"دافوس الصحراء".. خريطة جديدة لمستقبل الاستثمار العالمي في السعودية
خبراء يؤكدون إن مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" سيحمل خريطة جديدة للاستثمارات بالمنطقة العربية.
قال رجال اقتصاد وأكاديميون في سوق المال، إن مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار"، الذي سينطلق غدا الثلاثاء، بالمملكة العربية السعودية حتى 25 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، سيحمل خريطة جديدة للاستثمارات بالمنطقة العربية، في ظل المنافسة القوية القائمة من كبرى الشركات والكيانات الاقتصادية الدولية، ما بين الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا ودول آسيا، موضحين أن المؤتمر يستهدف مواصلة استكشاف الاتجاهات والفرص، التي ستسهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة بالمملكة، وبناء شبكة تضم أهم الأطراف المؤثرين في الساحة العالمية.
وأكد اقتصاديون سعوديون ومصريون، في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية"، أن المشروعات المطروحة في المؤتمر أغلبها في قطاعات تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحيوية في السياحة، والاستجمام والاستثمار في الابتكار وريادة الأعمال والتحول الرقمي، مع التركيز على مشروعات بكيانات عالمية تفتح مجالاً ضخماً في صناعة وسوق البتروكيماويات، وصناعات لها علاقة بالنفط، فضلاً عن الخدمات والتجارة البينية.
وقال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، الدكتور عبد الله بن أحمد المغلوث، إن أهمية مبادرة مستقبل الاستثمار في المملكة، تكمن في المستقبل الاقتصادي، تماشياً مع رؤية 2030 والتي تؤكد أن المستقبل للاستثمارات التي تأتي بنسبة أكبر من القطاع الخاص، تشجيعاً للمبادرين في الأعمال القائمة على التوسع والاستثمار، وجذب الاستثمارات الخارجية، وبمشاركة أكثر من 150 متحدثاً يمثلون أكثر من 140 مؤسسة مختلفة، يجسد سعي المملكة لتنويع مصادر الدخل، من خلال تبادل الخبرات مع المستثمرين والشركات الكبيرة، وتعتبر مبادرة مستقبل الاستثمار من المبادرات المهمة، التي ترتكز على استكشاف الفرص والتحديات الاستثمارية والقطاعات الناشئة، التي تسهم في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد والاستثمار في العالم، خلال العقود المقبلة، من خلال تجمع دولي يضم الكفاءات والخبرات الاستثمارية الرائدة في العالم، ما يعزز كفاءة مخرجاته، لا سيما أن المنتدى الأول الذي عقد العام الماضي، قد أطلق فيه مشروع "نيوم".
وأكد "المغلوث"، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن هذا المنتدى قادر على طرح تصور للاستثمارات العالمية، خاصة مع المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية المؤثرة في الاستثمار، حيث سيسلط برنامج المؤتمر الضوء على دور الاستثمار في تحفيز فرص النمو وتعزيز الابتكار، إضافة إلى مواجهة التحديات العالمية، وستجمع المبادرة لهذا العام مجموعة من القادة والمستثمرين والمبتكرين العالميين، لمناقشة دور الشركات والحكومات والمؤسسات العالمية في العمل معاً لتحقيق النمو والازدهار على المدى البعيد.
وتابع: "هدف المؤتمر الاطلاع على الخبرات العالمية، وإمكانية عقد شراكات استثمارية، من خلال اكتشاف الفرص المساهمة في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد السعودي، وتسعى المبادرة في هذا العام إلى مواصلة استكشاف الاتجاهات والفرص، التي ستسهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة، وبناء شبكة تضم أهم الأطراف المؤثرين في الساحة العالمية، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الناشئة، التي ستساهم في رسم مستقبل الاقتصاد العالمي، خلال العقود المقبلة، وجذب الاستثمارات ودخول رؤوس أموال جديدة، وتبادل الصفقات بين المستثمرين والشركات الكبيرة".
وقال أستاذ الاقتصاد السياسي، في جامعة القاهرة، د. كريم العمدة، إن نجاح المؤتمر محتوم، ولن يخضع لأية تأثيرات من هنا أو هناك، لأن وراءه دولة هي صاحبة رابع أكبر احتياطي نقدي في العالم، ودولة متحكمة في سوق البترول عالمياً، مجالها مفتوح باستمرار، وأعلنت في صدارة عملها الاستثماري مخطط "نيوم"، الذي لن يكون مشروعاً عادياً، وينافس على الاستثمار فيه أكبر الكيانات الاقتصادية العالمية، وسيستخدم فيه التكنولوجيا الحيوية والابتكار في الترفيه، موضحاً أن المصالح الاقتصادية صاحبة الكلمة العليا في المؤتمر.
- خبيران : "دافوس الصحراء" يؤكد مكانة الاقتصاد السعودي عالميا
- شركات عالمية تؤكد حضورها مؤتمر "دافوس الصحراء" بالرياض
ولفت "العمدة" في تصريحات خاصة لـ "العين الإخبارية"، إلى أن المشروعات في أغلبها ستكون معتمدة على استخدام التكنولوجيا الحيوية، في السياحة والاستجمام والاستثمار في الابتكار، وريادة الأعمال والتحول الرقمي، مع التركيز على مشروعات بكيانات عالمية تفتح مجالاً ضخماً في صناعة وسوق البتروكيماويات، وصناعات لها علاقة بالنفط، فضلاً عن الخدمات والتجارة البينية.
رئيس قسم الإعلام والتسويق بجامعة عبد العزيز سابقا، د. غازي المدني، قال إن المؤتمر يُعد له بشكل جيد، حيث إنه يستوعب شركات تأتي وتستثمر في المملكة التي تعطي تسهيلات كبيرة للمستثمرين، والكثير من الشركات والمؤسسات الاقتصادية، وصلت إلى المملكة لاستغلال هذه الفرصة، مشيراً إلى أن المقومات ضخمة، مما سيحقق مصلحة مشتركة بين المستثمرين والمملكة، بتسهيلات مفتوحة الأفق، خصوصاً أن الرؤية 2030، أولت هذه الاستثمارات في أجندتها، وتقدمت الكثير من الشركات للفوز بالمشروعات المطروحة.
وأوضح "مدني" في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن هناك اتفاقات للتوقيع، يتنافس عليها شركات أوروبية وأمريكية، وسيزيد هذه المواجهة، لافتاً إلى أن المؤتمر نجح من قبل أن يبدأ، لأن هناك خبراء اقتصاديين دوليين ومحليين أعدوا دراسات جدوى عن شكل وأطر هذه المشروعات الاستثمارية، ليكون له شأن كبير، لإتمام الهدف المرجو بالجذب الصناعي والتجاري، لافتاً إلى أن المؤتمر ضربة بداية دولية، ورهان كبير وله أبعاد اقتصادية استثمارية في مجال السياحة والتعمير والصناعة والبترولية، وهناك شركات تراهن على مشروعات البتروكيماويات، الطاقة المتجددة والبديلة والتجارة البحرية.