الناجي الوحيد في أوروبا من تدمير النازي.. معركة حول جسر ألمانيا بصربيا
تدور في صربيا معركة حول جسر بناه النازيون خلال حقبة الاحتلال الألماني للبلاد، حيث تستعد السلطات لهدمه وسط معارضة شعبية.
والجسر، الذي يعارض السكان هدمه لتعلقهم العاطفي به، هو الجسر الوحيد في أوروبا الذي نجا من التدمير خلال انسحاب قوات النازي بحسب مؤرخين.
وأغلقت السلطات في بلغراد، السبت، الجسر استعدادا لبدء أعمال الهدم حسبما أعلنت إدارة المرور في صربيا.
وبنى الاحتلال الألماني الجسر في عام 1942 خلال الحرب العالمية الثانية، ويطلق عليه السكان اسم "الجسر الألماني"، وهو أحد الجسور الأربعة التي تمر عبرها مركبات فوق نهر "سافا"، ويقع في حي رئيسي في وسط المدينة التي غالبا ما تشهد زحمة مرورية.
وشهدت بلغراد مظاهرات عدة احتجاجا على عملية الهدم.
وقضت مجموعة من المواطنين الليلتين الماضيتين بالقرب من الجسر لمنع العمال من الوصول إليه رافعة شعار "الجسر سيبقى".
وأعلن رئيس بلدية مدينة بلغراد ألكسندر سابيك أنه سيتم بناء جسر "صربي" جديد بحلول نهاية عام 2026 أو مطلع عام 2027، مكان الجسر "الألماني" القديم الذي لم يعد يستوفي الشروط.
وبنى جنود ألمان الجسر أثناء احتلال بلغراد بعد تدمير آخر جسر فوق نهر "سافا"، بحسب مصادر من أرشيف يوغوسلافيا وأرشيف بلغراد، ووصف بعض المؤرخين الجسر بأنه الوحيد في أوروبا الذي لم يدمره النازيون أثناء انسحابهم أمام قوات الحلفاء.
ومنع المدرس ميلادين زاريتش، الذي كان يقطن في مكان قريب من الجسر حينها تدميره، فمع احتدام معركة تحرير بلغراد استعد الألمان لتدمير الجسر.
وفي 20 تشرين الأول/أكتوبر 1944، وبعدما وضعوا متفجرات مع فتيل مشتعل، تدخل ميلادين زاريتش وقطع الكابلات وأنقذ الجسر.