أزمة جديدة تعيد الحركة التجارية في غزة للمربع "زيرو"
لم تكد الحركة التجارية في غزة تلتقط أنفاسها حتى وجدت نفسها أمام أزمة جديدة تعيدها إلى المربع صفر، مع تطبيق الإغلاق مجددا.
وأثار قرار وزارة الداخلية التي تديرها حماس في غزة، إغلاق المنشآت والمحال التجارية يوميا من الساعة الخامسة مساءً، بذريعة الحد من انتشار فيروس كورونا، حالة من الغضب لتداعياته على الحركة الاقتصادية المتردية أساسا.
ويؤكد مدير أحد المولات الكبرى بغزة، والذي فضل عدم الإفصاح عن هويته لـ"العين الإخبارية" أن الإغلاق الساعة الخامسة يترك أثرا سلبيا كبيرا عليهم؛ لأن زبائن المولات في الغالب من الموظفين الذين يأتون للتسوق بعد السادسة مساء.
- بعد 6 سنوات على الحرب.. اقتصاد غزة أسير حطام المصانع
- مساحة الموت.. الفقر ينهش نصف سكان غزة خلال 14 عاما من الحصار
وبدأ تطبيق إغلاق المحال المبكر منذ مساء أمس الأحد، بعد تسجيل ارتفاع كبير في معدل الإصابات اليومية بفيروس كورونا في قطاع غزة، والتي قفزت عن 400 إصابة يوميا.
الفترة الذهبية
ويشير مدير المول التجاري إلى أن الساعة السادسة مساء هي فترة الذروة الذهبية خلال كورونا لكل مولات غزة، مضيفا "نحن مع بدء الإغلاق على الخامسة نعمل بشفت يوميا وليس شفتين من الموظفين ونضطر لدفع نصف راتب لكل موظف ".
وفعليا يعني ذلك ضم مئات العاملين إلى جيش البطالة التي تصل إلى أكثر من 50% في القطاع.
وأكد أن مبيعات المول تراجعت عن قبل قرار الخامسة بنحو 50%، مبينا أنه منذ إجراءات كورونا في 25 أغسطس الماضي تراجع حجم البيع إلى حوالي 30%.
وقال: "فقدنا 70% من المتسوقين.. نحن مضطرون للالتزام بالإجراءات والقرارات لكن هذا يدمر السوق".
وبيّن أن اليوم الأول للإجراءات الجديدة دخل عليهم حوالي 100 زبون لحد الساعة الرابعة والنصف مساء، بينما قبل قرار الإغلاق الأخير كان المول يستقبل حوالي ألف زبون، وفي ساعتي الذروة يكون نحو 850 إلى 900 زبون فقط.
وأضاف "كل هؤلاء فقدوا اليوم وهذا يكبدنا خسائر باهظة من جهة الارباح ومن جهة كساد السلع ما يؤدي لانتهاء مدى صلاحية كثير من السلع وهذا يشكل عبء كبير علينا."
وفي 24 أغسطس/آب الماضي فرض حظر تجول شامل في قطاع غزة استمر عدة أسابيع بعد تسجيل أول إصابات بكورونا في المجتمع المحلي، ولاحقا رفع الحظر نهارا وبقي مفروضا حتى الآن من الساعة 8:00 مساء، قبل أن يأتي القرار الجديد بالإغلاق من الساعة 5:00 مساء.
دمار للمنشآت السياحية
وتحذر إيمان عواد، نائب رئيس الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق السياحية، من التداعيات الكبيرة للقرار على عمل المطاعم والفنادق، مشيرة إلى أن الناس تتجه للفنادق في ساعات المساء ولذلك قرار إغلاق المنشآت على الخامسة سيترك كل التأثير على المنشآت السياحية بقطاع غزة.
وأكدت عواد لـ"العين الإخبارية" أنه حتى الفتح للساعة 8 مساءا ما كانت تخدم القطاع السياحي، منبهة إلى أن الإيرادات اليوم لا تصل ربع ما كان يدخل قبل كورونا على سوء تلك المرحلة السابقة أيضا.
وقالت: "نسبة إقبال المواطنين ضعيف جدا على المنشآت السياحية (مطاعم مقاهي، فنادق) وكل يوم تسجل 830 منشأة سياحية في غزة خسائر بآلاف الدولارات.
وأضافت "نحن تواصلنا مع الجهات في غزة ودعوناها لإعادة النظر في قرار الإغلاق على الخامسة لأن المنشآت السياحية يبدأ عملها من الخامسة مساء وليس من قبل"..
قرار مدمر
ويصف علي الحايك، نائب رئيس الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية، قرار الإغلاق عند الساعة الخامسة مساءً بأنه "مدمر".
وقال الحايك: إن قرار إغلاق المحال التجارية المسائي سوف يتسبب في موت وتدمير ما تبقى من اقتصاد في قطاع غزه، وسيعجل في إنهاء القطاع التجاري والصناعي والسياحي.
تخبط وفقدان سيطرة
ويشكك نشطاء وخبراء، في جدوى قرار الإغلاق المسائي، في ظل الازدحامات الموجودة مع عودة الحياة إلى شبه طبيعتها في الفترة الصباحية.
وتساءل الناشط جمال سعيد: "هل بني قرار الإغلاق من الخامسة مساءا على دراسة بأن الارتفاع في أعداد الإصابات جاء في الفترات المسائية؟".
وتساءل سعيد، وهو خبير تنمية، في حديثه لـ"العين الإخبارية" عن جدوى القرار، في ظل السماح بانتظام الدراسة لجميع الفصول بما فيها رياض الأطفال، والحركة النشطة في الأسواق في ساعات الصباح؟.
ورأى أن الأمر يتعلق بحالة من التخبط بعد فقدان السيطرة على الأمور مع تفشي فيروس كورونا بشكل واسع في القطاع.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز