متحف نجيب محفوظ.. وعد بالافتتاح بعد طول انتظار
وزارة الثقافة المصرية أعلنت عزمها افتتاح متحف نجيب محفوظ خلال الشهر الجاري، وهو الافتتاح الذي كان مرتقبا منذ وفاة الأديب الكبير في 2006
قبل أيام، ومع اقتراب الذكرى الـ11 من ميلاد الأديب المصري نجيب محفوظ، كان وزير الثقافة الكاتب الصحفي حلمي النمنم بصحبة عدد من المسؤولين الثقافيين في مصر، وعدد من المسؤولين عن تنفيذ مشروع متحف نجيب محفوظ، متجهين صوب تكيّة محمد بك أبو الدهب، للوقوف على ما تم إنجازة من متحف الأديب الراحل، موجّهين جميع القائمين على العمل بأهمية افتتاحه قبل نهاية الشهر الجاري.
وخلال الزيارة أكد النمنم أنه سيتم افتتاح جزئي للمتحف خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث يجري حاليا الانتهاء من التجهيزات الخاصة بمكتبة نجيب محفوظ، وخلال الشهور القليلة المقبلة سيتم الانتهاء من قاعات العرض، لتصبح جاهزة أمام الجمهور.
تكية أبو الدهب
منذ وفاة أديب نوبل في ٢٠٠٦ والمتحف معطّل ولم يتم افتتاحه، خاصة بعدما طالب عدد كبير من الأدباء والمثقفين بضرورة تخصيص متحف يخلد ذكرى الأديب الكبير، ليقوم عندها وزير الثقافة الأسبق الدكتور فاروق حسني بإصدار قرار وزاري حمل رقم ٨٠٤ لسنة ٢٠٠٦ بتخصيص تكيّة محمد أبو الدهب بجامع محمد أبو الدهب أثر ٦٨ لتنفيذ المتحف.
سيضم المتحف مقتنيات الراحل الشخصية، ومكتبة تضم مؤلفات الأديب بالعربية وترجمتها بالإنجليزية، ومكتبة للإعارة الخارجية، وقاعات للعرض السينمائي، ولعقد الصالونات الثقافية، وعدد من الفصول والقاعات لدراسة السيناريو، وقاعات لعرض الندوات والمؤتمرات، وقاعة جاليري، ومكتبة للتسجيلات الفنية، وكافيتريا مكشوفة، وقاعة سمع بصرية.
أقرب وقت
في الوقت نفسه أكد رئيس صندوق التنمية الثقافية الدكتور فتحي عبد الوهاب، خلال الزيارة، أنّ المتحف سيكون جاهزا بالفعل للافتتاح خلال أقرب وقت، وأنهم يقومون بتعليمات وزير الثقافة على أكمل وجه، منوهًا بأنّه على تواصل مستمر بشركة المقاولون العرب المسؤولة عن تنفيذ الموضوع هندسيا، ومعها وزارة الآثار للوقوف على العقبات التي تواجههم لمحاولة حلها وتذليلها.
تم اختيار تكيّة أبو الدهب لعمل المتحف نظرًا لقربها من منزل الأديب الراحل نجيب محفوظ الذي ولد به في حي الجمالية بالقاهرة، بخلاف أن تلك المنطقة هي التي استوحى منها الأديب الراحل غالبية رواياته والأماكن الروائية الموجودة فيها.
في الوقت نفسه، كشفت المشرف العام على شؤون المناطق بالقاهرة التاريخية رحاب يحيى عن أن هناك صهريج مياه عبارة عن خزان تحت الأرض، يخدم المنشآت طوال العام، منوهة بأنّه تم العثور عليه خلال عمل المصاعد.
وتابعت يحيى خلال بيان صحفي، أنّ الاكتشاف الجديد من الصعب أن يعوق افتتاح المتحف على الإطلاق؛ لأنهم استطاعوا أن يتغلبوا عليه ويمضون قدما نحو ما يسعون من أعمال واكتشافات جليّة.
احتفالية
من المقرر أن تكون هناك احتفالية كبرى العام المقبل، بمناسبة مرور ٣٠ عاما على حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، وحينها سيتم عمل احتفالية كبرى في المتحف الجديد، بمشاركة وزارة الثقافة، وستتم دعوة عدد كبير من الكتّاب والمثقفين في شتى بقاع العالم.
يقول الدكتور عزت أحمد مساعد رئيس قطاع الآثار، إن متحف نجيب محفوظ له أهمية كبرى، وإنهم يولونه تركيزا شديد حتى يتم تنفيذه بشكل جيد خلال الفترة المقبلة، وافتتاحه خلال أيام بشكل جزئي، كما أعلن ذلك وزير الثقافة.
وتابع أحمد في تصريحات خاصة لـ"بوابة العين"، أن المتحف يتم تشكليه على أفضل طراز عالمي، غير أن ما منع الوزارة من وضع رؤية معينة للتنفيذ هو قِدم المكان الذي يُقام فيه المتحف، ليكون غير مناسب لذلك التصوّر.
وعبّر مساعد رئيس قطاع الآثار عن سعادته، مما تم تنفيذه على أرض الواقع، فالجميع يسابق الزمن لتنفيذ المشروع على أكمل وجه، وبشكل يناسب أهمية الأديب العالمي الراحل.
من بين الأسباب التي أدت إلى تأخر افتتاح متحف نجيب محفوظ حتى الآن، اعتراض وزارة الآثار على بعض الأعمال التي تمت خلال الفترة الماضية من التجهيز المتحفي، خاصة أنها لا تتناسب مع مبنى أثري يعود تاريخه إلى عام ١١٨٧.
مساءلة برلمانية
كان الروائي وعضو اللجنة الثقافية في البرلمان المصري يوسف القعيد، قد أكد في وقت سابق، أن إرجاء افتتاح متحف نجيب محفوظ مأساة متكاملة الأركان، متمنيًا أن يتم الافتتاح من قِبل رئيس الجمهورية شخصيًا، قبيل شهور من الذكرى الثلاثين لحصول محفوظ على نوبل.
وأوضح صديق الأديب العالمي، أنّه سيتقدم بطلب إحاطة للبرلمان المصري، للوقوف على سبب تأخر افتتاح المتحف، على الرغم من الوعود المتتالية بالانتهاء من المتحف الذي أعلنت وزارة الثقافة تنفيذه منذ ١١ عامًا.