مجلة ألمانية تحذر من استغلال الإخوان لأزمة كورونا للإضرار بالبلاد
جماعات النازيين والإخوان وداعش تحلم بانهيار الدولة الألمانية وتمني النفس بجذب الناس الذين يضربهم الملل من طول فترة الحجر المنزلي.
بدلا من التآزر مع الدولة في ظل الأزمة التي تجتاح العالم، يستغل اليمين المتطرف وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي فترة الطوارئ الحالية في ألمانيا وانشغال السلطات المحلية بمكافحة فيروس كورونا في الترويج للبروباجندا، ونظريات المؤامرة والأفكار الهدامة.
وتذهب هذه الجماعات أكثر من ذلك، وتحلم بانهيار دول وإسقاط أنظمة، منها ألمانيا على سبيل المثال، وتمني النفس بجذب الناس الذين يضربهم الملل من طول فترة الحجر المنزلي، وفق تقرير لمجلة "بنتو"، أحد إصدارات دير شبيجل الألمانية واسعة الصيت.
ووفق المجلة، فإن النازيين الجدد واليساريين المتطرفون والإخوان، ينشطون على الإنترنت بالأساس، في هذه الأيام، لاستغلال الظروف الراهنة في تحقيق أهدافهم. وفي هذا الإطار، قال الخبير السياسي الألماني جوزيف هولنبرجر: "ازدهرت قنوات وصفحات المتطرفين من كل الاتجاهات، بشكل كبير على الإنترنت، منذ بداية أزمة كورونا".
النازيون.. فرصة للفوضى
في منتصف مارس/آذار الماضي، بدأ هولنبرجر مع مجموعة من الباحثين، تحليلا إحصائيا لانتشار حسابات المتطرفين على تطبيق تيليجرام.
وأظهرت نتائج التحليل أن تنظيمات اليمين المتطرف وخاصة النازيين الجدد، التي تروج لنظريات المؤامرة في تيليجرام، تحصد آلاف المتابعين يوميا منذ بداية أزمة "كورونا".
كما تحصد مقاطع الفيديو التي تنشرها على "يوتيوب" ما بين 40 و60 ألف مشاهدة يوميا.
وبدأت تحركات اليمين المتطرف، وخاصة النازيين الجدد في ألمانيا، لاستغلال أزمة كورونا، مع تسجيل أولى حالات الوفاة، وخروج المستشارة أنجيلا ميركل بأول خطاباتها للشعب، يوم 18 مارس/آذار الماضي.
وبداية من هذه اللحظة، بدأت عناصر اليمين المتطرف استغلال الظرف في السعي لتحقيق الحلم الأكبر وهو الإطاحة بالنظام القائم، وفق المجلة الألمانية.
وأضاف هولنبرجر: "بدأت عناصر اليمين المتطرف في 18 مارس/آذار نشر البروباجندا بقوة على الإنترنت. وأطلقت حركة وان برسنت اليمينية المتطرفة إذاعة جديدة، وحصلت على آلاف المتابعين يوميا منذ ذلك التاريخ".
ويروج اليمين المتطرف بالأساس لتقاعس الحكومة، واتخاذها إجراءات خاطئة، وإخفائها المعلومات عن الأزمة عمدا، ويطالب عناصره بمقاومة النظام الحالي.
ووفق مجلة بيتو، يخطط اليمين المتطرف لانقلاب في ألمانيا منذ سنوات طويلة، ويرى في أزمة كورونا فرصة لإشعال الفوضى في البلاد تسهل تحقيقه لهدفه.
ورصد هولنبرجر رواجا كبيرا لنظريات المؤامرة التي يروج لها اليمين المتطرف رغم تعارضها، فهذه التنظيمات تنشر تارة نظريات تفيد بأن فيروس كورونا غير موجود وأنه مجرد خدعة من الحكومة للتغطية على سياساتها، وأخرى تقول إنه موجود ولكنه مخلّق بيولوجيا وأطلقته الحكومة على الشعب.
والأكثر من ذلك، تعمل تنظيمات اليمين المتطرف في ألمانيا في الوقت الحالي على تنظيم مؤتمر "أون لاين" عن أزمة كورونا كغطاء لجمع الأموال، وتشترط تسديد الراغبين في المشاركة 100 يورو لكل شخص. وبالفعل سجل حتى اليوم 26 ألف شخص حضورهم في المؤتمر الذي سيأخذ صيغة البث المباشر.
وفي ورقة سرية حصلت صحيفة "تاجس شبيجل الألمانية" على نسخة منها، ذكرت هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) أنها "ترى خطورة كبيرة في تحركات اليمين المتطرف الراهنة".
وأضافت: "البروباجندا والتعبئة الخاصة بتنظيمات اليمين المتطرف يمكن أن تدفع أفرادا لارتكاب أعمال عنف وتنفيذ هجمات في البلاد".
