نيوزيلندا.. هل يطفئ هبكينز "نيران" جاسيندا بإحياء شعبية الحكومة؟
تراجعت شعبية حكومة يسار الوسط في نيوزيلندا قبل أن تسلم مفاتيحها لكريس هبكينز، فهل يتمكن السياسي المغمور من إحياء الرماد؟
ملف يتصدر أولويات رئيس وزراء نيوزيلندا الجديد عقب توليه منصبه رسميا الأربعاء، خلال مراسم في ويلينغتون خلفا لجاسيندا أرديرن التي غادرت البرلمان على وقع تصفيق مئات النيوزيلنديين.
والأسبوع الماضي، فاجأت جاسيندا أرديرن بلادها عندما أعلنت فجأة استقالتها من منصبها، بعد أقل من 3 أعوام على فوزها بولاية ثانية إثر فوز انتخابي ساحق.
استقالة اضطرارية كما وصفها محللون محليون ممن رأوا أن الحكومة لم يعد لديها ما تقدمه في وقت تلوح فيه مؤشرات الركود الاقتصادي، واستعادت فيه المعارضة زخمها.
وأكدت جاسيندا أرديرن (42 عامًا) ذلك بالقول إنها "لم تعد تملك ما يكفي من طاقة" للاستمرار في حكم البلاد بعد خمس سنوات ونصف سنة في الحكم وقبل تسعة أشهر من موعد الانتخابات التشريعية.
ولم تكن ولايتها يسيرة، ففيها اختبرت جاسيندا أحداثا شائكة، في مقدمتها جائحة كورونا، وثورانا بركانيا فتاكا، وأيضا أسوأ اعتداء إرهابي استهدف في 2019 مسجدين في كرايستشيرش وأسفر عن مقتل 51 مصلّيا.
أما هبكينز (44 عامًا) الذي تسلم مهامه ومعها إرثا صعبا، فقد أدى اليمين أمام الحاكم العام لنيوزيلندا خلال حفل أقيم في العاصمة ويلينغتون، قائلًا إنه يشعر "بالاندفاع والحماسة لمواجهة التحديات الماثلة".
وأضاف "هذا أكبر امتياز وأكبر مسؤولية في حياتي"، معلنا بذلك بداية مرحلة صعبة بمساره.
شعبية الحكومة
مع تدهور شعبية حكومة اليسار الوسطي التي ترأستها أرديرن في الأشهر الأخيرة، تقع على عاتق هبكينز مهمة إحياء شعبية الحكومة قبل الانتخابات العامة المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وفي وقت باتت فيه نيوزيلندا تحت تأثير ارتدادات حرب أوكرانيا وأزمة سلاسل التوريد، أكد المسؤول الجديد أن كلفة المعيشة تشكل إحدى أولوياته، لكنه بدا أكثر تحفظا عند سؤاله عن التغييرات السياسية المحتملة الأخرى.
وبعدما ترأس أول اجتماع حكومي له بعد ظهر الأربعاء، قال هبكينز إن "تولي مسؤوليات" أرديرن يشكل "لحظة فخر كبيرة" له.
ويُطلق على هبكينز لقب "تشيبي"، ويصف نفسه بأنه نيوزيلندي عادي من الطبقة العاملة يفضل ركوب الدراجة للذهاب إلى عمله.
تصريحات يعتبرها مراقبون أنها عادية لمسؤول يريد الترويج لنفسه سعيا لرفع تصنيف حكومته لدى الشعب، مؤكدين في الآن نفسه أن التحدي يكمن في الأداء والمحصلة، وهذا ما ستكشفه المرحلة المقبلة، والتي ستحدد آليا درجة شعبية تشكيلة حزب العمال الحاكم.