«بركان» عائلات الرهائن يهدد نتنياهو.. هل يثمر الضغط صفقة؟
صعدت عائلات الرهائن الإسرائيليين من ضغوطها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وقدرت أوساط إسرائيلية المظاهرة التي شهدتها تل أبيب الليلة الماضية، بأنها من الأكبر التي تتمكن عائلات الرهائن من حشدها منذ بدء احتجاجاتها قبل عدة أشهر.
ولكن أهميتها تكمن في أنها تزامنت مع إعلان الحكومة الإسرائيلية، تحت وطأة ضغوط العائلات، عن استئناف المفاوضات بعد يومين في محاولة للتوصل إلى اتفاق.
ماذا قالت عائلات الرهائن؟
ووجهت عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس منذ السابع من أكتوبر/تشرين الماضي انتقادات حادة إلى حكومة نتنياهو بعد أن اعتبرت أن الطريق الوحيد لإعادة الرهائن هو بالتوصل إلى اتفاق يتضمن إنهاء الحرب على غزة.
وقالت العائلات في البيان الذي تلته في بداية المظاهرة بوسط تل أبيب: "يجب أن يكون هذا واضحا مرة واحدة وإلى الأبد - إن شروط صفقة إطلاق سراح الرهائن لم تتغير، والاتفاق هو السبيل الوحيد لإعادتهم جميعا".
وأضافت العائلات في البيان الذي تابعته "العين الإخبارية": "ولن يكون هناك اتفاق دون إنهاء هذه الحرب.. إذا لم تسع حكومة إسرائيل إلى التوصل إلى اتفاق الآن، فسوف تضطر إلى وقف هذه الحرب دون التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.. وهذا يعني أن حكومة إسرائيل ستحدد مصير الرهائن وسنفقد أفراد عائلاتنا إلى الأبد!".
وتابعت قائلة: "يجب على الحكومة أن تبادر إلى صفقة شاملة لإطلاق سراح الرهائن والتي ستتضمن إنهاء هذه الحرب مقابل عودة جميع الرهائن.
وحذرت العائلات من أن استمرار هذه الحرب قد يؤدي إلى فشل إسرائيل التام على كافة الجبهات، بما في ذلك فقدان الرهائن، وقالت "وهذا لا يأتي منا فقط. ويقول رؤساء قوات الأمن الإسرائيلية، وخاصة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في جلسات مغلقة: أولاً، أعيدوا الرهائن إلى الوطن الآن. ويمكن التعامل مع حماس لاحقا".
وأضافت: "ونحن نقول: لقد تحطمت الفكرة الخاطئة القائلة بأن حماس يمكن تدميرها وإعادة الرهائن إلى الوطن في وقت واحد، قد تحطمت، ويجب على حكومة إسرائيل أولاً أن تتخذ الإجراءات اللازمة لإعادة الرهائن إلى وطنهم.. ويجب أن يكون ذلك على رأس أولوياتهم".
ووجهت عائلات الرهائن انتقادات حادة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلة "نرى نتنياهو يواصل تخريب صفقة إطلاق سراح الرهائن ويشكل عقبة تحول دون حدوثها".
وفي إشارة إلى الوزيرين في حكومة الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت ووزير الدفاع يوآف غالانت وزعيم حزب "شاس" أرييه درعي، قالت العائلات: "مرة أخرى، نقول لغانتس وآيزنكوت وغالانت ودرعي: لا تسمحوا لنتنياهو أن يتخلى عن عائلاتنا لمصير التعذيب والموت على أيدي حماس".
وأضافت: "غانتس، آيزنكوت، غالانت، درعي.. سمعنا في الساعات الأخيرة في وسائل الإعلام عن تجديد المفاوضات في الأيام المقبلة، إن واجبكم هو تقديم تفويض كامل لفريق التفاوض والمطالبة بإتمام صفقة إطلاق سراح الرهائن وتأمينها الآن".
وتابعت العائلات: "إذا لم تتصدوا لمحاولات نتنياهو الإجرامية المتكررة لتخريب هذه الصفقة، فسوف تصبحون متواطئين في التخلي الإجرامي عن الرهائن! إن دماء أولئك الذين لن يعودوا أحياء ستكون على أيديكم أيضاً".
وأردفت العائلات: "ونتوجه إلى كافة أعضاء الحكومة ونقول: تشير استطلاعات الرأي إلى أن أغلبية الجمهور تؤيد إنهاء الحرب مقابل صفقة شاملة لإطلاق سراح الرهائن، استمعوا إلى الجمهور الذي تمثلونه، إن مواطني إسرائيل، قبل كل شيء، يريدون إعادة الرهائن إلى وطنهم، التاريخ سيحكم على كل واحد منكم. لا تكونوا متواطئين في التخلي الإجرامي عن المواطنين في الأسر".
هل تؤثر الاحتجاجات على نتنياهو؟
ولكن على الرغم من الاحتجاجات وإعلان استئناف المفاوضات بعد يومين بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية فإن أوساط نتنياهو عادت لطرح الشروط.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد: "يوضح كبار المسؤولين في القيادة السياسية الإسرائيلية أن إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب مقابل التوصل إلى صفقة تبادل المخطوفين".
وأضافت أن "هذا الموقف يتناقض مع رأي مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية، الذين، كما أفادنا سابقا، على استعداد للقيام بهذه الخطوة في ظل ضرورة الافراج عن المخطوفين".
وفي محاولة لإحباط التوقعات من فرص الاتفاق، قال مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات لهيئة البث الإسرائيلية إن "المحادثات في مرحلة أولية للغاية، وسيتضح لاحقاً ما إذا كان هناك أساس لمواصلة المحادثات".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: "بحسب مصادر إسرائيلية، من المتوقع أن تستأنف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن الأسبوع المقبل في العاصمة القطرية الدوحة، حيث سيصل وفد من حركة حماس ووفد إسرائيلي واحدا تلو الآخر لعرض مواقفهما".
وأضافت: "كما عرض رئيس الموساد ديفيد بارنياع على الدول الوسيطة المبادئ التوجيهية للصفقة التي أقرها مجلس الوزراء واتفق عليها مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز ورئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني".
وتابعت: "أعربت قيادة المنظومة الأمنية بأكملها مثل رئيس الأركان، رئيس الموساد، رئيس الشاباك، وزير الدفاع بالإضافة إلى الوزيرين غانتس وآيزنكوت عن دعمهم للدفع بالصفقة، معتبرين أنها ضرورية".
وأردفت هيئة البث الإسرائيلية: "في هذا الوقت، كبار المسؤولين في المنظومة الأمنية يعتقدون أنه حتى لو تم الاتفاق على الخطوط العريضة لوقف الحرب، فإن إسرائيل ستتمكن من تجديد إطلاق النار عند الضرورة، بعد أشهر قليلة".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA= جزيرة ام اند امز