مفاجأة.. "سلبية" اختبار كورونا لا تعني دائما أنك غير مصاب
إذا كنت تعاني من السعال والحمى وعرفت أن نتائج اختبارك لفيروس كورونا سلبية فهذا لا يعني دائما أنك لا تحمل الفيروس
إذا كنت تعاني من السعال والحمى، وعرفت بعد استلام اختبارك لفيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19) أن النتيجة سلبية، فهذا لا يعني دائما أنك لا تحمل الفيروس.
ولهذا ربما يطلب منك الطبيب أن تتوخى الحذر، وأن تتصرف كما لو أنك كنت مصابا، وأن تبقى في المنزل، وتعزل نفسك، ولا تذهب لزيارة أقربائك.
ويعزى هذا إلى أنه لا يوجد اختبار دقيق بنسبة 100% بين جميع الاختبارات الطبية بما في ذلك اختبار فيروس كوفيد-19، وفقا لتحذيرات خبراء تحدثوا إلى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن بعض نتائج الاختبار ربما تشير بشكل غير صحيح إلى أن الشخص مصاب، ولكنه لا يحمله، وهذه نتيجة إيجابية خاطئة.
وربما تشير اختبارات أخرى بشكل غير صحيح إلى أن شخصًا ما ليس مصابا، لكنه يحمل الفيروس، وهذه نتيجة سلبية خاطئة، وهذا النوع من عدم الدقة هو أكثر ما يقلق بشأنه الخبراء؛ لا سيما بالنسبة لفيروس كوفيد-19، في هذه المرحلة من التفشي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عند ابتكار اختبار جديد ونشره بسرعة، غالبًا ما تكون دقته غير معروفة تماما.
ونوهت بأن الاختبار يجري في ظل ظروف معملية خاضعة للرقابة، ولكنه يستخدم في عينات يأخذها وينقلها أشخاص في العالم الخارجي، وكلها أمور تزيد من احتمالية الأخطاء.
وأوضحت أن اختبارات فيروس "كورونا" تستخدم مسحة لأخذ عينة من مؤخرة أنف الشخص أو حلقه، وبعد ذلك تنقل المسحة إلى المختبر الذي يعزل ويكتشف المواد الوراثية من الفيروس.
ولفتت إلى أنه عادة ما تكون الاختبارات الجينية المستخدمة دقيقة للغاية ومحددة في ظروف المختبر، ولكن في العالم الخارجي، فإن طريقة إجراء المسحة ومرحلة المرض التي يعاني منها الشخص يمكن أن تحدث فرقا كبيرا.
وما يزيد الموقف تعقيدا، وفقا للصحيفة، أنه لا يوجد اختبار واحد، حيث يجري الآن استخدام العديد من الاختبارات المختلفة من المختبرات التجارية، ومعامل المستشفيات، ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وبالتالي لا تعتمد النتائج على الاختبار فحسب، بل على عوامل خارجية أخرى.
في هذا السياق، قال أنتوني إس. فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية: "إذا كانت النتائج إيجابية.. يمكنك بالتأكيد اتخاذ قرار (طبي)، وإذا كانت سلبية، ربما تكون في مرحلة مبكرة من الإصابة، وربما تكون الحمولة الفيروسية منخفضة للغاية لدرجة أنك لا تصاب به".
وقال باحث في "كليفلاند كلينك"، إن الاختبار الذي طوره نظام مستشفاه دقيق للغاية ومحدّد في المختبر، ولا يؤدي إلى نتائج سلبية خاطئة؛ لكنه أقر بأن هذه الأرقام لن تمثل بالضبط كيفية أداء الاختبار في العالم الخارجي.
وقال باحث آخر إن تقارير غير رسمية تشير إلى أن اختبارات الفيروس الوراثية المستخدمة في الولايات المتحدة دقيقة بنسبة 85%، وهذا يعني أنه بالنسبة لشخص مصاب بالفيروس، هناك احتمال بنسبة 15% أن يكون الاختبار سلبيًا.
وقال جاري بروكوب، مدير علم الأحياء الدقيقة الجزيئي، وعلم الفيروسات، الفطريات والطفيليات في عيادة كليفلاند: "دعنا نقول إن لديك مسحة لم تحصل عليها بشكل جيد للغاية.. الشخص مصاب بالفيروس. لكن الممرضة أو الطبيب بالكاد وضعها في الأنف لأن الشخص يتراجع- لن يكون لدينا عينة جيدة، لذلك يمكن أن يؤدي إلى نتيجة اختبار سلبية خاطئة".
كما أشارت تقارير أولية إلى أن الاختبار الجيني المستخدم في الصين، وهو مختلف عن الذي طوره مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي- لم يكن دقيقا للغاية، ما يعني أن العديد من الحالات تم تفويتها.
وكانت هناك تقارير عن مرضى اضطروا لإجراء المسح عدة مرات ليثبتوا إصابتهم في الصين، كما استخدم الأطباء الصينيون صور الأشعة المقطعية للرئتين لتشخيص المرض لأنه تبين أنه أكثر دقة، وفوتوا حالات أقل.
وقال ديميتري داسكالاكيس، نائب مفوض قسم مكافحة الأمراض في إدارة الصحة والصحة العقلية بمدينة نيويورك، إنه أخبر مؤخرًا مريضًا كان يعاني من أعراض خفيفة أجرى اختبارا وحصل على نتيجة سلبية بأن يتصرف وكأنه حامل للفيروس.
وأضاف: "الاحتمال المسبق، هو أنه إذا كنت مصابًا بالحمى أو السعال في حال تفشي وباء- إذا كنت مصابا بالحمى والسعال وضيق في التنفس، فإنه كوفيد-19، حتى لو كان الاختبار سلبيًا".
وقال مايكل ز. لين، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب والهندسة الحيوية في جامعة ستانفورد: "الاختبار هو أداة فحص. يجب على المرء أن يفكر في ذلك من حيث الاحتمالات، وهذا يعني أن الاختبار الإيجابي هو احتمال كبير للغاية للفيروس".
وأضاف: "إذا كان لديك اختبار إيجابي، لجميع الأغراض، فإننا نعتبر الشخص مصابًا وربما معديًا. أما الاختبار السلبي من الصعب تفسيره".
قال لين: إذا كنت شخصًا يعاني من أعراض ولم يكن على اتصال وثيق مع حالة مؤكدة، فمن المحتمل أن يكون (الاختبار) السلبي سلبيًا صحيحا، ومع انتشار الفيروس في المجتمع، فسيصبح من الصعب معرفة ما إذا كان الشخص قد تعرض للإصابة".
وسجلت الولايات المتحدة أكثر من 142 ألفا و735 إصابة بالفيروس وأكثر من 2489 وفاة، حتى صباح الإثنين.
وارتفعت، الإثنين، حصيلة الوفيات المؤكدة حول العالم جراء فيروس كورونا المستجد إلى 34 ألفاً و20 حالة، وبلغ عدد المصابين بالوباء أكثر من 724 ألفاً و759 حالة، بينما تعافى 152 ألفاً و87 شخصا.
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg
جزيرة ام اند امز