37 عاما على رحيل نيازي مصطفى.. جريمة قتل «شيخ المخرجين» تظل لغزا
قبل 37 عاما، رحل المخرج المصري الشهير نيازي مصطفى بعدما قتل بطريقة وحشية داخل شقته، والغريب أن كواليس الجريمة ظلت لغزا حتى الآن.
نيازي مصطفى يعد واحدا من رواد الإخراج السينمائي في مصر بل ويطلق عليه كثيرون لقب «شيخ المخرجين»، احتراما لرصيده الفني وبصماته السينمائية التي تركها عبر عشرات الأعمال المميزة.
ولد نيازي مصطفى في محافظة أسيوط يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1910.
أكمل نيازي دراسته الجامعية في ألمانيا والتحق هناك بمعهد الفيلم الألماني، ثم عاد إلى مصر ليعمل في «ستوديو مصر»، ثم مساعد مخرج مع الفنان يوسف وهبي، ثم انطلق في عالم الإخراج.
أول عمل فني خرج للنور وحمل اسم المخرج مصطفى نيازي كان فيلم «سلامة في خير» إنتاج عام 1937، وبطولة نجيب الريحاني، ثم فيلم «سي عمر» إنتاج عام 1941 في ثاني عمل جمعهما.
وفي العام ذاته، أخرج مصطفى فيلم «مصنع الزوجات»، الذي تبنى خلاله قضية تحرير المرأة، ما فتح عليه باب جهنم سواء من الصحافة أو الرقابة أو جهات أخرى، بدعوى تحريضه على تحرير المرأة ودعوته لممارستها حقوقها السياسية.
وفي المجمل، أخرج نيازي مجموعة من أهم الأعمال الفنية للسينما المصرية في ذلك الوقت، وتعامل مع أغلب نجوم الصف الأول آنذاك، ومن ضمنها: «عنتر بن شداد، ولقمة العيش، ورصيف نمرة 5، وسر طاقية الإخفاء، وست الحسن، وقمر 14، و30 يوما في السجن»، وآخر أفلامه كان «القرداتي»، الذي رحل قبل أن يراه في دور العرض السينمائية.
وتزوج نيازي مرتين، الأولى: كانت من الممثلة كوكا التي اشتهرت بأداء دور البدوية في أفلامه، وكانت مساعدته في قسم المونتاج باستوديو مصر، والثانية كانت من الراقصة نعمت مختار، بعد أن اكتشف عدم قدرة زوجته الأولى على الإنجاب.
وحصل نيازي على العديد من الجوائز، منها تكريم الدولة في عيد العلم عام 1965، والشهادة الذهبية من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما في 1976، أيضا كرمه المركز الكاثوليكي عن مجمل أعماله في عام 1977، ونال جائزة الريادة من الجمعية المصرية لفن السينما في عام 1986.
قصة مقتل المخرج نيازي مصطفى
في 19 أكتوبر/تشرين الأول عام 1986 صدم الشارع المصري بخبر مقتل المخرج الشهير نيازي مصطفى داخل شقته بشارع قرة بن شريك في منطقة الدقي بالجيزة التي كان يعيش وحيدا فيها، إذ كشفت الصحافة آنذاك عن خبر قتله في ظروف غامضة في يوم تصوير المشهد الأخير لفيلمه «القرادتي».
آخر ظهور للمخرج الراحل كان داخل موقع تصوير الفيلم الذي لعب بطولته فاروق الفيشاوي وسمية الألفي، وقيل وقتها إنه بعد عودته للمنزل طلب من خادمه أن يعود إليه في صباح اليوم التالي، وبالتالي ظل بمفرده داخل الشقة.
ووفقا لتحقيقات النيابة العامة المصرية آنذاك، عاد الخادم في صباح اليوم التالي وظل يقرع جرس المنزل لمدة طويلة دون أن يفتح المخرج الباب، فاتجه الخادم إلى منزل شقيقة نيازي وحصل على نسخة من مفتاح الشقة واكتشف مقتله.
وذكر الخادم، في أقواله، أنه عندما دخل إلى الشقة وجد نيازي مقتولا داخل غرفة نومه، وكان مكبل اليدين من الخلف بربطة عنق، واستخدمت شفرة حادة في قطع شرايين يده، وكمم الجاني فمه بقطعة من القماش حتى لا يصدر صوتًا.
وفشلت النيابة في الوصول إلى الجاني نتيجة كثرة البصمات التي كانت موجودة داخل شقة المجني عليه بعد مقتله، إذ عرف عنه علاقاته النسائية المتعددة، فضلا عن دخول عدد من أفراد الأسرة إلى المنزل ونقل الجثمان من مكانه قبل وصول جهات التحقيق، ما أضاع معالم الحقيقة.
وجاء في تحقيقات النيابة أن «الجاني لم يجد صعوبة في دخول الشقة الأمر الذي يعني وجود نسخة أخرى من المفتاح معه، وأن الحادث لم يتعلق بسرقة الأموال في ظل وجود بعثرة في محتويات الشقة»، ورجحت أن الحادث قد يكون بدافع الانتقام أو لسرقة أوراق مهمة.
وانتهت النيابة بعد تحقيقاتها إلى تقييد الجريمة ضد مجهول نتيجة التطرق إلى سلسلة من الخلافات السياسية والفنية والعائلية والعلاقات النسائية ولكن دون فائدة.
aXA6IDMuMTYuNzYuMTAyIA==
جزيرة ام اند امز