ظهور حالة جديدة من سلالة جدري القرود القاتلة في بريطانيا
أكد مسؤولون صحيون في المملكة المتحدة اكتشاف حالة جديدة من السلالة القاتلة لفيروس "جدري القرود"، المعروفة بسلالة "كلاد 1ب".
ووصفت هذه السلالة بأنها "الأكثر خطورة حتى الآن"، حيث تودي بحياة شخص واحد من كل 10 مصابين، ويعتقد أنها وراء سلسلة من حالات الإجهاض.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد الحالات المؤكدة في المملكة المتحدة إلى 5 حالات، وتم تشخيص الحالة الجديدة في مدينة ليدز، حيث لم يكن المريض على صلة بالحالات الأربع السابقة.
ولم يتمكن المسؤولون من تحديد كيفية إصابة المريض بهذه السلالة، لكنهم أفادوا بأن المريض قد عاد مؤخرا من أوغندا.
الحالة الجديدة تتلقى رعاية متخصصة في مستشفى شيفيلد التعليمي، الذي يبعد 160 ميلا عن مكان اكتشاف الحالات الأربعة السابقة في لندن.
ومع ذلك، قال المسؤولون الصحيون إنهم ما زالوا يعتبرون تهديد سلالة "كلاد 1ب" على الجمهور "منخفضا".
وتقول البروفيسورة سوزان هوكنز، المستشارة الطبية الرئيسية في وكالة الأمن الصحي البريطانية إنه "بفضل سرعة التعرف على الأعراض من قبل الأطباء واختبارات التشخيص لدينا، تمكنا من اكتشاف هذه الحالة الجديدة، ولا يزال الخطر على سكان المملكة المتحدة منخفضا بعد هذه الحالة الخامسة، ونحن نعمل بسرعة لتعقب المخالطين وتقليل خطر انتشار المرض".
وتضيف أن "التحقيقات جارية لمعرفة كيفية إصابة الفرد بالعدوى ولتقييم ما إذا كانت هناك حالات مرتبطة أخرى".
وأعلنت وكالة الأمن الصحي البريطاني، أنه سيتم عرض اختبار وفحص التطعيم على جميع المخالطين للحالة الخامسة حسب الحاجة، وتقديم أي رعاية إضافية إذا كانت لديهم أعراض أو كانت نتائج اختبارهم إيجابية.
وتم اكتشاف أول حالة للإصابة بفيروس "جدري القرود" في المملكة المتحدة بعد أن ظهرت على المريض أعراض شبيهة بالإنفلونزا، تلتها طفح جلدي، حيث توجه إلى قسم الطوارئ في 27 أكتوبر لتلقي الفحص، ثم تم نقله إلى وحدة العزل عالية المستوى في مستشفى رويال فري شمال لندن، وهو نفس المستشفى الذي استقبل حالات الإيبولا المستوردة في عام 2015.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد المسؤولون علاج ثلاثة مرضى آخرين في مستشفى "غايز" و"سانت توماس" بنفس السلالة، إلا أن جميع الحالات الأربع، التي كانت من نفس الأسرة، قد تعافت تماما.
وتسبب فيروس "جدري القرود، في تفشي عالمي بدأ في أفريقيا في مايو 2022، ولكن السلالة الجديدة "كلاد 1ب" تعتبر أكثر فتكا، فقد اجتاحت السلالة مناطق وسط أفريقيا، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1000 شخص، وكانت الدول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية هي الأكثر تضررا، مع ظهور حالات أيضا في بوروندي ورواندا وأوغندا وكينيا.
ومع ذلك، يقول الخبراء إن معدلات الوفيات بسبب "كلاد 1ب" في وسط أفريقيا من غير المحتمل أن تتكرر في الدول المتقدمة مثل المملكة المتحدة بسبب الوصول الأفضل إلى الرعاية الصحية.
وتعتبر المملكة المتحدة الآن واحدة من البلدان التي تضم حالات إصابة خارج أفريقيا، إلى جانب الولايات المتحدة والسويد وتايلاند والهند وألمانيا.
وفي يوليو، أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) تفشي فيروس "جدري القرود" في عدة دول من وسط أفريقيا كـ "حالة طوارئ صحية عامة تثير القلق الدولي".
ويتسبب "جدري القرود" في ظهور آفات متكتلة، بالإضافة إلى الحمى وآلام الجسم والتعب، ومع ذلك، في عدد قليل من الحالات، يمكن أن يدخل الفيروس إلى الدم والرئتين وأجزاء أخرى من الجسم، مما يجعله مهددا للحياة.
ويتم استخدام اللقاحات الحالية ضد "جدري القرود"، والتي صُممت لمكافحة "جدري الماء"، وهو قريب من فيروس "جدري القرود"، ضد السلالة الأقل فتكا التي انتشرت في تفشي عام 2022، ولكن لم يتم اختبارها على نطاق واسع ضد السلالة الأكثر قوة "كلاد 1ب".
وتوصي منظمة الصحة العالمية بتلقي اللقاح في غضون أربعة أيام من الاتصال بشخص مصاب بالفيروس أو في غضون 14 يوما إذا لم تظهر أعراض، كما يتم نصح العاملين في مجال الرعاية الصحية بتلقي اللقاح حتى وإن لم يتعرضوا للفيروس.
ولا توجد علاجات مباشرة متاحة حاليا، ويعمل الأطباء على دعم المرضى لمساعدة أجسامهم في محاربة الفيروس.