الفريق عبر بشخصيته وإدارته إلى منطقة المنافسة الدائمة، وهو أمر لم يكن ليحدث لولا صبر الإدارة وقدرتها على التعامل مع الوضع بهدوء.
أنهى الفريق الأول بنادي النصر مرحلة الدور الأول من كأس دوري محمد بن سلمان للمحترفين على أفضل ما يكون، محتفظا بمكان متقدم وبرصيد 33 نقطة دون أن يتراجع عن كونه بطلا للنسخة الماضية من المسابقة.
رغم البداية المتعثّرة للنصر على صعيد انتخابات مجلس الإدارة وما صاحبها من أحداث واستلام الإدارة الجديدة بقيادة صفوان السويكت زمام الأمور في وقت ضيّق؛ فإن الفريق عبر بشخصيته وحسن إدارته إلى منطقة المنافسة الدائمة، وهو أمر لم يكن ليحدث لولا صبر الإدارة وقدرتها على التعامل مع مختلف النصراويين بهدوء وصمت
ومع اقتراب نهاية الدور الأول وحلول فترة الاستقطاب الشتوي برزت أصوات تطالب الإدارة بتدعيم صفوف الفريق بعناصر محليّة، مشكّلة ضغطا هائلا على الإدارة في زمن قلّت معه فرص اللاعب السعودي في الانتقال، إلا أولئك اللاعبين المُصنّفين ضمن مستوى درجات أقل بكثير من درجة النجوم ولاعبي الصف الأول.
ولو نظرنا إلى كامل المطالبات على أنها صادرة من الجماهير العاشقة المتعلّقة بفريقها المتطلّعة في كل وقت إلى رؤية الفريق بكامل قوّته، فإننا سنجد بعض القبول في الطروحات الخاصة بذلك، فالفريق فعلاً يحتاج إلى تغذيته في أكثر من خانة كالظهيرين والوسط وطرفي الهجوم. لكن هل السوق المحلّي يحتمل كل هذا؟
في رأيي الخاص فإن الخيارات باتت محدودة جداً، فالأندية الكبيرة تتمسك بنجومها والعقود أصبحت طويلة المدى، ولم يعد سوق الانتقالات كما كان والأفراد المحليون الممارسون لكرة القدم يدورون بين الأندية دون أن يحققوا أي إضافة تذكر أو حتى يسجلوا بروزا ملحوظا في ظل وجود 7 لاعبين أجانب في الأندية المحترفة.
وبإلقاء نظرة على الأسماء المتداولة في الوقت الحالي، فإننا لا يمكن أن نقارنها بتلك التي كانت موجودة قبل نحو 10 أعوام لا من حيث القيمة الفنية ولا طريقة وأسلوب التعاقد المُطبّق في ذلك الوقت. الحقيقة أن كل شيء تغيّر والأندية تدرك هذا الأمر على نحو واضح، لكن الجماهير ستظلّ تمارس دورها في المطالبة والضغط من أجل رؤية أسماء جديدة على خارطة الفريق دون الاعتبار للوضع وتداعياته.
وأمام أوضاع كهذه، على كل نادٍ أن يفكر بطريقة تمكّنه من تجنّب الضغط وتحقق الرضا الجماهيري، وهي معادلة في غاية الصعوبة ومعقّدة التركيب، وتحتاج إلى إدارة تتمتع بقدر كبير من الذكاء والفهم الفني. وفي حالة النصر لا بد من المسارعة بعودة بعض المعارين مع استقطاب وحيد وإغلاق الملف.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة