إسرائيل تنسحب بالكامل من «نتساريم» بغزة
![جنود الجيش الإسرائيلي](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/09/162-105920--_167a8524870894_700x400.jpg)
أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد انسحابه الكامل من محور نتساريم، بوسط قطاع غزة، في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ووفقًا للاتفاق، فإنه «في اليوم الثاني والعشرين، ستنسحب القوات الإسرائيلية من وسط قطاع غزة، خاصة من محوري نتساريم ودوار الكويت شرق طريق صلاح الدين، إلى منطقة قريبة من الحدود، وسيتم تفكيك المواقع والمنشآت العسكرية بالكامل، كما ستستمر عودة النازحين إلى أماكن سكنهم في شمال قطاع غزة».
وأعادت قوات الجيش الإسرائيلي انتشارها من ممر نتساريم في وسط غزة إلى مواقع متقدمة على طول محيط القطاع، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
ونقل موقع «جويش نيوز» عن الجيش الإسرائيلي قوله إن «قوات من الفرقة 162 والفرقة 143 والفرقة 99 التابعة للقيادة الجنوبية نُشرت في عدة نقاط في منطقة قطاع غزة لتعزيز الحماية لسكان النقب الغربي ودولة الاحتلال».
وأزال الجيش الحاجز العسكري والمواقع العسكرية المحيطة به، حيث تم إعادة فتح طريق صلاح الدين في الاتجاهين بين شمال القطاع وجنوبه أمام حركة المركبات بحرية.
ما هو محور نتساريم؟
محور نتساريم هو طريق يشق قطاع غزة ويمتد من الحدود الإسرائيلية شرقًا إلى البحر الأبيض المتوسط غربًا.
وقد ذُكر الممر أو المحور لأول مرة في خطة إسرائيلية أوائل سبعينيات القرن العشرين تحت عنوان «خطة الأصابع الخمسة»، التي كانت تهدف إلى تشريح القطاع للسماح بالسيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
الممر الفعلي، الذي يمر عبر الجزء الجنوبي من مدينة غزة، يبلغ طوله نحو سبعة كيلومترات (أربعة أميال)، ولم يظهر إلى العلن إلا أثناء الحرب الجارية حاليًا.
ونتساريم هو اسم المستوطنة الإسرائيلية التي كانت قائمة في الموقع الحالي للممر، مما يمنح المشروع الجديد صبغة إعادة احتلاله، وفقًا لصحيفة «هآرتس».
وخلال الحرب، كان يُحظر على الفلسطينيين استخدام هذا الطريق، الذي احتوى على قواعد عسكرية إسرائيلية للقوات التي تسيطر على حركة الفلسطينيين بين الشمال والجنوب، كما عمل كمنصة انطلاق للعمليات الإسرائيلية.
وفي بداية الحرب، أمرت إسرائيل سكان شمال غزة بالإخلاء إلى الجنوب عبر الطرق الرئيسية التي تعبر ممر نتساريم.
ويُعتقد أن الممر يشكل عنصرًا رئيسيًا في خطة طويلة الأجل وضعتها إسرائيل لتقسيم غزة إلى نصفين، وإنشاء منطقة عازلة بينهما، بهدف منع الهجمات على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة «هآرتس» في وقت سابق إن ممر نتساريم سيسمح لإسرائيل بمراقبة حركة الفلسطينيين بين الشمال والجنوب والسيطرة عليها.
في المقابل، أصرت حركة حماس على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن انسحاب إسرائيل من محوري فيلادلفيا (جنوبًا) ونتساريم.
حرق ما تبقى
أحرق جنود إسرائيليون ما تبقى لهم في الموقع أثناء إخلائه، حيث أظهر مقطع فيديو عددًا من الجنود الإسرائيليين وهم يضرمون النار في المنشآت العسكرية المتبقية، لا سيما المكاتب والهياكل الخشبية.
ومنذ أواخر يناير/كانون الثاني، أي بعد أسبوع من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بدأ الجيش الإسرائيلي الانسحاب من ممر نتساريم، مما أتاح عودة النازحين من غزة إلى شمال القطاع.
ويوم الخميس الماضي، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في تقرير تلقته «العين الإخبارية»: «قدّرت الجهات الفاعلة في مجال تقديم المعونات أن أكثر من 560 ألف شخص عادوا إلى شمال غزة منذ السابع والعشرين من يناير/كانون الثاني».
وأضاف التقرير: «تواصلت حركة انتقال السكان في شتى أرجاء قطاع غزة، ويفيد الفريق المعني بإدارة المواقع بأن أكثر من 565 ألفًا و82 شخصًا شوهدوا وهم ينتقلون من جنوب غزة إلى شمالها حتى الثالث من فبراير/شباط، وكانت الغالبية العظمى منهم قد انتقلت خلال يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني».
وتابع التقرير: «يشمل هؤلاء 60% من الرجال، و20% من النساء، و20% من الأطفال، كما تضم الفئات المستضعفة التي شوهدت أثناء التنقل النساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ممن هم بحاجة إلى رعاية طبية طارئة، بالإضافة إلى الأطفال غير المصحوبين بذويهم».
وأردف التقرير: «يواصل العاملون في مجال تقديم المعونات تقديم الدعم لتلبية الاحتياجات الطارئة على طول هذه الطرق، فعلى سبيل المثال، أفادت مجموعة الحماية بأن المنظمات الشريكة في قطاع حماية الطفولة وزعت ما يزيد على ثلاثين ألف سوار لتحديد هوية الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات، وذلك للحيلولة دون انفصالهم عن أسرهم أثناء تنقلهم».
وأضاف: «كان لهذا التدخل أهمية بالغة، حيث أشارت المنظمات الشريكة إلى أنها ساعدت أكثر من 250 طفلًا صغيرًا كانوا قد انفصلوا عن مقدمي الرعاية لهم خلال انتقالهم إلى الشمال، كما تم نشر ثلاثين سيارة إسعاف، وإقامة ثلاث نقاط طبية لتقديم الرعاية الطارئة للأشخاص المتنقلين».
aXA6IDE4LjIyMS4xODUuNTgg جزيرة ام اند امز