على محور نتساريم في غزة.. اتجاه السير يخالف «خطة ترامب»
![سيارات الفلسطينيين في غزة متوجهة إلى شمال القطاع](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/09/113-195337-netzarim-direction-travel-opposite-trump_700x400.jpg)
اصطفت سيارات وشاحنات صغيرة وعربات على طول طريق صلاح الدين، اليوم الأحد، بعدما سحبت إسرائيل قواتها من مفترق نتساريم الاستراتيجي الفاصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه.
ويشير تدفق السير على الطريق إلى الشمال تمسك سكان غزة بالعيش في مناطقهم رغم الدمار الهائل، في اتجاه يخالف، على ما يبدو، خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القطاع.
والأسبوع الماضي، فجَّر ترامب مفاجأة بشأن رغبته في الاستيلاء على غزة وتهجير سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني فلسطيني.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحفي جمعه برئيس وزراء إسرائيل، إنه يعتزم البقاء في القطاع لمدة طويلة من أجل تحويله إلى "ريفييرا" في الشرق الأوسط.
لكن بين المركبات التي كانت تشق طريقها على المسلك الترابي، كانت شاحنات تنقل أمتعة منزلية وبطانيات وسجادًا وأثاثًا، هي كل ما بقي للفلسطينيين بعد حرب استمرت 15 شهرًا، يعتقد مراقبون أنها غير مسبوقة في التاريخ.
ويتمسك الفلسطينيون بمناطقهم دون الالتفات كثيرًا إلى التصريحات الصادرة من البيت الأبيض، وباستثناء مقاطع مصورة ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بدا أن لدى النازحين ما يشغلهم أكثر من الرد على ترامب.
وكانت حركة السير شديدة البطء على طول الطريق التي تراكمت على جانبيها جبال من الأتربة نقلتها جرافات إسرائيلية غادرت الآن إلى الجزء الشرقي من ممر نتساريم، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه.
وبعد حرب استمرت أكثر من 15 شهرًا، أدت الهدنة الهشة مع حماس، التي دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضي، إلى قيام القوات الإسرائيلية بالحد من وجودها في قطاع غزة.
وأُعيد فتح ممر نتساريم وطريق صلاح الدين بشكل كامل، الأحد، بعد الانسحاب الإسرائيلي في أعقاب إتمام عملية تبادل خامسة للرهائن والمعتقلين، السبت، كجزء من اتفاق الهدنة.
وتمكن العديد من الفلسطينيين من التنقل في المنطقة بعد طول انتظار، وعادوا إلى منازلهم ليجدوها مدمرة جراء المعارك.
وقال أسامة أبو كميل (57 عامًا)، من سكان المغراقة شمال نتساريم: "ما شاهدناه كارثة، دمار مرعب، الاحتلال دمَّر كل المنازل والمحلات والمزارع والمساجد والجامعات ومقر المحكمة".
وأوضح الرجل، الذي كان نازحًا لأكثر من عام في منطقة المواصي بخان يونس في جنوب القطاع: "سأنصب خيمة لي ولعائلتي بجانب ركام المنزل، لا خيار لدينا".
كان يعني الموت
وخلال الحرب، التي أشعلها هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، قام الجيش الإسرائيلي بقصف غزة بشكل متواصل، مما أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الفقير أصلًا.
وقُتل أكثر من 48 ألف شخص في غزة خلال الحرب، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع، وتم تهجير أكثر من 90% من سكان القطاع مرة واحدة على الأقل، وفقًا للأمم المتحدة.
ورغم توقف العنف إلى حد كبير، إلا أن تداعياته تركت السكان منهكين ومصدومين.
وقال محمود السرحي (44 عامًا)، من سكان حي الزيتون: "إنها المرة الأولى التي أرى فيها منزلنا المدمر. الوصول إلى مفترق نتساريم كان يعني الموت حتى صباح اليوم".
ورغم الانسحاب الإسرائيلي، أكد السرحي أنه ما زال يشعر بعدم الأمان.
وأضاف: "كل المنطقة صارت خرابًا، لا أستطيع أن أسكن هنا، الدبابات الإسرائيلية يمكن أن تتوغل في أي وقت".
وكان حجم الدمار واضحًا في شارع الشهداء، الذي يمر أيضًا عبر ممر نتساريم، حيث تحولت عشرات المنازل وبعض المباني الجامعية إلى أنقاض.
وفي بعض الأماكن، تعرضت الطريق نفسها لأضرار أثناء القتال، مع ظهور حفر كبيرة.
وبدأ العمال بإصلاح جزء منها.
وقال محمد علي (20 عامًا)، الذي حضر من مخيم النصيرات للاجئين بوسط قطاع غزة، إن سلوك الطرق "صعب بسبب حجم الدمار والقصف".
وأضاف بتفاؤل: "إن شاء الله، الطريق ستكون أفضل مجددًا".
aXA6IDMuMTM3LjE4OC4xNDEg جزيرة ام اند امز