشكل أساسي إلى اختبار أنظمة المركبة ورصد تأثيرات السفر الفضائي على الرواد، تمهيدًا لمهمة "أرتيميس 3" المقررة عام 2027، والتي ستشهد العودة إلى سطح القمر.
لكن مع إعلان تفاصيل المهمة، تصاعدت على شبكات التواصل الاجتماعي موجة جديدة من نظريات المؤامرة التي تشكك في برامج الفضاء الأميركية. فقد استغرب بعض المعلقين عدم هبوط "أرتيميس 2" على القمر، معتبرين أن ذلك "دليل" على أن إنجازات أبولو عام 1969 كانت مزيفة. وكتب أحدهم ساخرًا: "أتمنى أن تكون المؤثرات البصرية أفضل هذه المرة"، بينما ذهب آخرون أبعد من ذلك مشككين في وجود الفضاء أصلًا.
ومن بين المزاعم الأكثر غرابة ما تداوله البعض على منصة "إكس"، حيث ادعى أحدهم أن "ناسا ما هي إلا المسرح القومي للممثلين الفضائيين"، فيما رأى آخر أن الوكالة "تنفق 60 مليون دولار يوميًا لإنتاج مقاطع مصورة مزيفة عن الفضاء". حتى أن بعض التعليقات ربطت بين الموضوع ونظرية الأرض المسطحة، معتبرة أن رحلات الفضاء "خدعة كبرى لإخفاء الحقيقة عن البشرية".
هذه المزاعم، التي لا تستند إلى أي أدلة علمية، ليست جديدة. فبحسب دراسات جامعية، ما بين 10 و12% من الأمريكيين ما زالوا يعتقدون أن الهبوط على القمر كان مفبركا. والمثير أن نسبة المؤمنين بهذه النظريات ارتفعت خلال الأعوام الأخيرة، رغم التقدم الكبير في استكشاف الفضاء، وعودة برامج العودة إلى القمر عبر "أرتيميس".
ورغم الضجيج الذي تثيره هذه الاتهامات على الإنترنت، تؤكد ناسا أن "أرتيميس 2" سيكون خطوة فارقة في الطريق نحو تأسيس وجود بشري دائم على سطح القمر، وتهيئة الطريق لمهام أعمق نحو المريخ في العقود المقبلة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg
جزيرة ام اند امز