نتنياهو يعيد هندسة الحكومة بإضافة ساعر.. «الملك» يحصن نفسه بـ«المتمرد»
بعد أن كان ينظر إليه باعتباره الشخص الطامح إلى الإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي، مد جدعون ساعر، حبل الإنقاذ لبنيامين نتنياهو في «أصعب أيامه» بالمنصب.
فبحسب صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن انضمام جدعون ساعر إلى الحكومة، كعضو في مجلس الوزراء ووزير بلا حقيبة، في محاولة من بنيامين نتنياهو للحد من سطوة وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.
وفي بيان صادر عنه، قال نتنياهو الذي يوصف بـ«الملك»، إن «هذا التحول في ميزان القوى يجلب إمكانية تشكيل تحالفات جديدة في منطقتنا لأن إسرائيل هي الفائزة (..) عند اندلاع الحرب، عملت على الفور على تشكيل الحكومة الأوسع والأكثر استقرارًا. ولهذا السبب، كنت أقدر بشدة انضمام بيني غانتس وجدعون ساعر إلى الحكومة، وكنت حزينًا عندما غادرا. وللسبب نفسه، أقدر حقيقة أن جدعون ساعر قبل طلبي ووافق على العودة إلى الحكومة اليوم».
وأضاف نتنياهو: «هذه الخطوة تساهم في الوحدة بيننا والوحدة ضد أعدائنا.. ليس سرا أننا كانت لدينا خلافات في الماضي، ولكن منذ السابع من أكتوبر، وضعنا كل القضايا الماضية خلفنا». وشكر رئيس الوزراء ساعر على قبوله هذا الدور.
وتابع: «جدعون، أنا أقدر قرارك كثيراً. أنت ترقى إلى مستوى الحدث وتضع كل الاعتبارات الأخرى جانباً. في هذه الأيام المصيرية، أنا على يقين من أنك ستقدم مساهمة كبيرة في إدارة الحرب ولصالح بلدنا».
بدوره، قال ساعر: «إن بلدنا الحبيب يخوض حرباً شرسة على جبهات متعددة منذ ما يقرب من عام. وهذا اختبار تاريخي، وليس لدينا سوى طريقة واحدة لإنهائه: الغلبة».
وأضاف: «لهذا السبب انضممت إلى الحكومة بعد السابع من أكتوبر. ولكن للأسف، وعلى الرغم من دعمي لأهداف الحرب، فقد اضطررت إلى الاستقالة في مارس/آذار لأنني شعرت بأنني غير قادر على التأثير بشكل فعال كعضو في مجلس الحرب».
فلماذا يعد ساعر فرصة ذهبية لنتنياهو؟
ويقول موقع N12 العبري، إنه من المتوقع أن يرتفع أعضاء الائتلاف إلى 68 عضوًا بفضل المقاعد الأربعة التي يمتلكها حزبه «اليمين الوطني» بالكنيست، مما يلغي فعليًا سلطة النقض التي يتمتع بها إيتمار بن غفير، الذي في حال مغادرته الحكومة، فإن الائتلاف سيصبح 62 عضوا.
ومؤخرا، استكشف نتنياهو فرص انضمام ساعر إلى الحكومة كوزير للدفاع خلفا ليوآف غالانت الذي هدد رئيس الوزراء بإقالته، مع عودة محتملة للسياسي الذي يوصف بـ«المتمرد» إلى حزب «الليكود».
ومنذ انشقاقه عن حزب الليكود، اتسمت علاقة جدعون ساعر، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالندية والتوتر، لكنها تتحسن حاليا.
ويرى مراقبون أن خطوة نتنياهو بتعيين ساعر تمهد الطريق للكنيست لتفعيل القرار المتعلق بتجنيد اليهود المتدينين (الحريديم)، والذي يعارضه وزير الدفاع يوآف غالانت.
تأتي الخطوة في ظل ضغوط داخلية يواجهها نتنياهو، وأهمها التهديد بتفكيك الائتلاف الحكومي في حالة عدم إقرار إعفاء أبناء الحريديم من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وما نتج عنها من خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، سعى نتنياهو إلى ضمان استقرار حكومته وتجنب أي هزات سياسية قد تضعف موقفه.
ماذا نعرف عن ساعر؟
- ساعر، 57 عاما، مولود في تل أبيب.
