«ترامب غيّر قواعد اللعبة».. ماكرون يتوقع موعد نهاية حرب أوكرانيا

كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مستقبل الحرب في أوكرانيا، والعلاقات الأمريكية-الأوروبية، والتحديات الاقتصادية والدفاعية في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، لم تتجاوز 20 دقيقة، جاءت عقب زيارته للبيت الأبيض، سعى ماكرون إلى تهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وأوروبا، خاصة بعد انتقادات ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأكد ماكرون خلال اللقاء أهمية تحقيق سلام مستدام في أوكرانيا، لكنه حذر من أن «القرارات المتسرعة التي قد تؤدي إلى نتائج غير محسوبة».
«خلال أسابيع»
وأعلن ماكرون، الإثنين، أنّه من الممكن التوصل إلى «هدنة» في أوكرانيا «في الأسابيع المقبلة».
وقال في مقابلته مع «فوكس نيوز»، إن «اللقاء مع ترامب ركّز بشكل كبير على بحث الحرب في أوكرانيا».
وأضاف: «أولًا، نحن بحاجة إلى هدنة. أعتقد أنه يمكن التوصل إليها في الأسابيع المقبلة».
وأشار إلى أن الجهود الدبلوماسية مستمرة لإيجاد مخرج للنزاع، مؤكدًا أن «فرنسا ملتزمة بدعم أي مبادرة تهدف إلى تحقيق السلام، شرط أن تكون مستدامة وعادلة لجميع الأطراف».
ترامب «يغير قواعد اللعبة»
أعرب ماكرون عن عدم تفاجئه بفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مشيرًا إلى ما وصفه بـ«الهجوم الرهيب» الذي تعرض له ترامب خلال حملته الانتخابية في ولاية بنسلفانيا.
وقال ماكرون: «أنا أعرف الرجل. أحيانًا نتفق، وأحيانًا نختلف، لكن دائمًا لدينا نقاش صريح وقوي».
واعترف ماكرون بأن عودة ترامب إلى البيت الأبيض تمثل نقطة تحول في الحرب بأوكرانيا، مشيرًا إلى أن «أمريكا تمتلك قدرة ردع هائلة» قد تؤثر بشكل كبير على مستقبل الصراع.
لكنه حذر في الوقت ذاته من أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون مدروسًا بعناية، لافتًا إلى أن روسيا انتهكت اتفاقيات هدنة سابقة دون رد قوي من الغرب، وفق قوله.
وأضاف ماكرون أن آخر لقاء جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي كان في باريس عام 2019، في إشارة إلى أهمية الدبلوماسية في إنهاء النزاع المستمر.
زيلينسكي «قائد شجاع»
وعند سؤاله عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، امتنع ماكرون عن تقديم نصائح مباشرة له حول كيفية التعامل مع ترامب، لكنه وصفه بأنه «قائد شجاع يتمتع بقدرات قيادية استثنائية».
وأضاف: «قبل 3 سنوات، هل كان أحد يتوقع أن تصمد أوكرانيا كما فعلت؟ لقد قاموا بعمل مذهل، ودفعوا حتى السويد وفنلندا إلى الانضمام إلى الناتو».
وأكد ماكرون أن «المجتمع الدولي يجب أن يركز على تحقيق سلام دائم في أوكرانيا، وليس مجرد وقف مؤقت لإطلاق النار»، مشددًا على «أهمية التزام الحلفاء بمواصلة دعم كييف في مواجهة التحديات».
مقترح فرنسي-بريطاني
وكشف ماكرون عن مقترح مشترك بين فرنسا وبريطانيا لنشر قوات في أوكرانيا.
وأشار إلى أن هذه القوات لن تكون على الخطوط الأمامية، ولكن في مواقع استراتيجية لضمان الاستقرار وتعزيز مصداقية التحالفات الدولية.
كما شدد على أهمية مشاركة أمريكا في تأمين موارد أوكرانيا الطبيعية، مثل المعادن النادرة، معتبرًا ذلك «رمزًا للالتزام المشترك بين الحلفاء».
زيادة الإنفاق الدفاعي
وأكد ماكرون أن فرنسا عازمة على زيادة إنفاقها الدفاعي، موضحًا أن هذا القرار ليس استجابة لمطالب ترامب، بل يأتي في إطار مواجهة التهديدات الروسية المتزايدة.
وأشار إلى أن روسيا تخصص 10% من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري، كما تواصل تنفيذ هجمات إلكترونية أسبوعية ضد الدول الغربية.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي سيعلن قريبًا عن تمويل جديد لتعزيز أمن القارة، مشددًا على ضرورة أن تتحمل أوروبا مسؤولية أكبر في الدفاع عن نفسها، بدلاً من الاعتماد الكامل على واشنطن.
«حرب على جبهتين»
واعتبر ماكرون أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تخوض في آنٍ واحد حربًا تجارية مع كل من الصين وأوروبا، في إشارة إلى التهديدات التي أطلقها ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة.
وقال ماكرون: «لا يمكنك أن تخوض حربًا تجارية مع الصين وأوروبا في آنٍ معًا».
وأشار إلى أن فرض رسوم جمركية على الواردات الأوروبية سيؤثر سلبًا على العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، داعيًا إلى إيجاد حلول متوازنة تضمن المصالح المشتركة دون تصعيد النزاعات التجارية.
واختتم ماكرون حديثه بشكر البيت الأبيض على حسن الضيافة، مشيدًا بـ«قيادة الرئيس الأمريكي»، دون الخوض في تفاصيل الاتفاقات التي تمت مناقشتها.
aXA6IDE4LjIxNi4yNDAuMjAxIA== جزيرة ام اند امز