وعلق هولنبرجر على ذلك قائلا: "هذا التقييم منطقي"، موضحا أن "هناك العديد من الناس يحلمون بالإطاحة بالنظام الحالي، وهؤلاء يمثلون خطورة كبيرة في الظروف الراهنة".
الإخوان وداعش
مجلة بنتو خلصت أيضاً إلى أن المتطرفين والإخوان دخلوا على خط أزمة كورونا في وقت متأخر بعض الشيء، ولكنهم يعملون الآن على نشر دعايا بدائية في ألمانيا، ويطلقون على الفيروس أوصافا تخدمهم مثل "جندي الله"، و"مدمر الظالمين".
ونقلت عن الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، أيمن التميمي، قوله: "يعتقد المتطرفون أن الله أرسل كورونا لعقاب الغرب، وما اعتبروه انتقاما من الحكومة الصينية ضد ما وصفوه بـ"اضطهاد" الإيغور"، مضيفا: "يتجاهل دعاة الكراهية حقيقة أن العديد من الدول الإسلامية تعاني الآن من انتشار الفيروس".
وقال الخبير السياسي، مايلك دانمان، إن التيارات المتطرفة تنشر بشكل فعال بروباجندا عبر الإنترنت، تتحدث عن أزمة كورونا، كعقاب للغرب على سوء معاملة اللاجئين، ومشاركته في حروب ضد المسلمين في سوريا والعراق. وأضاف "تحصد هذه الدعاية آلاف المتابعين في ألمانيا".
ولم يتوقف الأمر عند ذلك؛ إذ عملت الإخوان الإرهابية على إعاقة جهود السلطات الألمانية لمكافحة فيروس "كورونا"، عندما نظمت صلاة الجمعة الماضية أمام أحد المساجد في برلين، في تحدٍ واضح لقرار حظر التجمعات لأكثر من فردين.
والجمعة الماضي، تجمع 300 فرد أمام مسجد دار السلام، التابع للإخوان الإرهابية، لأداء صلاة الجمعة. وكان هذا المشهد دليلا جديدا على انتهاك الإخوان للقوانين الداخلية، ومحاولتها إعاقة سلطات الدولة عن أداء مهامها.
ووفق صحيفة "دي فيلت" الألمانية، فإن المصلين الذين تجمعوا أمام مسجد دار السلام، قاوموا رجال الشرطة حينما حاولوا منع إقامة الصلاة، ووجدت سلطات إنفاذ القانون صعوبة في إقناعهم بالبقاء على مسافات آمنة، لكنها استطاعت في النهاية إنهاء الصلاة قبل موعدها.
أما تنظيم "داعش" فيروج لأزمة كورونا عبر منصة الدعاية الخاصة به على الإنترنت "النبأ"، على أنها فرصة سانحة لشن هجمات في الغرب.
وبالفعل، تتخوف الأجهزة الأمنية في دول أوروبية، منها ألمانيا، من استغلال "داعش" لانشغالها بأزمة تفشي "كورونا" المستجد، في ترسيخ وجوده فيها، وتجنيد أتباع جدد، وفق "دويتشه فيله".
وفي الإطار نفسه، قال المسؤول السابق في الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي إن دي)، جرهارد كونراد، وهو أحد أبرز مسؤولي الاستخبارات الأوروبيين، لصحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية، إن أزمة تفشي "كورونا" من الممكن أن تؤدي إلى إضعاف الهياكل الأمنية ومن ثم إعادة تقوية شبكات إرهابية، لاسيما في الدول الأكثر تضررا من الوباء.
ولهذا السبب، دعا كونراد إلى ضرورة الاستمرار في الضغط على أي هياكل إرهابية في ألمانيا وكذلك على مستوى العالم، ووضعها تحت الرقابة، خاصة في ظل الأزمة الراهنة.
ومن جانبه، قال برند شميدباور، منسق شؤون الاستخبارات الأسبق بحكومة المستشار الألماني هلموت كول، للصحيفة الألمانية ذاتها: "سوف أكتب (للمستشارة الألمانية) أنجيلا ميركل وأناشدها زيادة أنشطة الهيئات الأمنية".
وشدد على ضرورة أن تهتم المستشارة الألمانية حاليا بتعديل ملف التكليفات الخاص بهيئة الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي إن دي).
وأكد شميدباور أن "الخطر الناتج عن أي متطرفين أو إرهابيين يسعون لاستغلال مثل هذا الوضع لأهدافهم، يعد كبيرا".
وأظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد ارتفع بواقع 4003 في الـ24 ساعة الماضية، ليصل إلى 103228، الأربعاء.
وبذلك يرتفع عدد المصابين لليوم الثاني على التوالي بعد 4 أيام شهدت انخفاضا في الإصابات الجديدة، وارتفع عدد الوفيات بسبب الفيروس في ألمانيا بواقع 254 حالة إلى 1861 شخصا.
aXA6IDMuMjEuMTIuODgg جزيرة ام اند امز