وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها للطلب على النفط.. ما الأسباب؟
اعتبرت الوكالة الدولية للطاقة أن سوق النفط يعتمد على أسس أكثر صلابة هذا العام بفضل اللقاحات، لكنها عدّلت توقّعاتها بشأن انتعاش الطلب.
وقالت الوكالة، اليوم الثلاثاء، إن تعافي الطلب على النفط سيتضرر من ارتفاع حاد في الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، وإن الوضع سيتحسن بفعل إجراءات التطعيم والتحفيز في النصف الثاني من العام.
وأضافت في تقريرها الشهري: "إغلاق الحدود وإجراءات التباعد الاجتماعي وعمليات الإغلاق ستستمر في تقييد الطلب على الوقود إلى أن يتم توزيع اللقاحات على نطاق أوسع، على الأرجح بحلول النصف الثاني من العام".
وقالت "يعكس هذا التعافي بشكل أساسي تأثير حزم الدعم المالي والنقدي، بالإضافة إلى فاعلية الخطوات لحل الوباء".
- برنت يصعد احتفالا بتنصيب بايدن.. لكن ماذا عن "الخام الأمريكي"؟
- النفط يتراجع 0.4%.. رحلة العودة لأسعار هجمات كورونا الأولى
ترجع توقعات وكالة الطاقة الدولية الأكثر قتامة إلى أسباب من بينها ظهور سلالات جديدة من الفيروس وتطبيق إجراءات العزل العام مجددا في الصين والعقبات اللوجيستية التي تواجه عمليات توزيع اللقاحات.
وفي إشارة إلى أن التحسن في الطلب العالمي على النفط قد انعكس في ديسمبر/كانون الأول الماضي، خفضت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها توقعاتها للربع الأول بمقدار 580 ألف برميل يوميا وتوقعاتها لعام 2021 بمقدار 300 ألف برميل يوميا.
وأشارت الوكالة الدولية للطاقة إلى أن "الطلب على النفط سيستغرق وقتا أطول للتعافي تماما لأن عمليات الإغلاق الجديدة في عدد من البلدان تؤثر على مبيعات المحروقات".
ومن المتوقع الآن أن ينتعش الطلب العالمي بمعدل 5,5 ملايين برميل في اليوم عام 2021 إلى 96,6 مليون برميل في اليوم بعد انخفاضه بمعدل 8,8 ملايين برميل في اليوم العام الماضي.
العرض والطلب
يسير كل من العرض والطلب على مسار التعافي هذا العام. وساعدت جهود كبار المنتجين، لتحقيق التوازن في السوق من خلال كبح الإنتاج، في خفض مخزونات الخام والمنتجات النفطية في أنحاء العالم على الرغم من بقاء مخزونات النفط بالقرب من ذروة مايو/أيار الماضي.
وبالنظر إلى الزيادة المتوقعة في الطلب في النصف الثاني من العام، فإنه "من المرجح أن تكون هناك حاجة إلى مزيد من النفط".
وعلى صعيد العرض وخلال اجتماع في أوائل يناير/كانون الثاني الجاري، اتفقت منظمة أوبك وشركاؤها على السماح لروسيا وكازاخستان بزيادة إنتاجهما من الذهب الأسود بشكل طفيف خلال الربع الأول. لكن المملكة العربية السعودية جراء انتشار كوفيد-19، اختارت أن تخفض نسبة إنتاجها بشكل كبير.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن فصول الشتاء الآسيوية والأوروبية الباردة، إلى جانب ضبط الإمدادات من جانب منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، عززت أسعار الخام بينما من المتوقع أن تبقي صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة على الإنتاج مستقرا.
وأوضحت أن "ارتفاع الطلب سيسمح للعرض ببدء الزيادة هذا العام" متوقّعة ارتفاع الإنتاج العالمي بمقدار 1,2 مليون برميل في اليوم عام 2021 بعد انخفاض قياسي بمعدل 6,6 ملايين برميل في اليوم العام الماضي.
وأضافت أنه "من المرجّح أن تكون هناك حاجة إلى مزيد من النفط، نظرا إلى توقعاتنا بتحسن كبير في الطلب خلال النصف الثاني من العام".
وتعتقد الوكالة أن ارتفاع الأسعار قد يدفع صناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى زيادة الإنتاج، لكن يبدو أن الشركات في الوقت الراهن ترغب في الحفاظ على المستويات الحالية وإعطاء الأولوية لسداد الديون أو عائدات المستثمرين.
وأضافت الوكالة "إذا التزموا بتلك الخطط، فقد تبدأ أوبك+ في استعادة الحصة السوقية التي فقدتها بشكل مطرد لصالح الولايات المتحدة وغيرها منذ عام 2016".