نتنياهو يعود بالخرائط للمنصة الأممية.. ولا يقنعه إلا «الاستسلام»
كعادته حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خرائط خلال كلمته في اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ورفع رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يخوض حربا في غزة ضد حركة حماس وأخرى في لبنان ضد حزب الله، خريطة للشرق الأوسط، تصور مستقبل المنطقة في حال انتصر، وأخرى في حال انتصرت إيران الداعم الرئيسي لخصومه.
وقال نتنياهو في مستهل كلمته "لم أكن أنوي المجيء إلى هنا هذا العام، فإسرائيل في حالة حرب وتقاتل من أجل البقاء"، مشيرا إلى أنه تراجع عن ذلك بهدف تصحيح "الأمور".
ونتنياهو يترقب صدور أمر باعتقاله من المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب في غزة.
وفي أواخر أغسطس/آب الماضي استعجل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان المحكمة لإصدار مذكرتي اعتقال ضد بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.
وفقد نتنياهو إلى حد ما تعاطف الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الشهور الماضية، مع استمرار حربه غير المسبوقة في غزة على رغم قرارها بوقف فوري لإطلاق النار.
لكن في كلمته الحماسية، التي شهدت انسحاب وفود عربية ودولية، قال إن إسرائيل تسعى إلى السلام لكنها مضطرة للدفاع عن نفسها على جبهات حرب تنظمها إيران.
ولوح مهددا، لا يوجد مكان في إيران لا تستطيع إسرائيل الوصول إليه.
وتتهم إيران تل أبيب بالمسؤولية عن اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها نهاية يوليو/تموز الماضي وتعهدت بالرد على هذا الهجوم.
ودعا رئيس وزراء إسرائيل مجلس الأمن لإعادة فرض العقوبات على إيران لضمان عدم امتلاكها أسلحة نووية.
واعتبر نتنياهو قرارات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية "معاداة للسامية"، واصفا الاتهامات باستهدف جيشه للمدنيين عمدا باطلة.
وقتل في قطاع غزة أكثر من 41 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال على ما أفادت السلطات الصحية في القطاع.
وانتقد نتنياهو الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا إن "عزل إسرائيل لا يزال يشكل وصمة أخلاقية في حق الأمم المتحدة".
اعتبر أن الأمم المتحدة أصبحت "مهزلة مثيرة للازدراء" فيما ندد بتعامل الهيئة غير المنصف مع بلاده.
وأفاد "أقول لكم إلى أن يتم التعامل مع إسرائيل كباقي البلدان، إلى أن يتم التخلّص من هذا المستنقع المعادي للسامية، سيبقى الأشخاص المنصفون في أنحاء العالم ينظرون إلى الأمم المتحدة على أنها ليست أكثر من مهزلة مثيرة للازدراء".
وقال نتنياهو في وقت سابق من اليوم الجمعة إن إسرائيل ستواصل مناقشة مقترحات وقف إطلاق النار في لبنان في الأيام المقبلة، بينما حذرت واشنطن من أن المزيد من التصعيد لن يؤدي إلا لزيادة صعوبة عودة المدنيين إلى منازلهم على جانبي الحدود.
ويقف الشرق الأوسط على حافة حرب شاملة بعد نحو عام من إطلاق إسرائيل الحرب على قطاع غزة، وتوسيع عمليتها العسكرية ضد لبنان، فيما تلوح بتحرك بري في الشمال.