أطباء مخ وأعصاب لـ"العين الإخبارية": هذه مزايا تصنيع دواء "المليون دولار" بمصر
يشكل مرض ضمور العضلات، هاجساً لدى عدد كبير من المواطنين في مصر، بعد انتشار أكثر من حالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بالمساهمة في توفير علاجه محلياً.
وتأتي المطالبات بسبب الارتفاع الجنوني لسعر الدواء في السوق السوداء، فضلاً عن إنتاجه في الولايات المتحدة الأمريكية، ما دفع هيئة الدواء المصرية لزف بشرى لمواطنيها بإعلانها تسجيل أول دواء لعلاج المرض في مصر.
ورحب الدكتور حازم الحويج، أستاذ مساعد المخ والأعصاب بجامعة سوهاج، بتسجيل هيئة الدواء المصرية دواء لعلاج ضمور العضلات في مصر، مؤكداً أن العلاج يتم تصنيعه فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، وبيبلغ سعره ما يزيد عن المليون دولار أمريكي، ما يشكل عبئاً كبيراً على أهل أي مريض لتوفيره.
وأرجع "الحويح"، زيادة سعر الدواء عالمياً، إلى التقنيات المستخدمة في إنتاجه، خاصة وأنها دقيقة للغاية، ولم تنجح أي دولة في العالم سوى الولايات المتحدة، على تصنيع عقار فعال لهذا الدواء حتى الآن، ما يكسب تسجيله في السوق المصري أهمية بالغة.
وأعلنت هيئة الدواء المصرية، الإثنين، تسجيل أول دواء لعلاج ضمور العضلات في السوق المصري، بعد رصد منظومة الشكاوى الحكومية لاستغاثات مرضى ضمور العضلات، وهو ما دفع الهيئة إلى العمل بأقصى طاقة ممكنة لتخفيف الألم، وتوفير الدواء المعالج لمرض ضمور العضلات في سوق الدواء المصري.
وقالت الهيئة في بيان لها، إن تحركها جاء بناءً على التكليفات الرئاسية بالأولوية الاستراتيجية لتوفير الدواء بالسوق المصري، وحرص الدولة على تلبية الاحتياجات الدوائية للمواطن المصري، ومتابعة هيئة الدواء المصرية معاناة العديد من أبناء الوطن مصابي ضمور العضلات والقضاء على ظاهرة تهريب الأدوية، وانتشار التداول من خلال السوق السوداء، وتقليل نفقات الإنفاق.
وبشكل مبسط شرح "الحويج"، لـ"العين الإخبارية"، أن هناك 3 أنواع لمرض ضمور العضلات، الأول يظهر عند الولادة مباشرة وهو أصعب وأخطر أنواع هذا المرض، حيث إن الطفل لا يستطيع المشي، أو يتمكن منه لفترة قبل أن يتوقف عن الحركة، وفي أغلب الحالات المصابة من النوع الأول تحدث الوفاة في السنة الأولى.
أما النوع الثاني فيكون في سن من 6 إلى 18 شهرا، ويحدث ضمور للعضلات الطرفية للأطفال ولا يتمكنوا من المشي بشكل كبير أو يتوقفون عن المشي بعد فترة، وهو ما يعد نوعا خطيرا أيضاً من المرض.
أما النوع الثالث من المرض يبدأ في سن البلوغ وينتهي به المطاف إلى فقدان الحركة، بسبب ما يسمى طبياً بالشيخوخة المبكرة للخلايا العصبية، وجميع الحالات المصابة بهذا المرض تكون ناتجة عن عيب جيني في الشخص.
وحول آلية العلاج من المرض قال "الحويج" إنه علاج جيني يستبدل الجين الموجود في الجينات الوراثية.
من جانبه قال الدكتور محمود الخولي استشار جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري لـ"العين الإخبارية"، إن مرض ضمور العضلات هو مرض وراثي يؤثر على الجهاز العصبي بشقيه "الجهاز العصبي المركزي والجهاز العصبي الطرفي".
ويؤثر المرض بطبيعته على العضلات اللا إرادية القريبة من مركز الجسم وعضلات مفصل الكتف، وعضلات الفخذ والظهر، وعندما يتفاقم المرض يؤثر على التنفس والبلع.
وكشف "الخولي" أن المرض مرتبط بشكل كبير بعنصر السن لدى المريض، ولهذا فإن الأطفال المصابين به يكون وضوح المرض عليهم أسرع، وخطورته أشد، ويؤدي المرض إلى ضمور الخلايا العصبية في الحبل الشوكي المسؤولة عن التغذية العصبية للعضلات ما ينتج ضعف للعضلات وضمورها.
ويأمل الخولى إلى أن تسجيل الدواء في مصر يساهم في علاج آلاف المرضى المصابين، خاصة وأن عدد المصابين بهذا المرض في مصر يتراوح بين 6 إلى 10 آلاف مريض.
aXA6IDMuMTM3LjE3My45OCA= جزيرة ام اند امز