إخوان تونس داخل الحكومة.. اختراق يؤجج الحرب بين رأسي السلطة
مواقع التواصل الاجتماعي في تونس اشتعلت غضبا على خلفية تعيين المشيشي مستشارين خاصين به، بينهم شخصيات محسوبة على حركة النهضة
تعيينات جديدة بمحيط رئيس الوزراء التونسي، هشام المشيشي، تفجر المخاوف من جديد بشأن اختراق الإخوان للحكومة، وتدفع للواجهة بملامح حرب باردة مستعرة بين رأسي السلطة التنفيذية.
مواقع التواصل الاجتماعي في تونس اشتعلت غضبا على خلفية تعيين المشيشي مستشارين خاصين به، بينهم شخصيات محسوبة على حركة النهضة وقريبة من تنظيمها الإخواني.
والخميس، أعلنت رئاسة الحكومة التونسية تعيين 4 مستشارين لدى المشيشي، وهم إلياس الغرياني، وسليم التيساوي، وأسامة الخريجي، وعبدالسلام العباسي.
وحسب متابعين للمشهد التونسي، تعتبر هذه الأسماء ضمن المحيط المقرب لحركة النهضة، كما أن أسامة الخريجي كان يمثل حركة النهضة في حكومة إلياس الفخفاخ السابقة.
كما يعتبر محللون أن المشيشي أصبح يناقض نفسه، وهو الذي أكد في السابق أن حكومته تشكيلة كفاءات مستقلة لا تمت بصلة للأحزاب.
اختراق إخواني
سامي بن سلامة، الناشط السياسي، اعتبر في تدوينة عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، أن أحوال المشيشي لم تعد على ما يرام حيث انطلق في تعيين مستشارين تابعين للإخوان.
فيما قال النقابي التونسي، مختار بوبكر، إنه بات من الثابت أن رئيس الحكومة عين أسامة الخريجي الوزير السابق للزراعة ليشغل خطة مستشار رئيس الحكومة للسياسات الزراعية، ما يطرح جملة من التساؤلات والألغاز.
وتابع عبر موقع التواصل نفسه: "هذا المستشار المنتدب كان زميلا لرئيس الحكومة المكلف في وزارة الفخفاخ، وحافظ على منصبه في حكومة تصريف الأعمال رغم شبهات الانتماء للتنظيم الإخواني التي تلاحقه".
وعلق ساخرا: "عاشت حكومة الكفاءات المستقلة".
المشيشي وسعيد والحرب
بدوره، انتقد الكاتب التونسي، جلال الأخضر، عبر فيسبوك، تعيينات المشيشي، قائلا: "يبدو أن رئيس الحكومة تفادى التعيينات التي لم ترق لأهواء قرطاج وقيس سعيد (الرئيس)، وبالتالي رضخ للأمر الواقع"، في إشارة لحركة النهضة.
من جهتها، أفادت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" بأن المشيشي ينوي تغيير الوزراء المحسوبين على سعيد في الأيام القادمة.
وأوضحت ذات المصادر أن هذه التغييرات ستشمل بالأساس وزيري الصحة فوزي المهدي، والداخلية توفيق شرف الدين.
ومطلع الأسبوع الجاري، أقال المشيشي وزير الثقافة وليد الزيدي، إثر تمرد الأخير على تنفيذ قرارات منع التظاهرات الثقافية بسبب فيروس كورونا.
ويعتبر مراقبون أن الصراع بين رأسي السلطة التنفيذية في تونس (الرئاسة ورئاسة الحكومة) خرج من السر إلى العلن، في طرح أكده غياب المشيشي، هذا الأسبوع، عن اللقاء الدوري والبروتوكولي مع سعيد، مثلما دأبت عليه العادة في جميع الحكومات السابقة.
aXA6IDE4LjIxOC4xOTAuMTE4IA== جزيرة ام اند امز