على خطى الجنرالات.. بيني جانتس يتجه للإطاحة بنتنياهو
منذ الإعلان عن تبكير الانتخابات الإسرائيلية إلى التاسع من أبريل/نيسان المقبل تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم سريع لحزب جانتس.
يقض التقدم المستمر والملفت لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال بيني جانتس في استطلاعات الرأي العام مضاجع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ليجد نفسه في مأزق قد يكلفه رئاسة الحكومة.
- نتنياهو يحذر إيران: من يهددون بتدميرنا سيتحملون العواقب كاملة
- بأموال المنحة.. نظام الحمدين يُمرر سياسات نتنياهو في غزة
ومنذ الإعلان في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي عن تبكير الانتخابات إلى التاسع من أبريل/نيسان المقبل، تشير استطلاعات الرأي إلى اقتراب سريع لحزب جانتس "مناعة لإسرائيل" من حزب "الليكود" برئاسة نتنياهو، لكن التقديرات تشير إلى إمكانية تفوق "مناعة لإسرائيل" حال قرار المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية نشر قراره بشأن الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو بالفساد.
وكان حزب "الليكود" يهيمن لعدة أسابيع على استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي دون منافس لكن انقلابا حدث في الأسبوع الأخير.
فبعد يوم واحد من إطلاق جانتس حملته الانتخابية حقق حزبه "مناعة لإسرائيل" قفزة قوية في استطلاعات الرأي أدت إلى تضييق الفجوة بينه وبين "الليكود".
فالاستطلاع الذي نشرته القناة 13 الإسرائيلية أشار إلى حصول حزب "الليكود" على 30 مقعدا مقابل 24 لحزب "مناعة لإسرائيل".
ويتضح من خلال نتائج الاستطلاعات أن حزب "مناعة لإسرائيل" أخذ من حساب الأحزاب الوسطية وعلى رأسها "العمل" برئاسة آفي جاباي و"هناك مستقبل" برئاسة يائير لابيد.
وحاول نتنياهو لعدة أسابيع وسم حزب جانتس بأنه يساري ولكن مع إطلاق جانتس، الذي صمت طويلا، خطابه الأول فإنه دحض أقوال نتنياهو.
وبدت سياسات جانتس أقرب إلى الوسطية المحافظة منها إلى اليسارية التي لا تزال مقتصرة فقط على حزب "ميرتس" الذي يؤمن بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية وبوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
جانتس أبدى استعدادا للسلام مع الفلسطينيين ولكن ضمن قيود تقترب إلى حد كبير من اليمين الإسرائيلي وهي: القدس الموحدة، الغربية والشرقية، ستبقى عاصمة لإسرائيل والشعب اليهودي، مع بقاء الاحتلال الإسرائيلي في غور الأردن باعتباره الحدود الشرقية لإسرائيل، وتعزيز الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية.
ويأتي وعد الجنرال الإسرائيلي بالسماح بإدخال مساعدات إنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، ضمن خطته التي ترتكز أيضا على الإبقاء على مرتفعات الجولان السورية تحت الاحتلال الإسرائيلي، مع توعد قادة "حماس" في غزة بالاغتيال في حال تنفيذ هجمات.
وعرض سياسته بشأن إيران كرسالة موجهة إلى الرئيس الإيراني، ووجه كلمة للرئيس حسن روحاني قائلا: "أعرف جيدا أنك تخطط لإيذاء إسرائيل، سوف أحبط مؤامراتك في الشمال والجنوب، وفي أي مكان آخر في الشرق الأوسط، سأعمل ضدك في الساحة الدولية، في الساحة الاقتصادية وفي الساحة العسكرية، وإذا لم تفهم الرسالة بالكلمات، فسوف تفهمها بضربات مؤلمة ودقيقة".
وأضاف جانتس: "إلى قاسم سليماني -قائد مليشيا فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني- وحسن نصر الله زعيم تنظيم حزب الله الإرهابي اللبناني، لدي رسالة واضحة لكما لقد انتهى الهيجان الإقليمي. من حقنا العيش في سلام وأمن، وليس تحت تهديد مستمر".
داخليا، قال جانتس إن حزبه يضع إسرائيل والإسرائيليين أولا، وأضاف: "سأقوم بتنظيم العلاقات التي تم تقويضها بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية".
ويتضح من خلال نتائج استطلاعات الرأي العام في إسرائيل أنه يمكن لجانتس في حال واصل تقدمه أن يشكل تحالفا مع أحزاب أخرى ليصل إلى الأصوات الـ61 المطلوبة في الكنيست الإسرائيلي المكون من 120 مقعدا.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن "بيني جانتز هو أول سياسي في عقد من الزمن يهدد بشكل خطير بنيامين نتنياهو".
وعلى مدى سنوات تمكن نتنياهو من إقناع الإسرائيليين أنه الوحيد القادر على تحقيق الأمن لهم.
ومن جهته، أشار المحلل الشهير في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية شمعون شيفر إلى أن "الأوقات الوحيدة التي هزم فيها مرشح يسار وسط منافسيه من اليمين كان عندما خاض الانتخابات مرشح من خلفية عسكرية مثل إسحاق رابين، وإيهود باراك، وأرييل شارون".
وقال شيفر: "هل سيتبع جانتس على خطاهم؟ من السابق لأوانه معرفة ذلك".
ولكن ليمور ليفنات فكتبت في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الجمعة: "يخطو جانتس بشكل جيد في شخصية المرشح المنقذ. خطوته الواثقة وأسلوبه المحرج في بعض الأحيان يمنحه سحر شخص ليس سياسيا، هذا الأمر جيد بالنسبة لرئيس الأركان المتقاعد الذي يريد أن يحصل على مزيد من المقاعد في استطلاعات الرأي، ولكن هذا لا يكفي لرئيس الوزراء".
وأضافت "لم يفعل جانتس ما يكفي لإقناع الناخبين بأن مواقفه تختلف عن مواقف الأحزاب الموجودة، لا يوجد شيء جديد تحت الشمس. والأهم من ذلك أن امتياز عدم الإجابة على أسئلة الصحفيين أو الجمهور لن يستمر إلى الأبد"، في إشارة إلى رفضه إجراء أي مقابلة صحفية حتى الآن.
وجانتس هو من مواليد 1959 في إسرائيل، والدته من المجر أما والده فمن رومانيا، وقد انخرط في الجيش الإسرائيلي في عام 1977 وشارك في حروب في لبنان وغزة.
وفي عام 1992 تم تعيينه قائدا للواء المظليين في الجيش الإسرائيلي، وعام 1994 عين قائدا للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وفي عام 2002 عين قائدا للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي المسؤولة عن الحدود مع سوريا ولبنان، ثم عين ملحقا عسكريا لدى الولايات المتحدة في الفترة بين 2007 و2009.
وفي عام 2009 عاد إلى إسرائيل لتولي منصب نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ثم تولى رئاسة الأركان في عام 2011.