ناتو بلا أمريكا.. هل تستطيع أوروبا مواجهة روسيا وحدها؟

مع تصاعد الخطاب في واشنطن حول تقليص الالتزامات الخارجية، يجد الأوروبيون أنفسهم مضطرين لإعادة رسم استراتيجياتهم الدفاعية.
ففي حال قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من حلف الناتو، فستجد أوروبا نفسها مضطرة لمواجهة روسيا وحدها، دون دعم القوة العسكرية الأمريكية التي تبلغ قيمتها 4 تريليونات دولار، وتشمل قواعد عسكرية متطورة، وحاملات طائرات، وصواريخ متقدمة، وطائرات بدون طيار، مما يجعلها القوة الأكبر في الناتو.
لكن انسحابها سيترك 31 دولة أوروبية وكندا في مواجهة أي تهديد روسي محتمل، مما يدفع هذه الدول إلى البحث عن بدائل لضمان أمنها، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.
هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها بدون أمريكا؟
على الرغم من الشكوك حول قدرة أوروبا على الدفاع عن نفسها دون الولايات المتحدة، ترسم الأرقام صورة مختلفة؛ إذ تمتلك الدول الأوروبية وكندا عددًا أكبر من الجنود، يبلغ حوالي 2.2 مليون جندي، في حين يبلغ عدد الجنود الأمريكيين 1.3 مليون فقط.
ووفقًا لرئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، فإن العدد الحقيقي للقوات الأوروبية يصل إلى 2.6 مليون جندي، وهو ما يتجاوز حتى العدد الذي تستهدفه روسيا، والمقدر بـ 2.4 مليون جندي.
ومع ذلك، فإن أوروبا ستواجه فجوة عسكرية كبيرة في حال انسحاب الولايات المتحدة، خاصة مع فقدان 100 ألف جندي أمريكي متمركزين في القارة، مما يجعل من الصعب تعويض هذا العدد بسرعة.
وتشير بعض الدراسات إلى أن أوروبا ستحتاج إلى إضافة 300 ألف جندي جديد، و1400 دبابة حديثة، ومضاعفة إنفاقها العسكري خلال السنوات الخمس المقبلة لضمان دفاع فعال ضد أي تهديد محتمل.
العتاد العسكري: أوروبا وأمريكا وروسيا
عند مقارنة العتاد العسكري بين أوروبا والولايات المتحدة وروسيا، نجد أن أمريكا تمتلك 11 حاملة طائرات مدعومة بـ 300 سفينة حربية، بينما تمتلك أوروبا 7 حاملات طائرات فقط، تتوزع بين فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، تركيا، والمملكة المتحدة.
وفي المقابل، لا تمتلك روسيا أي حاملة طائرات صالحة للعمل، ما يجعلها في وضع أضعف في هذا الجانب.
أما فيما يتعلق بالدبابات، فإن أوروبا تمتلك عددًا أكبر من روسيا، حيث تصل ترسانتها إلى 7000 دبابة، مقابل 5500 دبابة أمريكية، و2500 دبابة روسية نشطة، علمًا بأن روسيا فقدت 1400 دبابة في عام 2024 وحده نتيجة للحرب في أوكرانيا.
كذلك، تتفوق أوروبا على روسيا في أعداد الطائرات المقاتلة والمروحيات والمدمرات والغواصات، إلا أن الولايات المتحدة تمتلك تفوقًا تقنيًا هائلًا لا تتمتع به أوروبا، مثل طائرات التجسس المتقدمة، وأنظمة التشويش الراداري، وطائرات التزود بالوقود جوًا، والتي تعد ضرورية لزيادة مدى الطائرات المقاتلة في العمليات القتالية طويلة المدى.
وفيما يخص الأسلحة النووية، تمتلك الولايات المتحدة 3700 رأس نووي نشط، بينما تمتلك أوروبا - عبر بريطانيا وفرنسا - ما مجموعه 500 رأس نووي، وهو عدد كافٍ لردع أي هجوم روسي محتمل، إذ يمكن لهذه الترسانة النووية أن تدمر موسكو وسانت بطرسبرغ وأهداف استراتيجية أخرى داخل روسيا.
ورغم التفوق العسكري الأمريكي، أظهرت الحرب في أوكرانيا إمكانية تعويض نقص القوة العسكرية التقليدية من خلال استخدام الأسلحة الرخيصة والمسيرات، وهو ما قد يكون أحد الحلول التي تعتمد عليها أوروبا في المستقبل لتعزيز قدرتها الدفاعية.
وخلص التقرير إلى أنه رغم امتلاك أوروبا جيشًا أكبر من روسيا، وترسانة نووية كافية للردع، إلا أنها تفتقر إلى التكنولوجيا المتقدمة والتنسيق العسكري السريع الذي توفره الولايات المتحدة.
كما أنها بحاجة إلى زيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير وتطوير صناعاتها الدفاعية. وإذا انسحبت الولايات المتحدة من الناتو، فستواجه أوروبا أكبر تحدٍ عسكري منذ الحرب العالمية الثانية، ما سيجبرها على إعادة بناء قدراتها الدفاعية بسرعة لمواجهة أي تهديد روسي مستقبلي.
aXA6IDE4LjE4OC42My4xMDcg جزيرة ام اند امز