"ادعاء الاضطهاد".. سلاح نتنياهو للهروب من القضاء والفوز بالانتخابات
نتنياهو يدعي الاضطهاد ويتهم الشرطة الإسرائيلية بممارسة الضغط على الشهود ليدلوا بأقوال تدينه
بعد تزايد أزماته السياسية والشخصية فيما يخص خلافات الائتلاف الحكومي وتهم الفساد، يلجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلاح "الشكوى من الاضطهاد"، لتعزيز فرصه في الانتخابات المقبلة.
ووفق ما نقله موقع هيئة البث الإسرائيلي "مكان"، اليوم السبت، عن أوساط بالائتلاف الحكومي فإن احتمالات إجراء انتخابات مبكرة وسط هذه الأجواء "قد تعززت".
وأشارت الهيئة إلى أن نتنياهو يعتقد أنه سينجح في تحقيق انتصار باهر في الانتخابات "لأن الشعور بالملاحقة والاضطهاد هو كنز بالنسبة لمعسكر اليمين".
وشعور "الاضطهاد"، المؤثر لأسباب تاريخية في نفسية الإسرائيليين، يتحدث عنه نتنياهو بسبب ملاحقة الشرطة له والتحقيقات الجارية معه على خلفية عدة قضايا فساد وتلقي رشوة، والتي ينكر تورطه فيها.
ووصل الأمر بنتنياهو، الأربعاء، إلى اتهام الشرطة الإسرائيلية بممارسة الضغط على الشهود ليدلوا بأقوال تدينه، مشيراً إلى أنها استخدمت في ذلك أساليب التعذيب والترهيب، وهددت حياتهم وحياة عائلاتهم إن لم يسيئوا له، على حد قوله.
وعلى الرغم من أن نتنياهو قال قبل سفره إلى واشنطن الأحد الماضي إنه يستبعد إجراء انتخابات مبكرة، فإن صحيفة "يديعوت أحرنوت" نقلت أنه خيّر أطراف الائتلاف الحكومي الذي يقوده ما بين حل أزمة تجنيد أعضاء الحركات الدينية أو الانتخابات.
ونشبت أزمة القانون بعد تلويح حزب "يهودوت هتوراه" بعدم التصويت لصالح الميزانية في حال عدم إقرار قانون يعفي المتدينين من الخدمة العسكرية الإلزامية.
وقالت مصادر مقربة من رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، الوزير أفيجدور ليبرمان، إن نتنياهو يرغب في تبكير موعد الانتخابات.
ويجتمع نتنياهو مساء اليوم السبت مع رؤساء الأحزاب الائتلافية؛ لإيجاد حل للأزمة الناشئة عن مشروع قانون التجنيد، ومن المحتمل أن يعلن خلاله قراره النهائي بشأن تبكير الانتخابات.
ورفض ليبرمان مطلب حزب "يهودوت هتوراه".
ومن المقرر أن تنطلق الانتخابات الإسرائيلية في 2019، أما إذا جرى تبكيرها فمن المحتمل أن تكون منتصف العام الجاري.
ويفضل نتنياهو استنفاد ولايته حتى نهايتها ليكسر الرقم القياسي لأطول فترة بقاء في هذا المنصب سبقه إليها ديفيد بن جوريون، أول رؤساء وزراء إسرائيل، وهي 4872 يوما.
لكن في الوقت نفسه قد تشجعه نتائج استطلاعات للرأي مثل الذي نشرته الأحد الماضي القناة العاشرة الإسرائيلية من أنه لو جرت الانتخابات الآن فإن "الليكود سيحافظ على قوته، تقريبا، ويحصل على 29 مقعدا في الكنيست".
كما أن تلكؤ نتنياهو في حل أزمة تجنيد "المتدينين"، قد يُتخذ كمبرر للتبكير بالانتخابات دون أن يتم اتهامه بأنه يفعل ذلك للتهرب من التحقيقات في قضايا الفساد.