«قمر مفقود» وراء تضاريس المريخ الفريدة.. ما قصته؟
يقترح بحث جديد مثير أن المناظر الطبيعية الدرامية للمريخ قد تكون نتيجة لقمر ضخم كان الكوكب يمتلكه ذات يوم ولكنه فقده منذ فترة طويلة.
وتقدم هذه الفكرة المثيرة للاهتمام، التي قدمها عالم الفلك مايكل إفرويمسكي في المرصد البحري الأمريكي، منظرا جديدا حول سبب اختلاف المريخ عن الكواكب الصخرية الأخرى في نظامنا الشمسي.
ويمتلك المريخ اليوم قمرين صغيرين، ولكن في وقت مبكر من تاريخه، ربما كان للكوكب الأحمر قمر أكبر بكثير، والذي قد يكون مسؤولاً عن الشكل الغريب للمريخ وتضاريسه القاسية، كما يقترح إفرومسكي في ورقة بحثية تم تقديمها إلى مجلة الأبحاث الجيوفيزيائية: الكواكب، وهي متاحة كنسخة أولية عبر (أرخايف).
ولشرح التضاريس القاسية للمريخ، والتي تشمل أكبر وادٍ، وأعلى جبل، ومنطقة المرتفعات المعروفة باسم انتفاخ ثارسيس أو ارتفاع ثارسيس، يقترح إفرويمسكي أن قمرا كبيرا، يُشار إليه باسم "نيريو"، كان يدور حول المريخ ذات يوم، وربما كان لهذا القمر القديم تأثير كبير على سطح الكوكب.
ولفهم هذه النظرية التي يقترحها إفرومسكي، تخيل المريخ كنموذج من الطين الناعم الرطب، إذا ضغطت بجسم ثقيل، فإنه يترك نتوءات وأشكالًا مميزة، وفي هذا القياس، فإن المريخ هو الطين الناعم، ونيريو هو الجسم الثقيل الذي يضغط على الطين، ويعكس شكل المريخ البصمة التي تركها نيريو.
وفي التاريخ المبكر للمريخ، كانت قوة الجاذبية التي أحدثها نيريو كافية لترك تشوهات بسطح الكوكب، أدت إلى ظهور السمات البارزة التي نراها اليوم.
وأحد التحديات التي تواجه هذه النظرية هو عدم وجود مسار واضح للفوهات حيث ربما دار نيريو، ويثير هذا الدليل المفقود تساؤلات حول ما إذا كان نيريو جزءا من تاريخ المريخ بالفعل.
أما التحدي الآخر، هو أن سطح المريخ خضع للعديد من العمليات الجيولوجية التي ربما تكون قد غيرت أو حجبت علامات تأثير نيريو.
ورغم ذلك، تظل فرضية إفرومسكي صالحة لتقديم تفسير جديد للتضاريس غير العادية للمريخ، لكن استكشاف هذه الفكرة بشكل أكبر والبحث عن أدلة قد تدعم أو تدحض وجود القمر نيريو، يحتاج إلى دراسات إضافية.