ترامب وماكرون.. الضحكات تفشل في ترميم «شرخ الأطلسي»

رغم الضحكات والإشادات المتبادلة، عكست قمة دونالد ترامب، وإيمانويل ماكرون، في البيت الأبيض، انقسامات هيكلية أكثر ما أحدثت تقاربا.
وهذا أول لقاء بين الرئيسين، منذ تنصيب ترامب في العشرين من الشهر الماضي.
ولكن على الرغم من كل العناق والمصافحات، لم يتمكنا من إخفاء الخلاف المتزايد بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن حرب أوكرانيا، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "نيويورك تايمز".
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيسين ظهرا عازمين على تجنب القطيعة المفتوحة حيث تبادلا المجاملات خلال اجتماع ودي في البيت الأبيض. لكنهما اختلفا بشكل كبير بشأن أسباب الحرب ودور كل جانب في الصراع وحله المحتمل.
من هو "الديكتاتور"؟
وخلال اللقاء، رفض ترامب الإشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتباره "ديكتاتورا"، بعد أن وصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمصطلح نفسه، الأسبوع الماضي.
وعن المساعدات الأوروبية لأوكرانيا، قال ترامب إن القارة "تقرض المال لكييف، ومن ثم تستعيده.
وفي هذه الجزئية، سرعان ما تدخل ماكرون متحدثا باللغة الإنجليزية بعد أن كان يدير اللقاء بالفرنسية عبر مترجم، وقال "لا، في الواقع، بصراحة، لقد دفعنا - دفعنا 60 في المائة من إجمالي الجهد. وكان ذلك عبر قروض وضمانات ومنح، وقد قدمنا أموالا حقيقية، لكي نكون واضحين."
وهنا، ارتسمت على وجه ترامب ابتسامة بدت "متشككة"، وقال "إذا كنت تعتقد ذلك، فلا بأس بالنسبة لي".
وحول المتسبب بالحرب في أوكرانيا، اعتبر ماكرون أن روسيا هي المسؤولة عن ذلك.
هل يزور ترامب روسيا؟
في سياق متصل، تطرق ترامب إلى جهوده للتفاوض على السلام مع بوتين.
وقال: "أعتقد أنه تم إحراز الكثير من التقدم. لقد أجرينا بعض المحادثات الجيدة للغاية مع روسيا ومع الآخرين، ونحاول إنهاء الحرب بين موسكو وكييف".
ولفت إلى أن المحادثات التي بدأها مع بوتين يمكن أن تنهي الحرب ”في غضون أسابيع، إذا كنا أذكياء“، مستدركا ”إذا لم نكن أذكياء، ستستمر الحرب وسنخسر شبابا جميلين“.
وأضاف أنه قد يذهب إلى موسكو إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام، وهو ما توقع حدوثه في غضون أسابيع.
وفي حال تحققت تلك الزيارة، سيكون ترامب أول رئيس أمريكي يزور روسيا منذ أكثر من عقد من الزمن، وسيعتبر ذلك بمثابة "هدية لبوتين، الذي يواجه مذكرة توقيف دولية" وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
توقيت ملتهب
وجاء لقاء ترامب وماكرون، في وقت يتزايد فيه التوتر حول مستقبل حلف شمال الأطلسي ومحادثات السلام مع روسيا التي همشت القادة الأوكرانيين والأوروبيين.
بل حشد ماكرون، الزعماء الأوروبيين وزعماء عالميين في قمتين بباريس الأسبوع الماضي، لصياغة استراتيجية في الوقت الذي يبدو فيه أن الولايات المتحدة تحوّل اهتمامها من أوروبا إلى روسيا.
ثم سارع الرئيس الفرنسي الذي يبرز كقائد لأوروبا في الوقت الحالي، إلى واشنطن للقاء ترامب شخصيًا.
كما يأتي في الوقت الذي انقسمت فيه الولايات المتحدة وفرنسا بشكل حاد في الأمم المتحدة بشأن قرار يدين روسيا.
وبينما انحازت أوروبا إلى جانب أوكرانيا، عارضت إدارة ترامب إلى جانب روسيا وكوريا الشمالية وبيلاروسيا، مما وضع الولايات المتحدة في معسكر نادرا ما كانت فيه على مدار تاريخ الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTQ5LjI0Mi43NSA= جزيرة ام اند امز