معارضة سوريا: الأسد يصر على الحل العسكري بقصف إدلب والغوطة
عضوان من وفد التفاوض قالا لـ"بوابة العين" إن موسكو والأسد استخدما إسقاط الطائرة الروسية "ذريعة" لتشديد قبضتهما على إدلب.
أعلن عضوان من الهيئة العليا السورية للتفاوض أن الحملة الدموية التي يقوم بها النظام السوري وحلفاؤه في الغوطة الشرقية وإدلب لن يُثني المعارضة عن مطالبها.
وانتقد عضوا وفد التفاوض عن المعارضة السورية استهداف المدنيين، بالتزامن مع غض الطرف عن الجماعات المصنفة إرهابيا مثل "النصرة"، معتبرين أن موسكو والأسد استخدما إسقاط الطائرة الروسية "ذريعة" لتشديد قبضتهما على إدلب، أكبر مناطق تسيطر عليها المعارضة.
غض الطرف عن "النصرة" واستهداف المدنيين
وفي تصريحات خاصة لـ"بوابة العين" الإخبارية، الثلاثاء، يقول فراس الخالدي، عضو هيئة التفاوض السورية رئيس منصة القاهرة: إن حملة النظام السوري وروسيا على إدلب واستهداف المدنيين الأبرياء يؤكدان أن بشار الأسد يُصر على الحل العسكري وليس السياسي كمخرج للأزمة.
وفي السياق ذاته، يوضح قاسم الخطيب عضو هيئة التفاوض، أن "ما يجري في إدلب وغوطة دمشق الشرقية هو قصف مستمر للمدنيين".
ويضيف الخطيب في تصريحات لـ"بوابة العين" الإخبارية: "صحيح هناك وجود لجبهة النصرة وبعض المنظمات المندرجة تحت تنظيم القاعدة في إدلب، لكن القصف كله يُطال المدنيين والمشافي والمدارس، وليس تلك الجماعات".
"السوخوي" ذريعة وليست سببا
من جانبه، رفض الخالدي أن يكون إسقاط الطائرة الروسية في إدلب هو سبب القصف المتزايد على المدينة السورية، موضحا أن "استهداف إدلب من قبل النظام وروسيا وقتل المدنيين بدأ قبل إسقاط الطائرة".
واعتبر رئيس منصة القاهرة أن موسكو ودمشق اتخذتا إسقاط الطائرة من قبل الفصائل الإسلامية في إدلب "حجة وذريعة" لتنفيذ أجندتهما بالتمدد في إدلب.
وتشن قوات النظام السوري وحلفائه مدعومة بالطيران الحربي الروسي، منذ ديسمبر/كانون الأول، هجوما في ريف إدلب الجنوبي الشرقي؛ حيث استولت على عدد من البلدات، إضافة إلى مطار أبوالضهور العسكري، وذلك بعد طرد هيئة تحرير الشام.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن القصف على إدلب ازدادت وتيرته بعدما أعلن "جيش النصر"، التابع للجيش الحر، و"هيئة تحرير الشام" تبنّيهما مسؤولية إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي 25" في إدلب السبت الماضي.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم، مقتل 21 شخصا جراء غارات قام بها النظام والطيران الحربي الروسي في مواقع بإدلب وغوطة دمشق الشرقية.
ودعا الخالدي المجتمع الدولي للقيام بالتزاماته تجاه ضحايا القصف، ولتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2254.
المعارضة لن تستكين
وأكد فراس الخالدي أن تلك الحملة الدموية على غوطة دمشق الشرقية وإدلب أن تؤدي إلى إذعان المعارضة السورية، كما يظن الأسد وموسكو، وإنما إلى تعقيد المشهد السوري أكثر مما هو عليه.
وأعلن الخالدي أن الهيئة العليا التفاوضية ستقوم بكل ما يمكنها القيام به لوقف القصف من مراسلات ومذكرات تقدمها للأمم المتحدة، ومقابلة المبعوث الأممي لسوريا ستافان دي ميستورا، فضلا عن مناشدة المجتمع الدولي للضغط على موسكو ودمشق.
ورغم أن مدينة إدلب ضمن مناطق "خفض التصعيد"، التي جرى الاتفاق عليها في اجتماعات "أستانة"، أكد الخطيب أن النظام وحلفاءه الإيرانيين لم يلتزموا منذ البداية بذلك الاتفاق، وعملا على استهداف المدنيين.
ووصف قاسم الخطيب أسلوب تعامل الأسد وروسيا مع الأزمة السورية بـ"الخاطئ"، مضيفا أن ذلك الأسلوب لن يؤدي إلى إذعان المعارضة أو تنازلها عن مطالبها.
وأشار الخطيب إلى أن نظام بشار الأسد يريد حسم المعركة عسكريا، ليقول للعالم: "ها أنا أسيطر على كل سوريا".
وقال الخطيب: "إذا حسم الأسد المعركة لصالحه، هل يستطيع إعادة تأهيل النظام وتوفير بيئة آمنة للسوريين؟" ويجيب: "بالتأكيد لا"، مضيفا أن الأسد ينبغي أن يمْثل أمام المحاكم الدولية بسبب جرائمه بحق الشعب السوري.