- خدم كضابط صف استخبارات في لواء جولاني بالجيش الإسرائيلي.
- درس العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، ثم تابع دراسة القانون في نفس الجامعة.
- مايو/أيار 2013.. تزوج من المذيعة الإخبارية الإسرائيلية غولا إيفن، وأنجب منها طفلين، ديفيد وشيرا.
الحياة السياسية:
- استهل حياته السياسية مساعدًا للنائب العام بين عامي 1995 و1997.
- في 1999 عُيِّن سكرتيرًا لمجلس الوزراء ومرة أخرى من عام 2001 إلى عام 2002 بعد فوز أريئيل شارون زعيم حزب "الليكود" آنذاك في الانتخابات وتوليه رئاسة الوزراء.
صعود سريع
- في انتخابات عام 2003، فاز بمقعد في الكنيست (البرلمان)، على قائمة "الليكود".
- عُيِّن رئيسًا للمجموعة البرلمانية للحزب ورئيسًا لكتلة الائتلاف الحاكم البرلمانية.
- 2005.. عارض الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وحاول تمرير مشروع قانون يطالب بإجراء استفتاء حول هذا الموضوع.
- 2006.. أعيد انتخابه لعضوية الكنيست على قائمة "الليكود"، وأصبح أيضًا نائبًا لرئيس البرلمان.
- ديسمبر/كانون الأول 2008.. فاز بالانتخابات التمهيدية لحزب الليكود، مما منحه المركز الثاني في قائمة الحزب بعد زعيمه بنيامين نتنياهو، في الانتخابات العامة.
- 31 مارس/آذار 2009.. عين وزيراً للتعليم.
- 2012.. حصل مرة أخرى على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود، وعاد للكنيست مجددا.
استراحة قصيرة
- 2014.. أعلن أنه سيستقيل من منصبه قبل الانتخابات، مع شائعات عن تهم مزعومة بالتحرش الجنسي.
- 2015.. أخذ استراحة من السياسة، وغادر الكنيست في 5 نوفمبر/تشرين الثاني.
- 3 أبريل/نيسان 2017.. أعلن عن عودته إلى السياسة ونيته الترشح في الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود.
مرحلة الخلاف:
- 2019.. بدأ بإعلان رئيس الوزراء نتنياهو، أنه يفكر في إجراء انتخابات مبكرة على منصب رئيس حزب الليكود، ورد عليه ساعر في تغريدة مقتضبة على «إكس» (تويتر سابقاً): "أنا مستعد".
- 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.. طلب من اللجنة المركزية لحزب "الليكود" تحديد موعد لسباق زعامة الحزب في غضون أسبوعين.
- ديسمبر/كانون الأول 2020.. أعلن أنه سيترك "الليكود" وسيشكل حزبه الخاص تحت اسم "أمل جديد".
- 2021.. خاض "أمل جديد" الانتخابات الإسرائيلية، بهدف تشكيل ائتلاف حاكم وإقالة نتنياهو من منصبه، وحصل حزبه على ستة مقاعد في الانتخابات. وبعد السباق أصبح ساعر وزيرًا للعدل.
- 10 يوليو/تموز 2022.. أعلن أن "أمل جديد" سيشكل تحالفًا انتخابيًا مع حزب "أزرق أبيض "بزعامة بيني غانتس، ليُطلق عليه اسم "الوحدة الوطنية" الذي حصل على 12 مقعدا بالكنيست.
- أكتوبر/تشرين الأول 2023.. انضم إلى حكومة الطوارئ بعد الحرب على غزة، كوزير بلا حقيبة، لكن ما لبث أن انفصل عن تحالف "الوحدة الوطنية.
مواقفه السياسية
- أعلن مرارا أنه يعارض حل الدولتين
- أيد ضم الضفة الغربية، وأعلن في 2020 أنه "لن تكون هناك دولة مستقلة أخرى بين نهر الأردن والبحر".
- عندما كان مراهقًا، انضم إلى حركة تحيا القومية المتطرفة احتجاجًا على إخلاء المستوطنات الإسرائيلية في شبه جزيرة سيناء عام 1982 وفقًا لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.
- 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023.. أكد أن قطاع غزة "يجب أن يكون أصغر في نهاية" الحرب بين إسرائيل وحماس.
- مايو/أيار 2023.. رأى أن "عودة نتنياهو إلى السلطة كارثة على البلاد".