صاروخ ناسا يحل لغز الهيليوم الشمسي
معرفة كمية الهيليوم في الغلاف الجوي الشمسي مهم لفهم أصل وتسارع الرياح الشمسية، أي التدفق المستمر للجسيمات المشحونة من الشمس
الهيليوم هو ثاني أكثر العناصر وفرة في الكون بعد الهيدروجين، لكن العلماء ليسوا متأكدين من مقدار الكمية الموجودة بالفعل في الغلاف الجوي للشمس، حيث يصعب قياسها.
ومعرفة كمية الهيليوم في الغلاف الجوي الشمسي مهم لفهم أصل وتسارع الرياح الشمسية، أي التدفق المستمر للجسيمات المشحونة من الشمس، وهو ما دفع وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في عام 2009، إلى إطلاق صاروخ "هيروشيل" التجريبي لقياس الهيليوم في الغلاف الجوي الشمسي الممتد.
وتساعدنا النتائج التي تم جمعها، ونُشرت مؤخرًا في دورية "نيتشر أسترونومي"، في فهم بيئتنا الفضائية بشكل أفضل.
وفي السابق، عند قياس نسب الهيليوم إلى الهيدروجين في الرياح الشمسية عند وصولها إلى الأرض، وجدت الملاحظات نسبًا أقل بكثير مما كان متوقعًا، واشتبه العلماء في أن الهليوم المفقود ربما يكون قد تُرك في الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس (الإكليل) أو ربما في طبقة أعمق، ويعد اكتشاف كيفية حدوث ذلك أمرا أساسيًا لفهم كيفية تسارع الرياح الشمسية.
ولقياس كمية الهيليوم والهيدروجين في الغلاف الجوي، التقط صاروخ ناسا صوراً للهالة الشمسية، وأظهرت الملاحظات أن الهليوم لم يكن موزعًا بالتساوي حول الهالة.
ولا تحتوي المنطقة الاستوائية على الهيليوم تقريبًا بينما كانت المناطق الواقعة في منتصف خطوط العرض هي الأكثر وفرة.
وبمقارنة الصور المأخوذة من مرصد الشمس والهيليوسفير التابع لوكالة الفضاء الأوروبية مع صور وكالة ناسا، تمكن العلماء من إظهار تداخل الوفرة في خطوط العرض الوسطى مع خطوط المجال المغناطيسي للشمس التي تنفتح على النظام الشمسي.
ويقول الباحثون في دراستهم أن هذا يدل على أن نسبة الهيليوم إلى الهيدروجين مرتبطة بقوة بالمجال المغناطيسي وسرعة الرياح الشمسية في الهالة، وهذا يشير إلى أن الغلاف الجوي الشمسي أكثر ديناميكية مما كان يعتقد العلماء.