نتنياهو و«نتساريم» في غزة.. للنوايا «ممر» آخر؟

رغم تأكيد بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل لا تنوي البقاء في غزة، فإن حجم البنية التحتية في ممر «نتساريم» يثير القلق بشأن النوايا.

ومنذ اجتياح القطاع قامت إسرائيل بشق طريق ترابي في وسطه، وفي السابق كان هذا الطريق واسعاً بما يكفي لمرور مركبتين مدرعتين، أي أنه كان بعرض أمتار فقط.

أما اليوم فقد أصبح منطقة مترامية الأطراف تبلغ مساحتها 18 ميلا مربعا.

وتطور ليصبح منطقة عسكرية شاسعة تُعرف بممر "نتساريم"، بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.

آخر رهينة بريطانية في غزة.. هذا ما تريده والدتها

رهائن غزة.. تهديدات حماس تواجه عملية إسرائيلية «مرتقبة»

وتمت تسميته "نتساريم" في إشارة إلى مستوطنة إسرائيلية كانت مقامة في غزة قبل تفكيك المستوطنات بالقطاع والانسحاب منه عام 2005.

• غزة ووقف إطلاق النار.. مؤشرات «إيجابية» تسابق «جحيم» ترامب

وحاليا تضم المنطقة قاعدتين عسكريتين تضمان ملاجئ متنقلة ومجهزة بالماء والكهرباء وأبراج الاتصالات، إضافة إلى كنيس يهودي.

وبحسب الصحيفة، قام الجيش بتدمير كل شيء تقريبا حول ممر «نتساريم»: الأحياء والقرى والأراضي الزراعية الفلسطينية.

ويعد الممر إحدى العلامات المتزايدة على خطط الجيش الإسرائيلي للبقاء إلى أجل غير مسمى في غزة، حيث أنشأ عدة طرق عسكرية أخرى في القطاع، وأغلق منطقة عازلة تمتد على مساحة نصف ميل تقريبا حول المنطقة.

احتلال طويل الأمد؟

رغم تصريحات نتنياهو بأنه لا نية لإعادة بناء المستوطنات أو البقاء بشكل دائم في غزة، فإن البنية التحتية المؤقتة التي أقيمت هناك، مثل الطرق المعبدة ونقاط التفتيش، تثير قلق بعض الفلسطينيين والإسرائيليين ممن يخشون استمرار السيطرة العسكرية لسنوات.

ويتم استخدام الممر العسكري في العمليات الهجومية وتسهيل التنقل بين الشمال والجنوب، كما أنه يقيد حركة سكان غزة الذين يتعين عليهم عبور نقاط تفتيش معينة للوصول إلى المناطق الجنوبية.

والممر يفصل شمال قطاع غزة عن المنطقة الوسطى والجنوب.

مخاوف

يشعر العديد من سكان غزة بالقلق من أن وجود القوات الإسرائيلية قد يطول، خاصة مع الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية والمناطق السكنية حول الممر.

فقد أدت الحرب إلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص ومقتل قرابة 46,000 شخص، وفقا للجهات المحلية في غزة.

ممرات ومساعدات

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية أن الجيش أنشأ مواقع استيطانية أخرى حول المنطقة في مبانٍ قائمة سابقا أحاطها بسواتر رملية وبطّنها بالحصى، بحسب الصحيفة.

بالإضافة إلى ممر «نتساريم» تعمل إسرائيل على تطوير ممر شمالي يفصل مدينة غزة عن البلدات المكتظة بالسكان شمالها.

ويعكس وجود إسرائيل المتزايد في غزة آثار الحرب العميقة على السكان، إذ انقسمت العائلات وتعرضت المجتمعات للتدمير، ما أثار قلقا واسعا بشأن المستقبل السياسي والإنساني للقطاع.