نتنياهو يتحسب من انقلاب ضده
أطلقت يوم الأحد قناة "ليكود تي في" على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بهدف "إلغاء التزييف في الأخبار وتوفير وقائع حقيقية"
عشية انطلاق الانتخابات الداخلية لاختيار مرشحي حزب "الليكود" للانتخابات العامة، ألقى يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بثقله في الصراع السياسي الداخلي في أوساط الحزب.
يائير، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يكتب ما لا يقوله والده، اتهم الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين بالإعداد لانقلاب ضد والده، بنيامين، بالشراكة مع الوزير الليكودي السابق جدعون ساعر.
- كابوس نتنياهو.. اتهامات الفساد تزيد فرص خسارة الانتخابات
- على خطى الجنرالات.. بيني جانتس يتجه للإطاحة بنتنياهو
وكتب يائير في تدوينة على حسابه في "فيسبوك"، مساء الإثنين، إن ريفلين وساعر "يرغبان في التخلص من والدي".
واستنادا إلى نظريته فإن ريفلين يخطط لتكليف ساعر، الذي عاد إلى قيادة حزب "الليكود" من جديد، بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعد الانتخابات العامة المقررة في التاسع من نيسان/إبريل المقبل.
رد ساعر في مقابلة مع قناة التلفزة الإسرائيلية 12 بالقول "أشعر بالأسف لهذا الولد".
ولكن القيادي في "الليكود" أضاف": "أنا لا أفهم لماذا اختار رئيس الوزراء الذي لديه الكثير من المشاكل والصعوبات، اختراع أعداء وهميين وقرر اضطهادهم".
غير أن صحيفة"هآرتس" الإسرائيلية قالت، اليوم الثلاثاء، "نتنياهو ليس خائفًا من أن يحل جدعون ساعر محله، إنه يريد فقط طرده من الليكود" وأضافت "لقد اعتاد نتنياهو على الليكود كمسند قدم له، ويكره فكرة وجود مراكز قوى أخرى في الحزب".
مخاوف نتنياهو من "انقلاب" ضده لم تقتصر على تقديراته بشأن ما يجري في حزبه "الليكود" بل تعدت ذلك إلى اتهام الإعلام الإسرائيلي إلى التحريض ضده لإسقاطه.
ولهذا السبب، فقد أطلق يوم الأحد قناة "ليكود تي في" على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بهدف "إلغاء التزييف في الأخبار وتوفير وقائع حقيقية دون غربلة الإعلام المضلل"، على حد قوله.
وأشار نتنياهو إلى أنه يريد بذلك "مخاطبة الناخبين مباشرة"، لافتا إلى براءته من الاتهامات الموجهة له بالفساد والهادفة إلى إنهاء مسيرته السياسية.
وكان نتنياهو وجه على مدى الأعوام الأخيرة الكثير من الانتقادات إلى وسائل إعلام ومحللين سياسيين إسرائيليين تهمة قيادة انقلاب سياسي ضده لإسقاط حكومته.
وكأن الاتهامات إلى السياسيين والإعلاميين لا تكفي، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وجه الاتهام إلى المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي ماندلبليت بـ"الرضوخ لضغوط اليسار والإعلام".
اتهامات نتنياهو إلى المستشار القانوني للحكومة جاءت بعد إعلان الأخير عزمه بلورة موقف قانوني نهائي من اتهامات الفساد الموجهة إلى نتنياهو خلال الشهر الجاري.
وبعد أن كانت الشرطة الإسرائيلية أوصت في العام الماضي بتقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو بشبه الفساد فإنه يتعين على ماندلبليت الإعلان عم ما إذا كان سيقدم لائحة اتهام ضده.
ولكن نتنياهو يقول: "إن نشر ماندلبليت توصياته بهذا الشأن في هذه المرحلة من شأنه أن يؤثر على توجهات الجمهور الإسرائيلي في الانتخابات المقبلة".
وتفيد استطلاعات الرأي العام في إسرائيل بأن 52% من الجمهور يعتقدون بأن على نتنياهو الاستقالة في حال قرر ماندلبليت توجيه لائحة اتهام ضده.
وحاول نتنياهو صد هذا المسعى بتقديم التماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، إلا أن المحكمة رفضت التماسه معتبرة أن من حق المستشار القانوني للحكومة نشر توصياته قبل الانتخابات.
وعلى مدى سنوات حاول نتنياهو الترويج لنفسه في عيون الإسرائيليين على أنه "سيد الأمن" باعتباره الأقدر على مواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل".
وعلى ذلك، فقد رأى نتنياهو في إقامة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس حزبا جديدا باسم "مناعة لإسرائيل"، محاولة لتقويض الصورة التي رسمها بأنه الوحيد القادر على توفير الأمن.
وانضم وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون ومسؤولون عسكريون إسرائيليون سابقون إلى حزب "مناعة لإسرائيل" لتزيد مخاوف نتنياهو في ظل الارتفاع المستمر في شعبية الحزب الإسرائيلي الجديد.
ما زال اليمين يتقدم
ومع ذلك، فإن استطلاعات الرأي العام في إسرائيل ما زالت تشير إلى تقدم حزب "الليكود" على غيره من الأحزاب الإسرائيلية ما يؤهل زعيمه، نتنياهو، لتشكيل الحكومة القادمة.
وأشار استطلاع نشرته صحيفة" هآرتس" الإسرائيلية، الاثنين، إلى أنه لو جرت الانتخابات اليوم فسيحصل حزب "الليكود" على 30 مقعدا على أن يحصل حزب "مناعة لإسرائيل" على 22 مقعدا.
ويستدل من نتائج الاستطلاع إلى أن الأحزاب اليمينية الإسرائيلية ستحصل على 64 مقعدا في الانتخابات المقبلة من أصل مقاعد الكنيست الـ120.
ويلزم أي حكومة الحصول على ثقة 61 عضوا، على الأقل، في الكنيست الإسرائيلي.