في قطر، يتغير اتجاه الرياح إلى الأسوأ، وهو ما يحدث عادة عندما تكون عقرباً وتعانق صديقاً، في النهاية سيموت أحدكما.
الرئيس التركي أردوغان كان قد زار الدوحة وطرابلس الأسبوع الماضي، لتعزيز العلاقات الأمنية مع الحكومتين على حد قوله. وفيما يتعلق بقطر، أشار محللون إلى أنه ذهب لتحصيل الضرائب وأنه يضغط على الدوحة لتمويل حملاته العسكرية في سوريا وليبيا واستعراض عضلاته شرق البحر الأبيض المتوسط.
لقد أظهرت الولايات المتحدة بالفعل رغبتها في تخفيض قواتها بقاعدة العُديد في قطر، مما أجبر الدوحة على تعزيز التواجد العسكري التركي بشكل لافت في محاولة منها لإظهار القوة أمام جيرانها.
ولن يترك أردوغان هذه الفرصة تمرّ دون الاستفادة منها بطريقة تجعله يزيد من تموضعه أكثر فأكثر في قطر وتحوّله إلى درع لقطر بما يضمن سيطرته الكاملة على البلاد. ولعل هذه هي سلبيات أن يكون لك أصدقاء كالعقرب.
قامت الدوحة بتجنيد فريق من المسؤولين السابقين في المخابرات العسكرية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) لشن هجمات إلكترونية، خاصة ضد عضو الحزب الجمهوري إليوت برودي.
ومن إيطاليا، تأتي الأنباء التي تفيد بأن قطر تدخلت لإطلاق سراح عاملة الإغاثة الإيطالية، سيلفيا رومانا، المختطفة من قبل حركة الشباب في الصومال.
ووفقا للحكومة الإيطالية، تم دفع الفدية من قبل روما، والتي بلغت 1.5 مليون يورو بالإضافة إلى النفقات، بينما تُشير تقارير أخرى إلى قطر.
وليس جديداً على قطر دفع الفديات وتسويقها لاحقاً على أنها عمل خيري.
وتكفي الإشارة إلى أن رئيس المخابرات الصومالية الحالي هو أهم رجال قطر في الصومال. إن ما تفعله الدوحة لا يعدو أن يكون تمويلاً للجماعات الإرهابية، وإجبار إيطاليا على التنازل لاحقاً، تماماً مثلما تفعل العقارب. فهل سيكون مكان الدفع هو ليبيا؟.. ربما.
واستمراراً في سرد الطرق الغريبة لقطر في تكوين صداقاتها، علمنا أن محكمة أمريكية اتخذت إجراءات ضد قطر بسبب التجسس على محيط ترامب بنيّة التأثير على الأشخاص المحيطين بالرئيس الأمريكي.
وللقيام بذلك، قامت الدوحة بتجنيد فريق من المسؤولين السابقين في المخابرات العسكرية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) لشن هجمات إلكترونية خاصة ضد عضو الحزب الجمهوري، إليوت برودي، وتسريب رسائل بريده الإلكتروني بهدف تشويه سمعته انتقاما منه لدوره في التحقيق في رشوة وابتزاز قطر لمسؤولي الفيفا لضمان تنظيم كأس العالم لسنة 2022.
إنه خطأ فادح للزعيم "العقرب"، وإلّا فكيف يمكنه التفكير في معاداة من يدافع عن بلاده.
وستقوم الولايات المتحدة بلا شك بمعاقبة قطر، وقد بدأت بالفعل في اتخاذ أولى الخطوات من خلال اقتراح تخفيض قواتها هناك. وإذا استمرت الأمور على هذا النحو، فإن أردوغان سيضع الدوحة في قبضته في وقت وجيز.
في قطر، تتغير اتجاه الرياح إلى الأسوأ، وهو ما يحدث عادة عندما تكون عقرباً وتعانق صديقاً، في النهاية سيموت أحدكما.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة