"تايمز": طائرة إيران "كوثر" من الخمسينيات وتثير السخرية
خبراء عسكريون شككوا في مزاعم نظام الملالي بشأن الإعلان عما وصفها بأنها أول طائرة مقاتلة محلية الصنع وكشفوا عن أنها طائرة أمريكية قديمة.
شكك خبراء عسكريون في إعلان نظام ملالي إيران تصنيع أول طائرة مقاتلة محلية، وكشفوا أنها إحدى الطائرات الحربية الأمريكية التي بيعت إلى الشاه قبل نصف قرن.
وفي تقرير نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية على موقعها الإلكتروني، قالت إن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، ظهر على شاشة التلفزيون الرسمي جالسا في قمرة قيادة طائرة "كوثر" في عباءته السوداء، وهو يحدق باهتمام في أجهزة التحكم.
وادّعى روحاني، أن الطائرة كانت جزءا من ردع إيران ضد الولايات المتحدة الأمريكية المولعة بالحرب.
وسارع المحللون على الفور في التشكيك في المزاعم وتساءلوا بشأن جدوى الطائرة في ردع القوة العسكرية الأمريكية؟
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلافا للمقاتلة الشبح التي تدعي إيران أنها على وشك إنتاجها منذ سنوات، يبدو أن الطائرة المعروضة يتعذر تمييزها عن المقاتلة الأمريكية التي يعود تاريخها إلى حقبة الخمسينيات، وبيعت منها العشرات إلى نظام الشاه.
من جانبه، قال جون سنيلر، رئيس قسم الطيران في شركة "جين" للاستشارات الدفاعية، إنه تبدو طائرة طراز "إف-5إف" ذات المقعدين، وهي طائرة تدريب أنتجتها شركة "نورثروب" الأمريكية، واشترى نظام الشاه أول طائرة من طراز "إف-5إف".
وأوضح في تصريح للصحيفة، أن "البنية الأساسية وتصميم قمرة القيادة يشبه إف-5إف"، لافتا إلى أن "إيران اشترت 68 طائرة من طراز إف-5 قبل 1979".
ولفتت "تايمز" إلى أنه لطالما كان عمر طائرات سلاح الجو الإيراني نقطة مؤلمة بالنسبة للنظام، فبعد أن اشترى مئات الطائرات أثناء فترة الشاه، حُرم من قطع الغيار ومهندسي الصيانة ذوي الخبرة بعد عام 1979، وتمكن من إبقاء الطائرات في الهواء، ولكنه لم يتمكن من استبدالها.
وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها إيران إلى الخداع بشأن أنواع أسلحة جديدة، ففي عام 2013، كشف الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد عن نموذج أولي لطائرة مقاتلة شبح، "قاهر 313"، ما أثار سخرية محللين وصفوها بأنها نموذج معطل، حتى لو كان حقيقيا، ولا يمكنه القيام برحلات جوية.
غير أنه، وفقا للصحيفة، واصلت وسائل الإعلام التابعة لنظام الملالي الادعاء بأن "قاهر 313" قيد التطوير، وعندما تم الإعلان عن أنه سيتم كشف النقاب عن طائرة جديدة هذا الأسبوع، كان من المفترض أن يكون هذا النموذج.
وبدوره قال باباك تجفاي، وهو صحفي إيراني في المنفى، إنه أبلغ أن الطائرة تم إنتاجها جزئيا "بالهندسة العكسية"، وهي نسخة محلية لكن بنسبة 70% من النسخة الأصلية.
بدوره أوضح ديفيد سينسيوتي، رئيس تحرير مدونة "أفييشنيست"، أنه: "يبدو أن الطائرة هي بالأساس إف-5إف بإلكترونيات طيران محدثة"، وأشار إلى أنها:" طائرة عفا عليها الزمن مع بعض الأدوات الرقمية".
وأيد هذا التقييم، وافق جيرمي بيني، محرر الشرق الأوسط في مجلة "جينز ديفنس ويكلي"، وقال "لا يوجد جديد هنا".
بدورها، سخرت واشنطن من ادعاء إيران بشأن المقاتلة، وقال فريق التواصل الإلكتروني في وزارة الخارجية الأمريكية، على "تويتر": "كشف النظام الإيراني عن طائرة مقاتلة جديدة، قال إنها متطورة وإنها صناعة محلية".
وأضاف: "يبدو أن مسؤولي النظام ليسوا على دراية كافية بمدى تطور صناعة الطيران. فطائرتهم تشبه إلى حد كبير مقاتلة أنتجتها الولايات المتحدة قبل عقود، ولدى إيران أسطول قديم منها. لكن الخداع هو وسيلتهم المفضلة".