اجتمعنا من اليوم الأول على قلب رجل واحد رغم أننا لم نلتقِ إلا قبل سويعات، ولكن اجتمعنا لهدف سامٍ؛ ألا وهو خدمة الوطن.
"هذا الوطن يتطلب أن يكون فيه جند قوي العزيمة، جندي يفهم ما هو عليه في الحاضر والمستقبل".. الشيخ زايد بن سلطان -طيب الله ثراه-.
تم الإعلان قبل أيام عن زيادة مدة الخدمة الوطنية في دولة الإمارات إلى ستة عشر شهرا، فتمنيت أن أكون من ضمن هذه الدفعة التي ستحظى بفرصة أكبر لتقديم الوقت والجهد للوطن، وتذكرت الأيام التي قضيناها في الخدمة الوطنية؛ فخدمة الوطن والدفاع عن أرضه شرف عظيم ومبتغى لكل من ينتمي لوطن، فكيف إذا كان هذا الوطن إمارات العطاء.
لقد تشرفت إذ كنت من الدفعة الأولى للشباب الإماراتي الذي التحق ببرنامج الخدمة الوطنية؛ فالوطن دعانا فلبينا النداء ورددنا "عونك يا وطن"، فودعنا أهالينا وأصدقاءنا، وتركنا حياتنا الشخصية خلف ظهورنا، حملنا البنادق وافترشنا الخنادق وما أشرفها من فراش.
الخدمة الوطنية مشروع لاستثمار القوة البشرية، استثمار للفكر والبدن واستثمار في الأجيال، ثماره يتم قطفها مع كل دفعة جديدة يتم تخريجها، لتهدي الوطن شبابا قادرا على تقديم المزيد والمزيد من أجل رفع رايته، شبابا لديه الإرادة للتصدي للتحديات، يدرك حجم التحديات وعظم المكتسبات.
اجتمعنا من اليوم الأول على قلب رجل واحد رغم أننا لم نلتقِ إلا قبل سويعات، ولكن اجتمعنا لهدف سامٍ؛ ألا وهو خدمة الوطن، فالوطن يستحق منا الكثير، ومهما بذلنا من عطاء للوطن فهو يسير.
إن الخدمة الوطنية هي خدمة للمنتسب لها في المقام الأول بدءا من العمل بروح الفريق وشحذ للهمم وتقوية للعزيمة، تعلّم الشاب أساسيات ومهارات حمل السلاح للدفاع عن أرضه وعرضه ورفع لياقته البدنية، وتعليمه فن إدارة الوقت والعناية بالمظهر والهندام.
الخدمة الوطنية أضافت لمنتسبيها الكثير، بدءا من تعزيز الثوابت الدينية التي كانت من الأساسيات التي كان الحرص على غرسها في نفوس الشباب من أول يوم للتدريب والمحاضرات المهذبة للنفس والمثرية للمعلومات والمرسخة للعقيدة السليمة والمواطنة الصالحة، فأينما وجد الإيمان الراسخ والجسد القوي والعزيمة التي لا تنثني والفكر القويم؛ وجد إنسان غير قابل للهزيمة.
ما أن انتهت مدة الخدمة الوطنية وعدنا إلى حياتنا اليومية وإلى محيطنا الاجتماعي؛ سرعان ما لاحظ كل من يعرفنا التغير الكبير الذي طرأ على حياتنا إلى الأفضل في أسلوب الحديث والنقاش وزيادة الثقة بالنفس، فأصبح النهوض باكرا روتينا يوميا، وحرصنا على الوصول إلى مواعيدنا مبكرا، عززت فينا الخدمة الوطنية روح المبادرة والرغبة في العمل كفريق واحد.
الخدمة الوطنية مشروع لاستثمار القوة البشرية، استثمار للفكر والبدن واستثمار في الاجيال، ثماره يتم قطفها مع كل دفعة جديدة يتم تخريجها، لتهدي الوطن شبابا قادرا على تقديم المزيد والمزيد من أجل رفع رايته، شبابا لديه الإرادة للتصدي للتحديات، يدرك حجم التحديات وعظم المكتسبات التي يجب الحفاظ عليها، شعلة نشاط لا تنطفئ، ولو كان في أيدينا أن نتطوع مرارا وتكرارا في الخدمة الوطنية لقمنا بذلك؛ فالوطن يستحق، والفائدة التي جنيناها لا تقدر بثمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة