تشغيل بئر مهملة منذ 27 عاما.. الوطنية لنفط ليبيا تعالج آثار الماضي
تواصل الإدارة الجديدة لمؤسسة النفط الليبية معالجة آثار الماضي من إهمال متعاقب أو تدمير ممنهج وذلك من خلال العديد من الإنجازات.
ومن خلال إعادة الكثير من الحقول والآبار المتوقفة للعمل شهد عام 2022 عائدات قياسية من مبيعات النفط تجاوزت 130.5 مليار دينار ليبي (27.16 مليار دولار)، وذلك بفضل إدارة مؤسسة النفط الجديدة التي خلفت المُقال مصطفى صنع الله.
وكل ذلك لكون أن إدارة مؤسسة النفط الجديدة في ليبيا التي تملك أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا تسعى جاهدة للاستفادة من كل قطرة من المخزون النفطي حتى لو كان ذلك في بئر مهملة منذ 27 عاما.
وتمثل ذلك اليوم في إعلان شركات نفطية ليبية عن نتائج جهود الصيانة التي قامت بها وأسفرت عن إعادة بئر متوقفة منذ عام 1996 إلى جانب صيانة أكثر من 3020 رأس بئر أخرى غالبيتها كان متضررا إما بسبب الإهمال المتلاحق أو الهجمات الإرهابية التي استهدفت المؤسسات النفطية خلال السنوات الماضية.
27 عاما من التوقف
وأصدرت شركة أكاكوس للعمليات النفطية في ليبيا اليوم الجمعة بيانا كشفت فيه "استعادة بئر نفطية متوقفة عن الإنتاج من عام 1996 بإحدى مناطق الامتياز في حقل الشرارة جنوب غرب ليبيا ووضعها على خط الإنتاج".
وفقا لبيان الشركة الذي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه فقد نجحت الشركة في استعادة البئر B-18 بالامتياز 115 بحقل الشرارة الذي كان يعاني من تضرر كامل للطبقات، مما أدى إلى توقفه عن الإنتاج منذ عام 1996 ليرتفع احتياطات الخام المؤكدة للشركة.
وأشارت الشركة إلى إجراء الاختبار النهائي للبئر (B-18) الأربعاء 4 يناير/ كانون الثاني الجاري، وتم وضعه على الإنتاج اليوم الجمعة ليعمل حتى الآن بمعدل 365 برميل يوميا مع السعي لزيادة المعدلات مستقبلا، ونوهت إلى وجود خطة كاملة لاستهداف الآبار بصيانة مكثفة لاسترداد الآبار المقفلة ووضعها على الإنتاج.
3218 رأس بئر
في سياق آخر لكنه ليس ببعيد عن إنجازات النفط الليبي قامت الشركات النفطية التابعة للمؤسسة الوطنية للنفط الليبية بصيانة نحو 3218 رأس بئر بجميع الحقول من أجل زيادة الإنتاج.
وأعلنت شركة الواحة للنفط أنها أجرت حتى الآن منذ مطلع عام 2022 صيانة لما يقارب 1320 رأس بئر بجميع حقول شركة الواحة للنفط والمحطات التابعة لها إلى جانب أعمال الصيانة لسلامة رؤوس الآبار لما يقارب 48 رأس بئر ناهيك عن عمليات تدعيم رؤوس الآبار بحقل الفارغ التي تعاني من بعض عوامل التآكل في أغلفة البئر السطحية.
وأضافت أنه تم إنشاء قبوات إسمنتية لما يناهز 150 بئرا متضمنة الحواجز الترابية للحفاظ على الآبار وحمايتها من عوامل التعرية والتآكل وتوفير بيئة عمل إنتاجية ممتازة شاملة لمعايير السلامة والبيئة والمعايير النفطية العالمية.
ومن جانبها أعلنت شركة الجوف النفطية الليبية إجراء أكثر من 1700 عملية صيانة لرؤوس الآبار، بهدف دعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة معدلات الإنتاج.
وتابعت أنها أجرت 15 تجربة أداء لكيماويات الإنتاج لمعظم الحقول البرية والبحرية وإجراء 150 عملية اصطياد ناجحة من الآبار أثناء عمليات الحفر أو الصيانة للآبار وقيامها بدراسات مكمنية لأكثر من 25 موقعا متوقفا للعمل على إعادته للعمل.
إنجازات مدفوعة
وتعليقا على ذلك قال مراد الصابري، الخبير الاقتصادي الليبي، إن تلك الأخبار تعد إنجازات هامة لقطاع النفط الليبي الذي تعتمد عليه البلاد بشكل كلي في الصرف وموازنتها العامة سواء بالدينار الليبي أو العملة الأجنبية العائدة من مبيعات النفط.
وأضاف مراد الصابري في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن تلك الإنجازات التي تحققت خلال فترة قصيرة سواء الإنجازات المعلنة اليوم او التي أعلنت على مدي العام المنفرط تأتي مدفوعة بثلاث أمور.
وأكمل الخبير الاقتصادي الليبي أن مجلس الإدارة الجديد لمؤسسة النفط الليبية الذي حمل على عاتقه إصلاح ما أفسد سابقا او على الأقل إنجاز ما لم يتم إنجازه سابقا.
كما أن مجلس إدارة المؤسسة الجديدة وفق مراد الصابري "جاء في فترة صعبة من تاريخ البلاد وهو ينوي بكل تأكيد أن يثبت وجوده ويبرهن على حسن اختياره خلفا لمجلس إدارة المؤسسة السابق المتمثل في مصطفى صنع الله".
وبالحديث عن السبب الثاني لإنجازات القطاع يقول الخبير الاقتصادي إنها "النقص العالمي في الطاقة وزيادة الطلب عليه بعد الحرب الأوكرانية الروسية وبالتالي فليبيا تسعي إلى أن تكون أحد أهم الحلول لإنقاذ العالم من تلك الأزمة".
وعن ذلك أيضا يضيف "كون ليبيا معفية من قرار أوبك لزيادة الإنتاج هو أمر أخر يدفع البلاد إلى الاستفادة من كل قطرة نفط في جوف الأرض".
وتابع "لزيادة إنتاجها والاستفادة من الارتفاع العالمي لأسعار النفط والغاز وهو الأمر الذي سيعود على تحسن أوضاع البلاد اقتصاديا و الأرقام التي حققتها مؤسسة النفط في بيع النفط خلال العام الماضي والتي أعلنت قبل يومين خير دليل على ذلك " .