تتوالى إنجازات دولة الإمارات تباعاً في كافة الميادين، وتطلق كل يوم المزيد من المبادرات والخطط الاستراتيجية لتحقيق الرفاه والسعادة
كثرت هذا الأسبوع المطالبات بالنظر إلى حالة الإعلام الوطني، كما اشتد التساؤل عن دور الإعلام الوطني بالأزمات، وبينما أؤمن بأن للإعلام الوطني دورا عظيما في بناء سمعة الوطن والحفاظ عليها والدفاع عنها، خاصة خلال الهجمات التي لا تتوقف، إلا أنني أؤمن أيضاً بأن كلاً منا له دور في الدفاع عن سمعة الإمارات.
الإعلام الوطني منفردا لن يستطيع نقل الصورة الكاملة عبر الفضاء الإلكتروني الواسع والمتعدد الوسائل، وبالتالي يعتبر الدفاع عن سمعة وإنجازات الدولة جهداً جماعيًّا مبتكراً يجعلنا جميعاً شركاء في الحفاظ على مكانة وسمعة دولة الإنجاز والقيم الإنسانية السامية
تتوالى إنجازات دولة الإمارات تباعاً في كافة الميادين، وتطلق كل يوم المزيد من المبادرات والخطط الاستراتيجية لتحقيق الرفاه والسعادة للأجيال الحالية والقادمة. فلا يمضي شهرٌ دون إعلان من قيادتنا الرشيدة عن إنجاز اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي أو علمي، ولا ينقضي عامٌ دون وضع خطة استراتيجية شاملة لمستقبل دولتنا الفتية. فهذا هو دأبُ إماراتنا، الإنجاز تلو الإنجاز، ولا شيء سوى الإنجازات التي ترسم ملامح مستقبل شعبها وأمتها وعالمنا المعاصر.
وفي خضم هذه المسيرة التنموية المستمرة، يقف إعلامنا الوطني كإحدى أهم الأدوات التي تسهم في إيصال رسالتنا الوطنية محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، من خلال تشكيل الرأي العام ومواكبة النجاحات وتسليط الضوء على الإنجازات المشرفة، ودعم التوجهات الوطنية في جميع المجالات العلمية والثقافية والاقتصادية والمجتمعية.
ولطالما كان وجود إعلامٍ وطنيٍ منظمٍ وشفافٍ ومبادر أمراً ضرورياً لحماية سمعة وإنجازات الدولة على المستويين الإقليمي والدولي، وهو أمر نراه ونلمسه اليوم في مختلف وسائل الإعلام الوطنية في دولة الإمارات، التي نجحت خلال السنوات القليلة الماضية في رفع مستوى الوعي بالإنجازات الوطنية، وصون المكتسبات وتصحيح المفاهيم الخاطئة، بما في ذلك توعية الرأي العام حول نمط الحياة في دولة الإمارات وتسليط الضوء على الدور الحيوي والمؤثر الذي تضطلع به الإمارات وشعبها في كافة القطاعات الحيوية، مما يعكس أهمية وجود منبر إعلامي وطني قوي ومسؤول يخاطب الجمهور المحلي والعالمي بأعلى مستويات الموضوعية والاتزان والكفاءة والمهنية.
ونجح إعلامنا الوطني، إلى حد كبير، في التعريف بما حققته دولة الإمارات من مكاسب ومنجزات، وهو ما نرى ثماره منذ سنوات على أرض الواقع في السياسة والاقتصاد والثقافة وغيرها، فعرف العالم كثيراً عن إنجازاتنا الحضارية التي يشار إليها بالبنان.
ولم تدخر العديد من الجهات الوطنية المعنية بصناعة الإعلام، كالمجلس الوطني للإعلام والمناطق الإعلامية والمكاتب الإعلامية المحلية والمنصات الإخبارية وغيرها، جهداً في إطلاق المبادرات والبرامج الرامية لتطوير المواهب والكفاءات المحلية والارتقاء بالأداء الإعلامي وحماية المكتسبات الوطنية وتعزيز مكانة دولة الإمارات على الساحة العالمية وتحقيق تطلعاتها ورؤيتها المستقبلية الطموحة.
