كشف حساب روحاني في 5 سنوات.. خيبة أمل دولية وفشل داخلي
5 سنوات قضاها حسن روحاني في الحكم خسر فيها كل رهاناته وأوراقه، ولم يفِ للشعب الإيراني بأي شيء مما وعد به فأصبح على شفا الانهيار.
"خيبات أمل دولية، وفشل على صعيد الحقوق المدنية، وانهيار اقتصادي".. هذا ما جناه نظام الملالي بعد 5 سنوات قضاها حسن روحاني رئيسا لإيران، خسر فيها كل رهاناته وأوراقه، ولم يفِ للشعب الإيراني بأي شيء مما وعد به فأصبح نظامه على شفا الانهيار.
راهن روحاني على الاتفاق النووي المبرم عام 2015 في مايو/أيار، فأصبح في حكم المعدم بعد أن انسحبت منه الولايات المتحدة الأمريكية واقتربت غالبية الدول الموقعة على الاتفاق من الاقتناع بعدم جدواه، فهو لم يمنع إيران من تطوير برنامجها النووي ولا أنظمة الصواريخ الباليستية، كما لم يكف إرهابها عن محيطها العربي.
وعلى إثر ذلك تراجعت شعبية روحاني بشكل غير مسبوق وبدا دون أي غطاء يحميه.
ومرت الذكرى الخامسة لتنصيب روحاني كرئيس لأول مرة، الجمعة الماضي، دون أي مظاهر احتفال، وذلك في ظل أزمة اقتصادية تعيشها إيران، وعقوبات أمريكية جديدة مرتقبة بعد أيام.
وقال صحفي في التلفزيون الإيراني الرسمي، في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "مشكلة روحاني تتمثل في عدم امتلاكه خطة بديلة".
وأضاف: "في الواقع، كان جذب الاستثمارات هو خطته الأولى والثانية والثالثة والرابعة. والآن أصبح الرئيس العاجز".
انهيار اقتصادي وفساد
لم تجرَ الأمور في إيران كما كان يرغب فيها روحاني، حتى عندما كان الاتفاق النووي ساريا، وظل الاقتصاد الإيراني في تدهور مستمر.
وكان روحاني حدد هدفا لجذب استثمارات قيمتها 50 مليار دولار في غضون العام الأول من التوقيع على الاتفاق، لكن لم يتم استثمار إلا 3,4 مليار دولار، وفق إحصائيات البنك الدولي في ظل استمرار تخوف الشركات الأجنبية والمصارف من العمل في إيران.
وفي إطار مكافحة الفساد، لم تبذل الحكومة الكثير لمكافحة الفساد والدين المتراكم الذي ضرب النظام المصرفي الإيراني، أو معدل البطالة الضخم خاصة في أوساط الشباب.
ووفقا لما سمي "مقياس روحاني" الذي أسسته مجموعة تقنية تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، لم يحقق النظام الإيراني بحلول الذكرى الخامسة لتوليه الرئاسة إلا 20% مما تعهد به خلال الانتخابات.
خيبات أمل أنصار روحاني
أصابت كثرة الوعود التي لم تتحقق أنصار روحاني "بخيبات أمل ونفور"، وللمرة الأولى، سيستدعى البرلمان روحاني للمثول أمامه الشهر المقبل لتوضيح خطته لإنقاذ الاقتصاد.
وقال رئيس غرفة تجارة طهران السابق محمد رضا بهزاديان: "لديه أصدقاء في الحكومة لكن ليس في أي مكان آخر".
فشل على صعيد الحقوق المدنية
كشف سجل روحاني المرتبط بالحقوق المدنية أكثر نقاط ضعفه، وتعارض فشله في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومنع حجب تطبيق الرسائل الأكثر شعبية في إيران (تليجرام)، مع الوعود التي أطلقها خلال حملة إعادة انتخابه العام الماضي.
وفي تعليقات تعكس المزاج السائد في أوساط الشباب، قال مصور فوتوغرافي في طهران يبلغ من العمر 21 عاما ويدعى آراش إن "كل رئيس يقدم نفس الوعود بإعادة الأمل. لكن فور انتخابهم لا يقومون بشيء. لو جرت (الانتخابات) مجددا، فلن أصوت لروحاني ولا لغيره".
وأشار دبلوماسي غربي إلى أن "روحاني اختار عدم الدخول في سجالات المواجهة عندما كان بإمكانه القيام بذلك".
وأضاف: "كان بإمكانه استغلال فترته الرئاسية للضغط بشأن مسائل على غرار تليجرام لكنه لم يفعل ذلك. واكتفى بالتحدث لصالح الاحتجاجات بشأن الحجاب (...) ودعم بضعف نشطاء البيئة عندما اعتقلوا".
معارضة من المحافظين
لم يحظَ روحاني بأي تعاطف في أوساط المحافظين الذين اتهموه بتجاهل الفقراء.
وفي مدينة مشهد، اتهم رجال دين الرئيس بإحاطة نفسه بأشخاص "لا يأبهون بمشاكل الناس" وبحوزتهم "جوازي سفر ويرسلون أفراد عائلاتهم إلى الخارج".
وأكد المحلل المختص بالشأن الإيراني لدى معهد "كاربو" للأبحاث في ألمانيا عدنان طبطبائي أن الجميع يدرك أن لدى روحاني "مشكلة كبيرة على مستوى الشعبية".
وتضرب الشارع الإيراني موجة من الغضب ضد نظام الملالي؛ بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، التي تجلت في انهيار العملة المحلية أمام الدولار الذي تخطت قيمته الـ9000 تومان إيراني، وهو ما دفع الإيرانيين إلى الخروج في احتجاجات واسعة.
وانطلقت الاحتجاجات والإضرابات من قلب العاصمة الإيرانية طهران، وامتدت إلى 7 مدن إيرانية أخرى، وهي: بندر عباس ومشهد والأحواز وشهريار وعبدان وكرج وجزيرة قسم، وسط تعتيم من إعلام رسمي وقمع للمحتجين، بلغ حد تحطيم أبواب المحال المغلقة لإجبار أصحابها على العودة إلى العمل مرة أخرى.
ولم يغفل المتظاهرون الإيرانيون الدور التخريبي للنظام الإيراني، وتحديدا في سوريا واليمن، ودعم الجماعات والمليشيات الإرهابية، وتأثير هذه السياسات على الأوضاع المعيشية المتردية الداخلية، في عودة لمشهد انتفاضة يناير الماضي، التي كادت تسقط النظام الإيراني.
وردد المحتجون هتافات مثل "اتركوا سوريا.. اهتموا بأمرنا"، و"الموت للغلاء"، وسط اشتباكات مع المحتجين، وإغلاق عدة شوارع رئيسية في طهران؛ لمنع تقدمهم ناحية المؤسسات الحكومية مثل البرلمان، ومقر الحكومة الإيرانية.