"جبهة التحرير الوطنية".. فصيل جديد يرفع لواء العصيان ضد طالبان
بعد ساعات من هجوم استهدف مدرسة دينية في ولاية سمنجان الواقعة شمالي أفغانستان، أعلنت ما تسمى "جبهة التحرير الوطنية" مسؤوليتها عنه.
إلا أن الجبهة لم تشر إلى المدرسة في بيانها، بل اكتفت بأن الهجوم كان موجها ضد دار المعلمين التي حولتها حركة طالبان إلى قاعدة عسكرية وسط ولاية سمنجان، مشيرة إلى أنه أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 50 من عناصر الحركة المسلحة.
ومع تبني جبهة التحرير الوطنية الأفغانية ذلك الهجوم أثيرت تخوفات من تحول أفغانستان إلى "ساحة حرب" بين حركة طالبان والتنظيمات المناوئة لها، داخل البلد الآسيوي الذي يعاني أزمات اقتصادية "جمة".
فماذا نعرف عن جبهة التحرير الوطنية الأفغانية؟
- تشكلت بعد شهر واحد من سقوط أفغانستان في أيدي طالبان في منتصف أغسطس/آب 2021، عقب انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية.
- مؤسسو هذه الجبهة هم أفغان غادروا أفغانستان منذ سنوات وانشغلوا بالعمل في أوروبا وأمريكا، بعد انتهائهم من التعليم العالي.
- الهدف من تشكيل هذه الجبهة هو "إخراج أفغانستان من الأزمة الحالية"، بحسب تصريحات سابقة لأحد مسؤولي هذه الجبهة في أوروبا.
- للجبهة أنشطة سياسية في الخارج، إلى جانب الأنشطة العسكرية داخل أفغانستان، بحسب مسؤولين بالجبهة.
- تزعم أنها تتمتع بعلاقة جيدة مع الجماعات الأخرى المناهضة لطالبان، لكن عمليات هذه الجماعات ضد طالبان تتم بشكل مستقل.
- تنشط قواتها في خمس عشرة مقاطعة منها كابول وتخار وبغلان وبنجشير وبادغيس وغور وخوست، حسب أحد المسؤولين العسكريين فيها.
- تضم أكثر من 3 آلاف شخص، معظمهم من الجنود المدربين، كانوا يعملون لدى مختلف المؤسسات الأمنية، بما في ذلك وزارات الداخلية والدفاع والأمن الوطني والقوات الخاصة، في الحكومة السابقة.
أول هجوم ضد طالبان
وكان الانفجار الذي وقع في مايو/أيار الماضي بالقرب من موقع الذكرى السنوية لوفاة زعيم سابق لطالبان في كابول أول محاولة لاستهداف أعضاء بارزين في الحركة منذ عودتها إلى السلطة في أفغانستان.
وقُتل الزعيم السابق لطالبان في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في منطقة بلوشستان قبل ست سنوات، بعد أن يدخل باكستان من إيران، فيما أعلنت "جبهة التحرير الوطنية" مسؤوليتها عن الانفجار، قائلة إن قواتها استهدفت قادة طالبان في هجوم "مخطط له مسبقاً".
إلا أنه بعد ساعات قال تنظيم داعش فرع خراسان إن الهجوم كان من عمله، في بيان ردت عليه الجبهة الوطنية قائلة إن ما صرح به التنظيم لا أساس له، ونشرت مزيداً من التفاصيل حول الهجوم.
وقالت "الجبهة الوطنية للتحرير"، في بيان، إنها صورت الهجوم والتفجير "مما يثبت أن ادعاء تنظيم داعش كذب وتكتيك استخباراتي لطالبان وداعش".
فيما قال أحد المسؤولين العسكريين في هذه الجبهة في كابول لـ"بي بي سي" باللغة الفارسية، إن الهجوم على فندق الاستقلال كان مخططا له قبل شهر من احتفال طالبان، مشيرا إلى أن قوات الجبهة تمكنت من زرع مواد متفجرة في إحدى سيارات طالبان بمساعدة متسللين بين هذه المجموعة.