اليوم الوطني السعودي الـ92.. محمد بن سلمان على درب المؤسس
تحتفل السعودية، اليوم الجمعة، بيومها الوطني الـ92، في وقت تواصل فيها البلاد تحقيق إنجازات أمنية بارزة حولت البلاد إلى واحة أمن وأمان.
ويصادف اليوم الوطني السعودي، 23 سبتمبر/أيلول من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية" في شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932.
لحظة تاريخية فارقة جاءت بعد عقود من الكفاح، قاد خلالها الملك عبدالعزيز آل سعود المنطقة من حالة فراغ سياسي وفوضى شهدتها منطقة وسط شبه الجزيرة العربية بعد انتهاء الدولة السعودية الثانية إلى مرحلة الاستقرار والأمن والأمان.
ويحتفل السعوديون باليوم الوطني وهم يستذكرون بفخر وامتنان قادة المملكة المتعاقبين على مر التاريخ وصولا لقائد مسيرة النهضة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي قادت توجيهاته لتعزيز الأمن والأمان في المملكة سيرا على درب المؤسس.
يحتفل السعوديون باليوم الوطني في وقت انخفضت فيه عدد العمليات الإرهابية في بلادهم إلى ما يقارب الصفر عملية إرهابية وفاء بتعهد لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالقضاء على الإرهاب ونشر الأمن والأمان في المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
استراتيجية متكاملة
إنجاز تحقق ضمن استراتيجية متكاملة لمحاربة الإرهاب على الصعيدين الداخلي والخارجي، نجحت خلالها السعودية في إحباط العديد من العمليات الإرهابية داخل المملكة واعتقال مدبريها.
وفي خطوة مهمة على طريق الحرب على الإرهاب صدر في 20 يوليو/تموز 2017 أمر ملكي سعودي بإنشاء جهاز رئاسة أمن الدولة.
ونجح الجهاز في التركيز على مكافحة الإرهاب أمنياً واستخباراتياً، ومراقبة تمويله مالياً، كما سهل التواصل مع الجهات ذات العلاقة خارجياً وسيكون أكثر كفاءة.
وعلى مدار الفترة الماضية، نجحت قوات الأمن السعودية في إحباط العديد من العمليات الإرهابية، وقتل وتوقيف الإرهابيين المهاجمين وإفشال مخططاتهم.
وضمن أحدث إنجازاته، أعلن أمن الدولة في السعودية، 12 أغسطس/ آب الماضي، عن تفجير مطلوب للجهات الأمنية نفسه خلال محاول اعتقاله.
المطلوب الذي فجر نفسه كان ضمن قائمة سبق أن أعلنتها وزارة الداخلية السعودية في 31 يناير/كانون الثاني 2016، وتضم متورطين بتفجير مسجد الطوارئ في أبها بمنطقة عسير في 6 أغسطس/آب 2015، الأمر الذي نتج عنه مقتل 15 شخصاً من بينهم رجال أمن.
وقبل 3 أسابيع أيضا صنّفت المملكة العربية السعودية، ممثلةً في رئاسة أمن الدولة، نهاية أغسطس/ آب الماضي، (5) أفراد؛ ضمن قوائم الإرهاب لارتباطهم بأنشطة داعمة لمليشيات "الحوثي" الإرهابية، المدعومة من إيران، واستناداً إلى نظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله.
جهود دولية بارزة
أيضا كان للسعودية جهود ومبادرات بارزة لمحاربة الإرهاب على الصعيد الدولي، من أبرزها التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
جاء تشكيل التحالف بمبادرة من المملكة العربية السعودية وأعلن عنه الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد السعودي، وذلك في ديسمبر/كانون الأول عام 2015، بهدف توحيد جهود الدول الإسلامية في مواجهة الإرهاب.
ومطلع شهر سبتمبر/الجاري، أعلن التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، انضمام كينيا كدولة عضو في التحالف، لتكون الـ42 المنضمة إليه منذ إنشائه.
خطوة إيجابية، تعزز جهود دول التحالف الإسلامي العسكري التي تعمل معًا لتنسيق وتوحيد ودعم الجهود الفكرية والإعلامية وجهود محاربة تمويل الإرهاب والعسكرية، بدرجة عالية من الكفاءة والفاعلية وبالشراكة مع الدول الصديقة والمنظمات الدولية لمحاربة الإرهاب.
أيضا يأتي احتفال السعودية بيومها الوطني، بعد مرور نحو 5 سنوات على تأسيس مركز استهداف تمويل الإرهاب بالرياض في مايو/أيار 2017، والذي يضم في عضويته دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية.
ويقع على المركز مهام قمع تمويل الأنشطة الإرهابية واتخاذ التدابير الكفيلة بذلك من خلال تصنيف الأفراد والكيانات الممولة للأنشطة الإرهابية والإعلان عنها وفرض الجزاءات بحقها.