ولعل مبادرة المكتب الإعلامي لحكومة أبوظبي بإطلاق المنصة الرقمية الجديدة، "قصة أبوظبي"، خيرُ مثالٍ على المبادرات الوطنية التي تعزز نشر القصص الإيجابية الملهمة، فمن خلالها نقدم قصصاً عن المجتمع المحلي، أكثر من 200 جنسية، يعيش على أرض التسامح في تعايش ومحبة، وتنقل أمثلة حية عن مختلف جوانب الحياة في الإمارة وثقافتها الغنية، وتثري روح التواصل بين أفراد مجتمعها. كما تسهم مثل هذه المبادرات في تسليط الضوء على النجاحات المحلية لتعكس تجارب الناس الحقيقية المستمدة من الواقع، ومن خلال ذلك، نكون سباقين في عرض قصصنا بموضوعية وشفافية مما يجعل من الصعب على أي أحد من الخارج أن يهاجمنا أو يشوه سمعتنا عبر تلفيق الأكاذيب ونقل المعلومات المغلوطة وتضليل أفراد المجتمع.
ومع كل ما يبذله إعلامنا الوطني من جهود كبيرة للارتقاء بسمعة دولتنا للمكانة التي تستحقها والحفاظ على هذه السمعة من أي تشويه أو تضليل، تبقى هناك تحديات لا يمكننا أن نغفلها وتتطلب منا مواجهتها عملاً جماعياً ورسالة موحدة وهدفاً مشتركاً. فنحن نعيش اليوم في عالم متصل جدا، عالم رقمي بامتياز، تنتقل فيه المعلومة بضغطة زر إلى مئات الملايين من البشر. وبالرغم من أن من يُقدِّرون نجاحاتنا ويرون في مسيرتنا التنموية المبنية على تطبيق أرقى معايير وممارسات الجودة العالمية نموذجاً يحتذى به ومصدر إلهام للآخرين، فإن هناك شريحةً من البشر تُتقِنُ سياسة الهدم والتشكيك، وتبرع في نشر الكراهية والأفكار الظلامية المضللة لاستهداف الوطن واستقراره ونشر الفتنة والتقليل من إنجازات وطننا والنَّيْل من سمعتنا ومكانتنا.
إن وطننا وقيادتنا وإعلامنا ليسوا بغافلين عن هذا الخطر، ولذلك كان القطاع الإعلامي أحد القطاعات التي ستركز عليها استراتيجية العمل الوطنية الطموحة التي أعلنت عنها قيادتنا الحكيمة مؤخراً بمناسبة حلول عام 2020 والذي سيكون "عام الاستعداد للخمسين".
فقد أضحى أعداء النجاح يبرعون في نشر الأكاذيب، وباتوا يطورون أساليب اتصالاتهم، ويتفننون في فبركة المعلومات الزائفة، مستفيدين من سرعة انتشار الشائعات عبر الفضاء الرقمي، كأن شغلهم الشاغل هو التشويش على اندفاع طموحاتنا الوطنية نحو مستقبل أفضل. وهنا تكمن أهمية تطوير رؤية متكاملة وواضحة للعمل الإعلامي وآليات ناجعة للتصدي لهذه الحملات المشبوهة بأسلوب سريع ومتزن، وبالاعتماد على الشفافية والمصداقية وتقديم الأدلة والبراهين، وعدم الانجرار خلف الإعلام المضلل والشائعات.
كما تتجلى هنا أهمية المواطنة الصالحة، فكل من يعيش على أرض الإمارات يحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن سمعة الدولة ومصالحها. ومن واجبنا كمواطنين أن نكون خير قدوة للجميع، في كل مكان خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن ننشر كل ما يعكس هذه الصورة الحية والمشرقة عن دولتنا، وفي الوقت ذاته أن نكون خط دفاع أول في مواجهة الحملات التشويهية والتحريضية والأخبار الملفقة، ولكن مع التمسك بأخلاقنا وقيمنا واستخدام البينة والبرهان.
لا شك بأن وسائل الإعلام الوطنية تقوم بدورٍ واضح في التعريف بالإنجازات الوطنية، وعليها أن تضع خطة محكمة للذّود عن سمعة الإمارات وصون منجزاتها، من خلال إنشاء محتوى عالي الجودة، قادر على إيصال الفكرة بوضوح ودقة، بعيداً عن المغالاة ورد الفعل المشحون بالمشاعر، لتنقل الواقع كما هو.
غير أن الإعلام الوطني منفرد لن يستطيع نقل الصورة الكاملة عبر الفضاء الإلكتروني الواسع ومتعدد الوسائل، وبالتالي يعتبر الدفاع عن سمعة وإنجازات الدولة جهداً جماعيًّا مبتكراً يجعلنا جميعاً شركاء في الحفاظ على مكانة وسمعة دولة الإنجاز والقيم الإنسانية السامية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة