خلال دقيقتين.. جهاز استشعار بصري يكتشف فيروس جدري القرود
أعلنت دراسة جديدة عن تطوير جهاز استشعار بصري يمكنه تشخيص مرض جدري القرود بسرعة وبتكلفة منخفضة.
وهذه خطوة مهمة لمكافحة تفشي المرض الذي أودى بحياة نحو 5% من المصابين في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 2023، حيث كان العديد منهم من الأطفال، وقد تم نشر الدراسة في دورية "بايوسينسورز آند بايوإيليكترونيكس".
ومرض جدري القرود، من الأمراض الفيروسية التي تسببها سلالة من فيروسات الجدري، قد انتشر إلى أكثر من 100 دولة منذ عام 2022، مما أثار القلق الدولي. في أغسطس الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفشي المرض بوصفه "حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً"، ومع الحاجة الملحة لتطوير أدوات تشخيص أسرع وأكثر فعالية لمكافحة المرض، يأتي هذا الاكتشاف كحل مبتكر.
ويقول بارثا راي، الباحث المشارك في الدراسة وأستاذ علم الأحياء في جامعة كاليفورنيا: "أعراض مرض جدري القرود مثل الحمى والألم والطفح الجلدي تشبه العديد من الأمراض الفيروسية الأخرى، مما يجعل من الصعب على الأطباء تحديد المرض بناء على الأعراض فقط".
ويعتبر اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) هو الطريقة المعتمدة حالياً لتشخيص المرض، لكن هذا الاختبار يتطلب معدات باهظة التكلفة وأوقات انتظار طويلة قد تصل إلى أيام أو أسابيع.
في المقابل، يوفر الجهاز الجديد الذي طورته الفرق البحثية أداة تشخيص سريعة وفعّالة يمكن استخدامها في العيادات مباشرةً.
واستخدم فريق البحث جهاز "مستشعر التصوير الانعكاسي التداخلي بتنوع البكسل"، الذي يعمل عن طريق تعريض عينات من المرضى المشتبه بإصابتهم بالفيروس لضوء ذو ترددات محددة، مما يتيح اكتشاف الفيروس بفاعلية عالية وفي وقت قصير.
ويضيف راي: "نحن قادرون الآن على تحديد ما إذا كان الشخص مصاباً بمرض جدري القرود في أقل من دقيقتين، ويمكننا الحصول على النتائج الفورية في حوالي 20 دقيقة فقط".
ومن المتوقع أن يسهم هذا الابتكار في تسريع التشخيص والحد من انتشار المرض في المناطق التي تفتقر إلى الموارد الصحية الكافية، كما يمكن أن يتم إنتاج هذه الأجهزة على نطاق واسع بأسعار معقولة للاستخدام في العيادات، مما يساهم في تقليل التكاليف وتشخيص مجموعة من الأمراض الفيروسية الأخرى مثل الزهري وفيروس نقص المناعة البشرية.
وعلى الرغم من الأمل الكبير الذي يطرحه هذا الاختراع في مكافحة تفشي المرض، يؤكد الباحثون على أهمية الدعم الحكومي لتطوير هذه التكنولوجيا وتجهيزها للانتشار العالمي، خاصة في ظل تهديدات الأمراض المستقبلية.