وبالفعل أصدر المركز العديد من التصنيفات والقوائم الإرهابية، كان آخرها في يونيو/حزيران الماضي بإدراج 16 اسما (13 فردًا، و3 كيانات) في قوائم الإرهاب.
وتضم قائمة التنظيمات الإرهابية المنتمي إليها الـ16 اسما الذين تم تصنيفهم كلا من الحرس الثوري الإيراني ووكلائه في المنطقة كحزب الله اللبناني، وتنظيم "داعش الإرهابي" وجماعة "بوكو حرام" الإرهابية.
ويُعد هذا التصنيف امتدادًا لالتزام الدول الأعضاء في مواصلة تحقيق أهداف المركز، كما يبعث رسالة إلى المجتمع الدولي حول التعاون المثمر بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية في استهداف أنشطة تمويل الإرهاب من خلال هذا الكيان المتعدد الأطراف.
وعد فأوفى
وجنبا إلى جنب مع الجهود الأمنية الناجحة في المملكة لمحاربة الإرهاب، تقوم السعودية بجهود دعوية بارزة لمحاربة التنظيمات الإرهابية فكريا، وعلى رأسها تنظيم الإخوان.
جهود بارزة وانتصارات نوعية متتالية تحققها السعودية في حربها ضد الإرهاب، على الصعيدين المحلي والدولي.
انتصارات تأتي وفاء بتعهد قطعه الأمير محمد بن سلمان في تصريحات له في أكتوبر/تشرين الأول 2017، بشأن "القضاء على بقايا التطرف في القريب العاجل"، وإعادة المملكة "إلى الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على جميع الأديان".
ذلك التعهد أعاد ولي العهد السعودي التذكير به في تصريحات له 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، والتي قدم فيها كشف حساب بإنجازات المملكة في محاربة الإرهاب.
وخلال حديثه عن جهود المملكة في مكافحة آفة الإرهاب والتطرف، قدم الأمير محمد بن سلمان مقارنة لظاهرة التطرف في السابق، وما وصل إليه الحال.
وقال في هذا الصدد: "كانت ظاهرة التطرف بيننا بشكل مستشرٍ، ووصلنا إلى مرحلة نهدف فيها - في أفضل الأحوال - إلى التعايش مع هذه الآفة، ولم يكن القضاء عليها خياراً مطروحاً من الأساس، ولا السيطرة عليها أمراً وارداً".
وأردف: "لقد قدمت وعوداً في عام 2017 بأننا سنقضي على التطرف فوراً، وبدأنا فعلياً حملة جادة لمعالجة الأسباب والتصدي للظواهر، وخلال سنة واحدة، استطعنا أن نقضي على مشروع أيديولوجي صُنع على مدى 40 سنة".
وتابع: "واليوم لم يعد التطرف مقبولاً في المملكة العربية السعودية، ولم يعد يظهر على السطح، بل أصبح منبوذاً ومتخفياً ومنزوياً".
كما عبر الأمير محمد بن سلمان، بلغة الأرقام عن إنجازات المملكة في حربها ضد الإرهاب.
وقال في هذا الصدد: "منذ أول عملية إرهابية في 1996 وبشكل متزايد حتى عام 2017، يكاد لا يمر عام بدون عملية إرهابية، بل وصل الحال إلى عملية إرهابية في كل ربع عام أو أقل".
وتابع "بين عامي 2012 و2017 وصل هؤلاء الإرهابيون إلى داخل المقرات الأمنية نفسها".
ثم عرج إلى التحول في محاربة الإرهاب بعد التعهد الذي قطعه بالقضاء على الإرهاب، قائلا: "ومنذ منتصف عام 2017، وبعد إعادة هيكلة وزارة الداخلية وإصلاح القطاع الأمني، انخفض عدد العمليات الإرهابية في السعودية حتى اليوم، إلى ما يقارب الصفر عملية إرهابية ناجحة باستثناء محاولات فردية معدودة ولم تحقق أهدافها البغيضة. فعملنا اليوم أصبح استباقياً".
وأردف: "وسنستمر في الضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمننا واستقرارنا".
دلائل مهمة
وتحتفل السعودية بيومها الوطني الـ 92 فيما المملكة تعيش في أمن وأمان وازدهار واستقرار، الأمر الذي يعكس كفاءة الأجهزة الأمنية وجاهزيتها العالية.
أيضا يبرز هذا التفوق الأمني نجاح الاستراتيجية الشاملة للمملكة في مواجهة الإرهاب التي رسم معالمها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والتي تستند إلى جانب الأمن على المحاور التنموية والتشريعية والتوعوية والدعوية.
aXA6IDMuMTQ3Ljc4LjI0MiA=
جزيرة ام اند امز