نتنياهو أمام 3 خيارات مع قرب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق غزة

يقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو عند مفترق طرق، فإما أن يطبق اتفاق غزة حتى نهايته ويعرض حكومته للخطر، أو يعود للحرب ويضمن ثقة اليمين المتطرف.
ولكن إذا اختار تطبيق الاتفاق حتى النهاية، فإنه سيحظى بغطاء المعارضة الإسرائيلية في الكنيست لضمان عدم سقوط حكومته.
بيد أن ثمة خيارًا ثالثًا، وهو أن يمدد أمد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة بشرط استعادة المزيد من الرهائن.
وتنتهي المرحلة الأولى من الاتفاق مطلع الشهر المقبل، ما يضع نتنياهو أمام أسبوع حاسم.
وقال زعيم المعارضة يائير لابيد، ورئيس حزب معسكر الدولة بيني غانتس، ورئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب الديمقراطيين يائير جولان، في بيان مشترك: "إن إعادة الرهائن هي المهمة الأكثر إلحاحًا. نحن نقول لرئيس الوزراء اليوم إن لديك دعمًا كاملاً من المعارضة لإعادة الجميع - حتى الرهينة الأخير".
وليس مصادفة أن البيان المشترك تزامن مع بدء نتنياهو جلسة مشاورات حول المرحلة الثانية من تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
ويرجح أن يستمع الاجتماع إلى تقرير من وزير الشؤون الاستراتيجية ورئيس الوفد المفاوض، رون ديرمر، حول اتصالاته مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وأكد ويتكوف، في تصريحات علنية في الأيام الأخيرة، أهمية تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "تدور المشاورات الأمنية لرئيس الوزراء حول اتخاذ قرارات بشأن الأسبوع المقبل واستمرار وقف إطلاق النار".
وأضافت: "سيناقش المشاركون مسألة ما إذا كانت إسرائيل ستلتزم بالاتفاق قبل المرحلة المقبلة يوم الخميس، والتي سيعود فيها أربعة جثامين إلى إسرائيل، وكذلك مسألة الانسحاب من طريق فيلادلفيا يوم السبت المقبل".
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير: "إن المشاورات تهدف إلى دراسة سبل الحفاظ على زخم عودة المختطفين".
وقالت: "ومن بين المقترحات التي أثيرت في الحوار مع الولايات المتحدة تمديد وقف إطلاق النار لأيام أخرى، من أجل إطلاق سراح المزيد من الرهائن".
وقال نتنياهو في بيان، مساء السبت: "لقد تمكنا حتى الآن من إعادة 192 رهينة إلى ديارهم، منهم 147 على قيد الحياة و45 متوفًى".
وأضاف: "ولا يزال 63 رهينة محتجزين لدى حماس. إن حكومة إسرائيل ملتزمة بمواصلة العمل بحزم من أجل إعادة جميع رهائننا إلى ديارهم - الأحياء إلى أسرهم، والأموات إلى دفن لائق في بلادهم".
ويوم الخميس المقبل، ستتسلم إسرائيل جثامين أربعة رهائن إضافيين بانتهاء المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ومن أجل استعادة باقي الرهائن، الذين يُتوقع أن 36 منهم قد ماتوا، فإن على نتنياهو أن يوافق على المرحلة الثانية من تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
ولكن إضافة إلى استعادة هؤلاء الرهائن، فإن المرحلة الثانية تقتضي الانسحاب الإسرائيلي من غزة، بما فيه محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ووقف إطلاق النار بشكل دائم، ما يعني نهاية الحرب.
ولكن وزير المالية ورئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، يهدد بالانسحاب من الحكومة في حال عدم العودة إلى الحرب مع انتهاء المرحلة الأولى مطلع الشهر المقبل.
ويعني انسحاب "الصهيونية الدينية" سقوط الحكومة، ولكن ليس إذا منحتها المعارضة شبكة أمان.
وتقول المعارضة إنه إذا وافق نتنياهو على تنفيذ الاتفاق حتى عودة آخر رهينة، فهي على استعداد لمنحه شبكة الأمان هذه في الكنيست.
ولكن ما يخشاه نتنياهو هو أن شبكة الأمان هذه ستنتهي حال عودة الرهينة الأخير، ما يتركه أمام خيارين، فإما أن يستعيد سموتريتش إلى الحكومة، وربما أيضًا حزب "القوة اليهودية" برئاسة إيتمار بن غفير، أو أن يحدد موعدًا جديدًا للانتخابات.
ويفضل نتنياهو بقاء الحكومة، ولذلك لا يستبعد الكثير من المحللين أن يعود إلى الحرب.
ولكن عودته إلى الحرب ستتسبب بموجة من الانتقادات وحتى المظاهرات من قبل المعارضة وعائلات الرهائن الإسرائيليين الذين سيحملونه المسؤولية الشخصية عن مصير باقي الرهائن.
أسبوع حاسم
ولذلك، فقد جدد عشرات الآلاف من الإسرائيليين مظاهراتهم، مساء السبت، في إسرائيل للمطالبة بمواصلة تنفيذ الاتفاق.
وفي مؤتمر صحفي في تل أبيب، تابعته "العين الإخبارية"، قالت يفعات كالدرون، من عائلات الرهائن: "نحن في أسبوع حاسم، حيث سيتم اتخاذ قرارات مصيرية: الثمن هو حياة الإنسان، وحياة المختطفين الذين سيبقون خلفهم، والقدرة على إعادة الجميع. لا ينبغي أن يدفع المختطفون ثمن إهمال الحكومة وتقصيرها. لا يتوجب على المختطفين دفع أي ثمن".
وأضافت: "نحن في أيام دراماتيكية، ونعلم أنها معركة طويلة ومرهقة، ولكن ضد المتطرفين الذين يحاولون تفجير الاتفاق، نحن بحاجة إليكم معنا في الشوارع حتى يعودوا جميعًا".
الاستعانة بترامب
أما يهودا كوهين فقال: "ابني نمرود على قيد الحياة وينتظر منا إنقاذه والآخرين. ابني نمرود هو جندي من المقرر أن يتم إطلاق سراحه في المرحلة الثانية من الصفقة، ونحن نسمع ونرى كل المحاولات لعرقلة المرحلة الثانية وتركهم وراءنا".
وأضاف: "نتوجه مرة أخرى إلى الرئيس ترامب، السيد الرئيس المحترم، نشكركم على جهودكم في سبيل عودة المختطفين، وعلى اهتمامكم. لم يكن ليحدث ذلك بدونكم، ونحن نعلم أنهم يحاولون إقناعكم بأن نظام حماس يجب أن يتم إسقاطه أولًا، وهذا يعني حكم الإعدام على الرهائن الذين بقوا وراءهم".
وتابع: "يتعين علينا أولًا إعادة الرهائن، وبعد ذلك يمكنكم الاهتمام بكل شيء آخر".