انضمام بدون «فيتو».. حيلة تفتح نافذة لأوكرانيا بالاتحاد الأوروبي

يعد توسيع الاتحاد الأوروبي والسماح بانضمام دول جديدة أحد القضايا الخلافية الشائكة، خاصة في ظل معارضة مجرية قوية.
وربما تنضم دول جديدة إلى الاتحاد الأوروبي، لكن دون حقوق تصويت كاملة، في خطوة قد تجعل قادة مثل فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، أكثر تقبلا لانضمام أوكرانيا إلى التكتل.
ولا يزال اقتراح تغيير قواعد عضوية الاتحاد الأوروبي في مراحله الأولى، ويحتاج إلى موافقة جميع الدول، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، نقلا عن ثلاثة دبلوماسيين أوروبيين ومسؤول أوروبي مطلع على المناقشات.
وتُعد هذه الفكرة أحدث محاولة من جانب الحكومات المؤيدة لتوسيع الاتحاد الأوروبي، مثل النمسا والسويد، لإحياء عملية انضمام دول جديدة، والتي تعرقلها حاليًا المجر وبعض الدول الأخرى، وسط المخاوف من منافسة غير مرغوب فيها للأسواق المحلية أو تعريض المصالح الأمنية للخطر.
وكان الاتحاد الأوروبي قد جعل من التوسع أولوية استراتيجية في مواجهة روسيا، لكن المساعي لزيادة عدد أعضاء دول التكتل من ٢٧ دولة حاليًا إلى ما يصل إلى ٣٠ دولة خلال العقد المقبل، تكشف عن الانقسامات الداخلية في أوروبا.
وقال أنطون هوفرايتر، رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان الألماني (البوندستاغ): «يجب إلزام الأعضاء المستقبليين بالتنازل عن حق النقض (الفيتو)، حتى يتم تطبيق إصلاحات مؤسسية رئيسية، مثل تطبيق نظام التصويت بالأغلبية في معظم مجالات السياسة».
ومن المنتظر أن تسمح هذه المبادرة للدول التي تسير حاليًا على طريق العضوية، مثل أوكرانيا ومولدوفا والجبل الأسود، بالتمتع بالعديد من مزايا عضوية الاتحاد الأوروبي، ولكن دون حق النقض، الذي اعتبرته حكومات الاتحاد الأوروبي دائمًا الأداة المثلى لمنع سياسات الاتحاد الأوروبي التي لا تروق لها.
وحاليا تجرى مناقشة الاقتراح بشكل غير رسمي بين دول الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، وفقًا للمصادر.
وأوضحت المصادر أن الفكرة وراء المقترح تكمن في أن ضم دول جديدة لا تتمتع بحق النقض، على الأقل في بداية عضويتها، سيسمح لها بالانضمام بشروط أكثر مرونة، دون الحاجة إلى مراجعة شاملة للمعاهدات الأساسية للاتحاد الأوروبي.
في وقت سابق، أصر قادة الاتحاد الأوروبي على ضرورة إجراء إصلاح شامل من هذا النوع قبل أن يتمكن الاتحاد من قبول أعضاء جدد مثل أوكرانيا، مما سلط الضوء على خطر تزايد الجمود في بروكسل.
ومع ذلك، واجهت محاولات إلغاء حق النقض (الفيتو) للأعضاء الحاليين في الاتحاد الأوروبي معارضة شديدة، ليس فقط من المجر، بل أيضا من فرنسا وهولندا.
وقال هوفرايتر إن خطة انضمامِ أعضاء جدد دون حقوق تصويت كاملة «ستضمن قدرتنا على العمل حتى في ظل اتحاد أوروبي موسع»، مضيفا أنه: «من خلال المناقشات مع ممثلي دول غرب البلقان، أتلقى إشارات واضحة بأن هذا النهج يعد بناء وقابل للتطبيق».
وتتزامن هذه التحركات مع تزايد الإحباط لدى دول أوروبا الشرقية وغرب البلقان المرشحة للانضمام، والتي أجرت إصلاحاتٍ داخلية واسعةَ النطاق، لكنها لم تقترب مع ذلك من عضوية الاتحاد الأوروبي رغم مرور سنوات على تقديم طلبها.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز