حلف الفضول الجديد.. رسالة سلام وتعايش من أبوظبي للعالم
الملتقى الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة انطلق في العاصمة الإماراتية أبوظبي الأربعاء ويستمر لـ3 أيام.
استلهام التراث الإنساني الذي يؤسس لقيم التعاون والتعاضد والعيش المشترك، كان الرسالة الأولى للملتقى الخامس لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي انطلق، الأربعاء، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، تحت شعار "حلف الفضول: فرصة للسلم العالمي".
وفي جلسته الافتتاحية التي جاءت بعنوان "نحو حلف فضول جديد" نسج المؤتمر صورة زاهية للتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، بحضور طيف متنوع من رجال الدين والمفكرين الذين زاد عددهم عن الـ800 من مختلف دول العالم.
وأكد الحاخام البروفيسور روفيت فايرستون، أستاذ متخصص في اليهودية في العصور الوسطى خلال مشاركته في الجلسة العامة الأولى للمؤتمر أن حلف الفضول الجديد الذي يمد عبره منتدى تعزيز السلم بأبوظبي أياديه للعالم أجمع بالسلام والوئام ودعوات درء الظلم عن المظلومين، يهدف إلى إنشاء نظام عادل لحماية الأمن العالمي المشترك.
وأوضح فايرستون أن أكبر اختراق حققه حلف الفضول يتمثل في تحجيم السياسات المرتكزة على الهوية والعرق والتي تمثل كذلك فكرة مركزية في الإسلام الذي دعا إلى إعلاء الشرائع الإلهية على العصبيات القبلية الضيقة.
من جانبها، ذكرت دبورة فايكس مديرة المعهد الدولي للأديان والدبلوماسية في الولايات المتحدة الأمريكية، أن حلف الفضول يعدو كونه إرثاً تاريخياً إلى الحاضر الزاهي الذي جسده مؤتمر مجلس تعزيز السلم الذي عقد في فبراير/ شباط الماضي بالولايات المتحدة الأمريكية بدعمه لطائفة الإنجليكيين في واشنطن التي تعاني التمييز.
وأشار الدكتور حمزة يوسف نائب رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، رئيس كلية الزيتونة بأمريكا إلى أن الدعم الذي قدمه منتدى تعزيز السلم عبر "حلف الفضول" لطائفة مسيحية أمريكية لن يكون الأخير، فالأمر يتعدى مرحلة إحياء التراث والاحتفاء به إلى استلهامه وإعادة طرحه بما يوائم الحاضر لإيجاد حل للمشاكل الإنسانية.
وقال يوسف في كلمته إن الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم يعمل بدأب على جعل حلف الفضول رسالة للتحالف ونشر قيم التسامح والسلام بغض النظر عن الانتماء الديني.
من ناحيته، أكد الدكتور رضوان السيد؛ عضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بلبنان، في كلمته على أن الآلية التي استخدمها الشيخ عبدالله بن بيه في تجربة حلف الفضول واقترانها بتجربة وثيقة المدينة المنورة يطلق عليها مصطلح "الاعتبار".
وأوضح أن دولة المواطنة والحكم الراشد تمثل ضرورة في المنطقة العربية أكثر من أي مكان آخر، مشيراً إلى أن فشل حركات التجديد الديني أدى إلى اضطراب أسفر عن بروز الحركات المتطرفة للمشهد.