أنظمة مستقلة وأسلحة أرخص.. هذا ما تحتاجه دول الناتو الصغيرة
تسعى دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) لتعزيز دفاعاتها خوفا من حرب محتملة مع روسيا.
وتحتاج الدول الأصغر في حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى أمرين أساسيين في مجال التسليح الأول الاعتماد على الأنظمة الذاتية غير المأهولة للتغلب على قلة عدد السكان، والثاني هو وسائل منخفضة التكلفة لصد الهجمات.
وفي تصريحات لموقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي، قال أغيريس كيبورس المدير التنفيذي لشركة "أوريجين روبوتيكس" لتصنع المسيرات ومقرها لاتفيا إن الناتو وخاصة الحلفاء الذين يشاركون الحدود مع روسيا تحتاج إلى أشياء محددة للقتال والفوز في أي حرب مستقبلية.
وأوضح كيبورس أن هذه الدول الأمامية الصغيرة تحتاج إلى الاستثمار في الأنظمة الذاتية وإيجاد طرق منخفضة التكلفة لإسقاط هجمات العدو وهي نوعية الحلول التي تعمل عليها شركته.
وقال إن الشركة زودت أوكرانيا ببعض الأنظمة، ولديها عقود أبحاث وتطوير مع وزارة الدفاع في لاتفيا كما وافقت بلجيكا مؤخرا على شراء أنظمة الاعتراض التابعة للشركة.
وتنتج "أوريجين روبوتيكس" أنظمة جوية ذاتية، بما في ذلك نظام اعتراض مسيرات مزود بالذكاء الاصطناعي يدعى "بليز" كما تنتج سلاحاً دقيق التوجيه يطلق من المسيرات يدعى "بييك" ويستخدم حالياً في أوكرانيا.
وأكد كيبورس أن الشركة تستخدم ملاحظات الأوكرانيين لصياغة كيفية بناء أنظمتها الجديدة بما يناسب الناتو وقال "نأخذ دروس أوكرانيا، لكننا نعدل أنظمة الأسلحة لتكون مناسبة للاستخدام في دولة من دول الحلف"، وهو السوق الذي نبني له.
ونظرا لامتلاك روسيا أحد أكبر الجيوش في العالم فإن الطريقة التي يمكن أن تعتمد عليها الجيوش الصغيرة ذات الأعداد المحدودة طريقة لمواجهتها هي استخدام الأنظمة الذاتية وفقا لكيبورس الذي قال إن هذه التكنولوجيا تسمح للجيوش بأن تكون أكبر من حجمها الحقيقي كما يمكنها أن تفعل أسراباً من المسيرات.
وأضاف "علينا بناء أنظمة يمكن تشغيلها داخل جيش صغير حيث يجب على المشغل الواحد أن ينجز أكثر بكثير مما ينجزه المشغل في أوكرانيا.. والإجابة الوحيدة تقريباً هي الأنظمة الذاتية."
أما فيما يتعلق بالحلول منخفضة التكلفة، فقال كيبورس إن إيجاد هذه الحلول لوقف الهجمات واسعة النطاق أمر ضروري أيضاً للدول ذات الميزانيات المحدودة، وليس فقط للجيوش الصغيرة.
ويعد إطلاق موجات ضخمة من المسيرات والصواريخ هو أحد التكتيكات الروسية الرئيسية في أوكرانيا مما يثير قلق الغرب بشكل متزايد، مع اعتراف كثيرين بوجود فجوة في الدفاعات الجوية في ظل عدم وجود أنظمة دفاع جوي كافية.
ومن الصعب إطلاق صاروخ "باتريوت" بقيمة 4 ملايين دولار على مسيرة روسية لا تتجاوز قيمتها بضعة آلاف من الدولارات.
وقال كيبورس إنه "عندما تنظر إلى ما هو متوفر من قدرات الضربات الدقيقة، فإنك تتحدث عن مئات الآلاف لكل ضربة ناجحة واحدة".
وفي أوكرانيا، أدرك الطرفان أن قدرات الضربات الدقيقة الفائقة ليست مستمرة على المدى الطويل، لذا عززا الهجمات بالمسيرات والذخائر الأرخص وقال كيبورس إنها "كتلة رخيصة"، وليست "أسلحة باهظة" مثل تلك التي فضلتها الجيوش القوية لعقود.