نيويورك.. رئة أمريكا الاقتصادية تستأنف التنفس بحذر
يستعد سكان نيويورك بكثير من الحذر لاستئناف النشاط الاقتصادي والسياحي والثقافي بعد أكثر من شهر على التوقف بشكل مباغت وتام
يستعد سكان نيويورك بكثير من الحذر لاستئناف النشاط في الرئة الاقتصادية والسياحية والثقافية للولايات المتحدة، بعد أكثر من شهر على توقف الاقتصاد بشكل مباغت وتام في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتدرس المصارف في نيويورك تمديد عمل موظفيها من منازلهم حتى إشعار آخر، فيما تختبر الفنادق أفضل صيغة تسمح لنزلائها بالوصول مباشرة إلى غرفهم بدون المرور عبر مكتب الاستقبال.
- حاكم نيويورك: إصابات كورونا جاءت من أوروبا وليس الصين
- نيويورك تسجل 367 حالة وفاة جديدة بكورونا خلال 24 ساعة
ويعمل غالبية موظفي مصرف سيتي جروب حاليا من منازلهم، بمن فيهم رئيس مجلس الإدارة مايكل كوربات.
وعلى غرار المصارف المنافسة له، أقام سيتي جروب غرف تداول في منازل وسطائه، ولو أنه أعاد نشر بعضهم في مواقع طوارئ تم تعقيمها وتطهيرها مسبقا.
ويتوقع سيتي جروب امتناع بعض موظفيه عن العودة إلى مكاتبهم، ما لم يتم التوصل بعد إلى علاج أو لقاح ضد وباء كوفيد-19.
وأكدت المسؤولة الثانية في المصرف جاين فريزر "نريد بذل أقصى ما بإمكاننا لمنحهم خيار مواصلة العمل عن بعد"، مشيرة إلى أنه تم توزيع استطلاع للرأي على الموظفين.
ويمثل القطاع المالي 9,9% من وظائف القطاع الخاص في نيويورك التي تضم وول ستريت ومراكز المصارف الأمريكية الكبرى. وهو يحقق 29% من إجمالي الناتج المحلي للمدينة بحسب الأرقام الرسمية.
أما في شركة جي بي مورجان تشيس، إحدى الشركات الكبرى في المدينة، فستكون معاودة العمل شبيهة بإعادة فتح الاقتصاد في نيويورك بعد وباء الإنفلونزا الإسبانية في 1918.
وكتبت الشركة في مذكرة داخلية "لن نطلب من الجميع العودة في الوقت نفسه، سيعود الموظفون إلى المكاتب على مراحل ووفق تدرّج زمني".
وأثنى باتريك فوي رئيس شركة "إم تي إيه" المشغلة لوسائل النقل المشترك على هذا القرار، قائلا إن "توجه الناس إلى مكاتبهم 3 أيام في الأسبوع بدل 5، هذا النوع من التدابير سيساعد حتما في إيجاد حل لمشكلة الكثافة الاجتماعية والتباعد".
والكثافة السكانية في نيويورك أعلى منها في أي مدينة أمريكية أخرى، إذ تبلغ 11 ألف نسمة للكيلومتر المربع.
ومر على المدينة الكثير من الأزمات الكبرى، منها اعتداءات 11 سبتمبر 2001 والركود عام 2008، لكن مهمة إعادة تحريك عجلة اقتصادها لم تكن يوما شاقة كما هي حاليا.
ومن المتوقع أن تقضي تدابير الحجر الصحي المتخذة لاحتواء انتشار الفيروس على 475 ألف وظيفة حتى مارس 2020، وأن تتسبب بفجوة في الميزانية قدرها 9,7 مليار دولار، حسب مكتب الميزانية.
وأعلن حاكم الولاية أندرو كومو أن النشاط سيستأنف وفق القطاعات وبصورة تدريجية، من غير أن يعلن أي تاريخ أو شروط لذلك حتى الآن.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز